قبل أن تستيقظ طنجةمحاولة جريئة للغناء خارج أسوار المدينة
آخر تحديث 23:55:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"قبل أن تستيقظ طنجة"محاولة جريئة للغناء خارج أسوار المدينة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "قبل أن تستيقظ طنجة"محاولة جريئة للغناء خارج أسوار المدينة

مراكش ـ وكالات

يثيرني عنوان الديوان "قبل أن تستيقظ طنجة "للشاعرة المغربية نسيمة الرّاوي؛ إذ أن ظرف الزمان "قبل" يحيل إلى سلسلة من الأحدث التي أخذت طريقها إلى الواقع قبل أن تستيقظ طنجة. فهل هذه الوقائع تمت في الليل أثناء نوم المدينة؟ أي تمت في بعديهما الزماني والمكاني المتعارف عليهما؟ أم أن هذه الأحداث سجلت حضورها في زمن ومكان آخرين غير الزمان والمكان الكرنولوجيين؟ زمن لم تكن فيه مدينة طنجة معطى ماديا ملموسا، وكانت في غياهب حلم سابق لوجود الأشياء؟ هذه الأسئلة لا يمكن الإجابة عليها بقراءة الديوان بهدف التعرف عن قرب على الفضاءات والصور والأحداث التي حدثت خلسة، وفي غفلة من مدينة طنجة الغافية أحلام فضاءات ستأخذ الشاعرة نسيمة الرّاوي على عاتقها مسؤولية تقريبنا منها. بعد هذه المناوشة البسيطة الحذرة للعنوان، الهادفة إلى طرح السؤال حول طبيعة المرجعية الزمكانية، التي تقع وتتحرك فيها العوالم الشعرية للديوان، أراني مجبراً - بسبب فرادة خصائص الكتابة لدى الشاعرة والتي سأعود لتوضيحها - على تبني تقنية ماكرة تتعمد القفز على الديوان بأكمله، والانتقال مباشرة من العنوان إلى آخر ورقة؛ أي الفهرست أملا أن تسعفني هذه التقنية في القبض على بعض السمات الشعرية التي تنفلت من بين الأصابع كما الماء، وهو العنصر الحاضر بشكل كاسح في كل القصائد. ينقسم الديوان إلى قسمين متوازيين ومتقاربين في عدد القصائد، مما يعكس رغبة الشاعرة نسيمة الرّاوي في البحث عن التوازن والتناغم. هذه الرغبة الأساسية لها دور حاسم في بناء شكل القصيدة ومضمونها سواء أعلى مستوى اللغة أو الإيقاع أو الصور أو رؤية العالم. يضم القسم الأول خمس قصائد على التوالي:" يُحَاصِرُنِي الْبَحْرُ مِنْ الْجِهَاتِ كُلِّهَا"و" Atlantica" و" Rio De Janeiro" و" Tangerina " Assilah". أما القسم الثاني المعنون بـ "البحر أسطورة زرقاء" فيحتوي على ست قصائد هي: "لُورْكَا 1" و" لُورْكَا 2" و"غَجَرِيَّة" و"شِتَاءٌ" و"الْمَدِينَة" و"نِكَايَةً بِالْمَدِينَةِ". إن أول ما يسترعي انتباهنا في هذه العناوين هي أنها سبة منها من تحيل على مدن بعينها، معروفة بقدمها ومكانتها المتميزة في القارتين الإفريقية والأميركية الجنوبية؛ إذن، فالصوت الشعري، وبدل التوجه إلى العواصم الكبرى في الشمال كما درج على فعل ذلك الكثير من الشعراء، يختار التوجهَ إلى الجنوب مبتعداً عن الشمال، باحثاً عن أصل العالم في المدن المتوسطية، والبلدان الاستوائية. إنه صوت شعري يغرد خارج السرب، وهدفه الوحيد هو الإنصات لنشيد الحياة. وسيراً على نفس النهج الرامي إلى البحث على صوت الحياة الضائع من جداول أعمال البشر. تحيل القصائد الخمس المتبقية إلى الماء كما هو واضح في قصيدتي "شتاء" و"يحاصرني البحر من الجهات كلها"، علما أن الماء هو العنصر الأساسي الذي يمثل أصل الحياة؛ ذلك أنه يحاصرها بقدرته على الخلق والدمار في نفس الآن. وتحيل عناوين القصائد الثلاث المتبقية إلى الشاعر الإسباني ذي الأفق الكوني فديريكو غارسيا لوركا، و"غجرية" التي تحيل إلى الغجر الذين لا يعترفون بالحدود الجغرافية للأوطان.