أبوظبي ـ صوت الإمارات
احتفالاً بـ«عام زايد» والذكرى المئوية لميلاد الوالد المؤسس، واحتفاء بيوم الشهيد واليوم الوطني السادس والأربعين، نلتقي لنحتفي بـ«مهرجان أبوظبي 2018»، هذا ما استهلت به كلمتها هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، بالمؤتمر الصحفي الذي عقد صباح أمس في مسرح قصر الإمارات، وذلك بحضور كل من نافديب ﺳﻴﻨﻎ ﺳﻮري، ﺳﻔﻴﺮ الهند ﻟﺪى اﻹﻣﺎرات، وﻛﺮﻳﺴﺘﻴﻨﺎ ﺷﻴﺒﻠﻤﺎن، المدير الفني لدار غران تياتر ديل ليثيو، وآينوا غرانيس، رئيس متحف برشلونة للفن المعاصر (ماكبا)، وناصر عبد الله، رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، والمؤلف الموسيقي الإماراتي إيهاب درويش.
وتابعت الخميس كلمتها مستعيدة مقولة المغفور له الشيخ زايد: «إن العلم والثقافة حجر الأساس في الحضارة والتقدم وبناء الأمم»، مبينة أن مقولته هذه تلخص رؤية أرست ركائز تجربة تنموية وتنويرية فريدة باتت مثالاً يحتذى على مستوى العالم، لدولة تقوم على بناء الإنسان والارتقاء بفكره وعلمه وثقافته، وعلى هذا النهج سارت القيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حتى باتت الإمارات منارة ثقافية ورمزاً للسلام والتسامح والسعادة والإيجابية».
وأكدت قائلة: إننا لم نكن لنستطيع أن ننجز كل هذا لولا العزيمة التي مدنا بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مضيفة: ولم يكن لقصتِنا أن تنكتب منذ البدايات لولا الرعاية الكريمة لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، حين كان سموه وزيراً للثقافة، وإن الفضل الكبير في استمرارنا إلى يومنا هذا يعود إلى توجيه ورعاية ودعم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، راعي مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون».
نجوم الدورة 15
وسوف يشارك في المهرجان في دورته الـ 15 كوكبة من الفنانين الإماراتيين والعالميين المتميزين، تضم أكثر من 500 فنان عالمي من 30 دولة، يقدمون عروضاً موسيقية لأكثر من 40 مؤلفاً موسيقياً، ويتضمن أكثر من 100 فعالية، منها 26 شركة إنتاج، وعمل واحد بإنتاج مشترك، وعرض 16 عملاً بتكليف حصري في 30 موقعاً. وسوف تكون جمهورية الهند ضيفة شرف المهرجان الذي يستمر طوال شهر مارس 2018، ولفتت هدى إبراهيم الخميس النظر إلى أن المهرجان يسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي كعاصمة للثقافة والفن والإبداع، مشيرة أنه يأتي مصاحباً لتدشين اللوفر أبوظبي كإنجاز حضاري أشاد به العالم، ومحطة إماراتية في تاريخِ رقي الحضارات وحوارها الخلاق، إلى جانب العديد من الفعاليات الثقافية في الإمارات.
وحول اختيار الهند ضيف الشرف لمهرجان أبوظبي 2018، تحدث نافديب سينغ سوري، سفير جمهورية الهند لدى الدولة، شاكراً الإمارات على اختيارها جمهورية الهند أن تكون ضيفة شرف بالمهرجان، مشيداً بالانفتاح التي تعيشه الإمارات وتجلى أخيراً بافتتاح متحف اللوفر أبوظبي، مؤكداً أن هذا الانفتاح الثقافي يجمع بين الشرق والغرب. ومن أهم الفرق الموسيقية المشاركة في هذه الفعاليات، عرض لعازفة الكمان العالمية نيكولا بينيديتي برفقة أوركسترا عصر التنوير، وعرض راقص مذهل بعنوان «ذا ميرتشانتس أوف بوليوود»، وأوركسترا أكاديمية سانتا تشيتشيليا الوطنية - روما بقيادة السير أنطونيو بابانو، ترافقه عازفة البيانو بياتريتشه رانا، وعازفة الكمان كوينغ وا تشونغ، و«أمواج حياتي» للمؤلف الموسيقي الإماراتي إيهاب درويش، برفقة أوركسترا أكاديمية بيتهوفن وبقيادة المايسترو البلغاري ستويان ستويانوف، إضافة إلى أمسية الأوبرا للسوبرانو العالمية الشهيرة ديبورا فويت، يرافقها التينور اللبناني المعروف بشارة مفرج، وأمسية جاز مع المغني والملحن الفلسطيني عمر كمال تحت عنوان «عودة الأساطير»، ورقص كلاسيكي من جمهورية الهند، ضيف شرف المهرجان، تقدّمه فرقة تانُسري شنكر تحت عنوان:«نحن الأحياء»، وفرقة «بينك مارتيني» المعروفة بـ«الأوركسترا المصغرة»، و«بيانوغرافيك» أعمال على آلتي بيانو لفيليب غلاس، ستيف رايخ وموريس رافل مع عروض بصرية حية، وسيد السارود، أستاذ أمجد علي خان وهو أحد أبرز وجوه الموسيقا الكلاسيكية في الهند، وسلسلة حفلات المهرجان للعزف المنفرد: مشروع باخ، والختام مع الفرقة الوطنية الإسبانية للرقص التي ستقدم عروض باليه مميزة تحت عنوان «دون كيشوت» للمرة الأولى في العالم العربي.