القاهرة ـ وكالات
فى عام 2006 أعلنت مكتبات لندن عن نفاذ النسخ التى تم طرحها من كتاب "لندنستان" للصحفية الإنجليزية "ميلانى فيليبس"، وتكرر هذا الإعلان ليصبح إعلاناً أسبوعياً، فبمجرد طرح طبعة جديدة من الكتاب يتهافت القراء على شرائه، وحتى من هم ليسوا من هواة القراءة والسياسة كانوا على نفس الدرجة من الاهتمام باقتناء الكتاب حتى أصبح كتاب "لندنستان" هو الأكثر توزيعاً وبيعاً فى 2006.
"لندنستان" هو كتاب بحثى تحدث بشكل بسيط وواسع عن مخاوف المواطن الإنجليزى وريبته بشأن انتشار اليمين الدينى الإسلامى "الجماعات والحركات ذات الفكر المتشدد" داخل بريطانيا وتمركزهم فى العاصمة لندن، تحدثت "ميلانى" بشكل واضح عن تشكك المواطن بشأن رعاية الحكومة الإنجليزية لتلك الجماعات المنبوذة فى بلادها، والتى تتنافى أفكارها وتتضاد مع أفكار المجتمع فى لندن بصرف النظر عن ديانة المواطن، وأكدت أنه من المستحيل أن تستقر تلك التجمعات المتطرفة بهذا الشكل دون ضمانات، وربما رعاية حكومية من الدولة وهو الأمر الذى يثير الرعب على حد تعبيرها، وقد جاءت لهجة الكتاب بسيطة تخاطب جميع الفئات وعميقة المعنى ودقيقة التعبير إلى حد جعل الكتاب هو حديث الساعة وقتها فى شوارع ومقاهى لندن.وقد كتب الصحفى الأمريكى "تيودور الريمبل" بشأن الكتاب أن "ميلانى لم تقم فقط بتوثيق نمو الحركات المتشددة أو المتطرفة بلندن، بل تحدثت بقوة أيضاً عن التسيب والضعف الثقافى، الأمرين اللذين تسببا فى انتشار تلك الظاهرة، وأن بعض الرعب الذى أظهرته فى حديثها جاء ظريفاً ومضحكاً إن لم يكن عميقاً ومزعجاً بشدة.الكتاب انتقد بشدة ودقة ما أسمته الكاتبة بـ "التقبل المزعوم للآخر" أو "تعدد الثقافات المزعوم" و ضعف القبضة الأمنية، بالإضافة إلى ما يسمى بـ "النسبوية الثقافية" وقد جمعت هذه الادعاءات تحت مسمى واسع وهو "ثقافة الضحية" التى يدعيها كل منبوذ بسبب أفكاره المتطرفة، والتى تتحجج بها الحكومات المضيفة لتتقبل مثل هذه العناصر، وقد رجحت أن كل تلك العوامل تقوم فى الوقت الحالى بتمهيد واستصلاح أرض خصب للحركات المتطرفة والفكر المتطرف فى الاتجاه والاتجاه المضاد، فسيصبح المواطن السوى محاصراً بصراع بين طرفين متضادين على أشياء وهمية يتنازع عليها الفعل ورد الفعل.وقد أشارت ميلانى إلى أنها تكاد ترى صورة كاملة لتحديد لندن كمركز لعقد المؤامرات الإرهابية على مناطق شاسعة ومتعددة فى جميع أنحاء العالم، الأمر الذى – بالتأكيد - تم التنسيق بين تلك التيارات والحكومة البريطانية بشأنه.نجحت ميلانى فى نقل مخاوفها وظنونها التى تصل بداخلها إلى حد اليقين للعدد كبير من البشر حول العالم عن طريق كتابها "لندنستان" وقد اختارت هذا العنوان كعنوان تخويفى وجاءت صورة الغلاف لتستكمل تلك الصورة المرعبة المتعلقة بمصير خطير قد يصيب العاصمة لندن بسبب تلك الرعاية المثيرة للعجب لتلك التيارات المثيرة للرعب.
أرسل تعليقك