يتضح مما سبق، أن القصائد تحمل كعناوين أسماء تحيل إلى مدن عالمية كتبت عناوينها باللغات الأجنبية، وهي ضاربة في أغوار التاريخ، وتتخذ أسماء أشخاص أو مدن أو عناصر طبيعية تخترق الحدود، وتتحدى التقاليد، والمواضعات الثقافية والحضارية. والآن قد نستطيع العودة باطمئنان إلى السؤال الذي طرحناه في البداية، والمرتبط بالسياق الزمكاني الذي تتخذه الشاعرة كأرضية للاشتعال أو الأصح، الذي تشرق فيه قصائد الديوان وتحيىا. وتأسيسا على ما سبق، لا أجانب الصواب إذا ألححت في أن ديوان "قبل أن تستيقظ طنجة" غير معني بالزمن الساعاتي، أو بالزمن الليلي الذي يسبق طلوع النهار في مدينة طنجة، بل إنه مسكون بهاجس الزمن الكوني الذي سبق ظهور المدينة؛ أي مدينة بدءاً من" Atlantica" مروراً بـ " Rio De Janeiro"انتهاء بطنجة، إنه الزمن نفسه الذي أرق الشاعر فيديريكو غارسيا لوركا في بحثه في المطلق، وتحركت فيه قوافل الشعوب الرُّحل، وفي مقدمتهم الغجر. لكل هذا أجد من الضروري التأكيد على أن الديوان ينتصر للكوني في مواجهة الخصوصي، ويدافع عن قوى العالم الطبيعي في مواجهة الزحف الآلي والإسمنتي، وهذا واضح في قصيدة "نكاية بالمدينة".وإذا كانت المرجعية الزمانية قد أصبحت إلى حد ما واضحة الآن؛ أي أنها ترتبط بالزمن الكوني ضد الزمن البشري. فما هي المرجعية المكانية في الديوان؟ قبل الإجابة، لا بد من الإشارة تبعا لهذا السياق ان الشاعرة حققت درجة رفيعة من الانسجام، فلا نجد أبدا في واحدة من قصائدها تناقضاً مع نظرية أينشتاين في الزمن المرتبط ضرورة بالمكان؛ أي أنها لا تحيل إلى زمن كوني، وتموضعه في مكان بشري من صناعة البشر، بل إنها تضع الزمن الكوني في إطار ومكان له خصائصه الكونية؛ وأقصد به "الماء" كفضاء أو مكان بديل عن كل الأمكنة الأخرى، الماء الذي يحاصر كل شيء كما جاء في قصيدة "يُحَاصِرُنِي الْبَحْرُ مِنْ الْجِهَاتِ كُلِّهَا"؛ فالمكان في الديوان لا يوجد فقط في العمق بل في قلب الماء؛ أي في قلب الحياة نفسها. إنه ديوان يكابد السؤال الأبدي المتعلق بعلاقة الإنسان بالزمان والمكان. والآن ربما بدأنا ندرك أن طنجة لا تستيقظ إلا داخل زمن صيرورة الحياة، في صخبها وعنفوانها الطبيعيين متخلصة تماما من الزمن الصناعي؛ وطنجة، في هذا السياق الدافق بالسحر والفتنة المميزين لحركة الحياة، تلعب دوراً تمثيلياً لباقي المدن الأخرى المذكورة في الديوان، وغير المذكورة، وأيضا تلك التي لا يزال لها وجود أو التي انقرضت منذ زمان.لقد ألقت الشاعرة نسيمة الراوي على كاهلها مسؤولية الغناء داخل المجالات الوعرة، والمناطق الغامضة محاولة إدراك سر العلاقة - إذا ما كان يجوز تسميتها بذلك - التي تربط المدينة بالبحر، والبحر بالفضاء، والفضاء بالكائنات. إنها ببساطة، وعلى غرار ما قام به الفيلسوف غاستون بشلار، تحاول فهم الحياة عن طريق التأمل في عناصرها الأولية، بخاصة البحر والبر والهواء حتى يتسنى لها سبر أغوار الحياة الفاجعة الجمال الكائنة في هندسة العالم، والذي تجري دماؤه في شرايين السماء والأرض. وللاقتراب أكثر من فهم هذه الأفكار، سنلقي نظرة على بعض قصائد الديوان. "يُحَاصِرُنِي الْبَحْرُ مِنْ الْجِهَاتِ كُلِّهَا" هو عنوان أول قصيدة في الديوان، إذن فالديوان يبدأ كما الحياة نفسها بواقع حصار الماء، أو العنصر الأول لكل شيء، ومن كل الجهات. هكذا بدأت الحياة، وهكذا يبدأ الديوان، وهكذا تخطو الشاعرة خطوتها الهادئة لردم الهوة القائمة بين الكلمات والأشياء؛ بين الشعر والحياة، محاولة مماثلة ومزج الديوان بالحياة، وفي نفس القصيدة تقول: "نَهْرٌ مِنَ الشِّعْرِ يَنْحَدِرُ مِنْ ذَاكِرَةٍ تَتَثَاءَبُ/عِنْدَ الشُّرْفَةِ فِي قَمِيصِ نَوْمٍ أَزْرَقَ/ الْهَدِيرُ مُوسِيقَى دَاخِلِيَّة، الْمَدُّ حُضُورٌ/الْجَزْرُ غِيَابٌ، الزَّبَدُ بَيَاضٌ بَيْنَ السَّطْرِ وَالسَّطْرِ".