إضافة إلى ذلك سوف يتوج المهرجان برنامجه التعليمي والمجتمعي الذي يقام على مدار العام، حيث الأولوية للشباب الإماراتي من خلال فعاليات الشباب في مهرجان أبوظبي، والذي يهدف إلى تمكينهم في مجالات الفنون والثقافة من خلال البرنامج التعليمي المرافق لمعرض المهرجان للفنون التشكيلية، وورش الفنون التقليدية الإسلامية، وورشة الإمارات المسرحية، ودورة صانعي الأفلام، ورواق الفكر، ورواق الأدب والكتاب، ورواق الخط العربي، وجائزة الفنون التشكيلية من مهرجان أبوظبي، وبرنامج منحة التميز الثقافي، ومنتدى القيادات الإعلامية الشابة، وجائزة الفنون التشكيلية من مهرجان أبوظبي - جلف كابيتال، وجائزة كريستو وجان-كلود، المقتني الشاب، واستوديو الفنانين، والمبدعون الـ 15 في مهرجان أبوظبي.
منصات إبداعية
يشار إلى أن المبادرات المجتمعية تتضمن العديد من الفعاليات والمعارض وعروض الأداء والاستعراضات، وورش العمل، التي ستستقبل الجمهور مجاناً، وتقدم لهم فرصة التفاعل مع منصات إبداعية ملهمة، مصممة خصيصاً لتلبي اهتمامات جميع الفئات العمرية. ومن بين أبرز العروض التي ستقدمها الدورة الخامسة عشرة، «المهرجان في الحديقة» الذي يعود مجدداً هذا العام ليقدم ليلتين من عروض الأداء المباشر، تحييها فرقة راغو ديكسيت، والموسيقي زاهد سلطان، وملكة الماريمبا المصرية نسمة عبد العزيز، إضافة إلى الموسيقا في المستشفيات، والمهرجان تحت الضوء، وساعة الأرض، وعرض وزارة العلوم وللمرة الأولى باللغة العربية، وعرض أفلام تعبر عن الثقافة الغنية للهند، وغيرها من العروض الرائعة.
تكريم رواد موسيقيين من حول العالم
سوف يكرم المهرجان العديد من رموز الإبداع في مختلف مجالات الفنون التعبيرية، ويقدم جائزته هذا العام، لمجموعة من رواد الموسيقى من حول العالم، وهم: السير أنطونيو بابانو، المدير الموسيقي لدار الأوبرا الملكية بلندن، وقائد الأوركسترا الرئيس لفرقة أوركسترا أكاديمية سانتا تشيشيليا الوطنية – روما، وفيليب غلاس عن إسهاماته العظيمة في إعادة تعريف معايير الموسيقا الكلاسيكية المعاصرة، وكريشتوف بينديريتسكي احتفاء بمسيرته المهنية، كمؤلف وقائد موسيقي، وعرفاناً بالقيمة الثقافية لأعماله، التي حاز عنها العديد من الجوائز العالمية، من بينها خمسة جوائز «غرامي»، فضلاً عن اختياره كأعظم مؤلف موسيقي في بولندا.
معرض الفن التشكيلي «من برشلونة إلى أبوظبي»
أبرز الفعاليات المنتظرة، معرض الفن التشكيلي «من برشلونة إلى أبوظبي» الذي يفتتح يوم 1 فبراير ويستمر حتى يوم 17 مارس 2018، ويقدم للمرة الأولى في العالم العربي، مجموعة أعمال من مقتنيات «متحف برشلونة للفن المعاصر» ماكبا»، التي تعتبر من أبرز المجموعات الفنية المعاصرة في جنوب أوروبا، والتي ستعرض إلى جانب أعمال تشكيليين بارزين من دولة الإمارات، بإشراف وتقييم مشترك بين فيران برانبليت مدير «ماكبا» وناصر عبد الله، رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية.
وعن مشاركة «متحف برشلونة للفن المعاصر» في مهرجان أبوظبي، قالت رئيسته السيدة آينوا غرانديس: «يشكل الحوار بين أعمال مجموعة متحف برشلونة للفن المعاصر وأعمال فناني الإمارات في معرض «من برشلونة إلى أبوظبي» ضمن مهرجان أبوظبي جزءاً من فلسفتنا؛ إذ يعكس ذلك بلا شك أهمية توسيع المعرفة بعالمي الشرق والغرب، والعمل معاً لعرض نتاجهما الفني والثقافي أمام جمهور أوسع».
أرسل تعليقك