فالبحر الذي تلبس الشاعرة قميصه الأزرق عند الشرفة، هو نفسه الصفحة الأولى من الديوان، حيث الزبد هو بياض الورق بين السطر والسطر، بين البيت والبيت، وحيث هدير الموج هو موسيقى داخلية لفعل الكتابة، وهو أيضا الإيقاع الشعري. غير أن هذا ليس مجرد تماثل بسيط بين البحر والشعر، الأمر لا يتعلق بمجرد تشبيه؛ لأن الصوت الشعري في الديوان ما هو إلا حاملا لصوت البحر الغارق منذ الأزل في عزف سيمفونية الماء العظيم. حديث الماء وغنائه وشعره، هذا هو ما يهم الشاعرة؛ أي أن تبحث عن معنى الماء فيما يقوله الموج والمطر والمد والجزر.في الديوان كله، لا نجد قصيدة واحدة لا ينبني فضاؤها، ولا تتشكل صورها من عنصر الماء كما يمثله البحر في حصاره لكل شيء، وفي المقطع رقم 8 من قصيدة " Atlantica" يتأمل الصوت الشعري العلاقة الدقيقة بين الفضاء والماء، وخصوصاً علاقة البحر بالسماء حيث تقول الشاعرة نسيمة الرّاوي: "طَبَقَاتُ السَّمَاء/ مَرَايَا لِوَجْهِ الْبَحْرِ/ وَلِلْبَحْرِ وَجْهٌ/ مِثْلَ وَجْهِكَ/ يَزْدَادُ زُرْقَةً/ كُلَّمَا ابْتَعَد..".فمن أصل خمس حواس لدى الثدييات عموما، والإنسان خصوصا يتمتع الوجه بحصة الأسد منها؛ إذ يستحوذ على أربع منها؛ مما يمنح الوجه الحق في تمثيل الروح؛ فهو عن حق مرآة الروح، والبحر هو الآخر له وجه" مِثْلَ وَجْهِكَ"، وهو بحركته، وهدوئه وتفاعله مع عناصر الطبيعة الأخرى" يَزْدَادُ زُرْقَةً كُلَّمَا ابْتَعَد"؛ أي يزداد جمالا مثل ما يزداد وجه الإنسان احمراراً كلما أمعن في الخجل.تتدخل الشروط النفسية، والعوامل الخارجية، من جو وظل وساعات النهار لتحديد حالة الوجه الإنساني، وما يبدو عليه من حزن أو فرح، كما تتعدد أشكال وألوان المرايا العاكسة للملامح البشرية، لذلك تتعدد أوضاع الوجه البحري، وتتغير تبعاً لطبيعة الفصول، وأحوال الوقت، ولا يمكن لوجه البحر أن يرى بوضوح إلا من خلال طبقات السماء "طَبَقَاتُ السَّمَاء/مَرَايَا لِوَجْهِ الْبَحْرِ". لذلك تسعفنا المرايا السماوية من موقعها العلوي رؤية وجهه ومعرفة أحواله الممتدة من الصفاء والهدوء مرورا بالصخب، ووصولا للهيجان والعنف الشديد. هكذا يتحدث الماء بلغة هائلة، وأكثر إحكاماً من لغة البشر.وعليه، قد أصبح من المتاح أن أجزم بأن ديوان "قبل أن تستيقظ طنجة" هو محاولة جريئة للغناء خارج أسوار مدينة طنجة، أو خارج المدينة عموماً. إذن، فهو غناء على خشبة العالم في حالته الطبيعية حيث يسود الماء والهواء والموج والرياح. إن قدرة الديوان على الإصغاء إلى أنشودة الحياة، هو الذي منح الشاعرة نسيمة الراوي تلك القدرة الجذابة على تحويل العالم، وتغييره من بعده الذكوري، وإعادته إلى أصله الأنثوي؛ ففي الكثير من القصائد السماء بستائر حريرية، والمطر بخيوط آلة الخياطة، والبحر بثوب يطرزه المطر؛ ذلك أن إعادة اكتشاف الجانب الأمومي والسحر الأنثوي في ظواهر العالم هو ما منح الديوان نَفَسَهُ الصوفي، بل وصوت الثوري في مواجهة جماليات ذكورية صارت صدئة، وصار على الشعراء غسلها بدفق الماء، وبالصيرورة الأنثوية للبحر في زمان لا نستطيع تلمس آفاقه إلا إذا أحببنا الاستيقاظ في فجر الشعر؛ أي الاستيقاظ قبل أن تستيقظ طنجة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل أن تستيقظ طنجةمحاولة جريئة للغناء خارج أسوار المدينة قبل أن تستيقظ طنجةمحاولة جريئة للغناء خارج أسوار المدينة



GMT 01:28 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

"أنت تشرق. أنت تضيء" رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

GMT 05:28 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر

GMT 01:16 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 00:28 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 12:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - صوت الإمارات
نجوى كرم النجمة اللبنانية وعضو لجنة تحكيم برنامج "Arabs Got Talent" في موسمه السابع؛ مع كل حلقة تعرض تشاركنا بصور لها من كواليس البرنامج، وتسلط الضوء باستمرار على إطلالاتها الجذابة التي خطفت بها الانتباه وقت التصوير، حيث تألقت نجوى كرم بإطلالات استثنائية جعلتها محل اهتمام الجمهور خلال البرنامج، وشاركتنا بأجمل صورها على انستجرام، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل الإطلالات التي ظهرت وسوف تظهر بها نجوى كرم في حلقات الموسم السابع من برنامج اكتشاف المواهب الشهير. الإطلالات الناعمة الخالية من التفاصيل المبالغ فيها؛ كانت خيار لافت للنجمة اللبنانية تزامنًا مع تحضيرها للبرنامج الشهير أو تصوير بعض الحلقات، فظهرت مؤخرًا بإطلالة باللون الأبيض جاءت مكونة من فستان طويل بتصميم كلاسيكي، جاء من الأعلى بأكمام طويلة وياقة عريضة ومفتوحة على ...المزيد

GMT 23:07 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجمات مصريات يسترجعن رشاقتهن ويخسرن أوزانهن بحمية صارمة

GMT 08:02 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

أمير منطقة نجران يفتتح معرض للصور التاريخية

GMT 12:03 2018 الإثنين ,21 أيار / مايو

ممارسة الرياضة خلال منتصف العمر تحمي القلب

GMT 18:59 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

تعرف على أخطر الرحلات السياحية في العالم

GMT 06:43 2013 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الموسم الجديد من برنامج "تاراتاتا" على "روتانا مصريَّة"

GMT 13:46 2013 الجمعة ,09 آب / أغسطس

أزمة ثقة في الطاقة النووية في شمال آسيا

GMT 19:18 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

حلقة خاصة عن العلاقات الزوجية على الراديو 9090

GMT 12:16 2013 الجمعة ,12 تموز / يوليو

"الفلّاقة" يقرصنون موقع جريدة الصّريح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates