الشارقة ـــ صوت الإمارات
تحوّلت قاعات مهرجان الشارقة السينمائي، مساء الأربعاء، في مركز الجواهر للمؤتمرات والمناسبات إلى ورش عمل لصناعة الأفلام، أنتج فيها عشرات الأطفال أفلاماً قصيرة، وتعرفوا على تقنيات جديدة في التصوير، ونجحوا في تحويل قصاصات الورق برسوم بسيطة إلى أفلام متحركة تتجسد فيها أحلامهم وتطلعاتهم، حيث جاء ذلك خلال ورشتي عمل أقيمتها ضمن فعاليات المهرجان، حملت الأولى عنوان "مثلث التعريض" شرحت الأساسات الثلاث في عمل كاميرات التصوير الفوتوغرافي، والثانية تناولت فنّ التصوير المتعاقب "الستوب موشن" وخصائص الفنية.
وقدّم المصور الفوتوغرافي حميد الحوسني، ورشة "مثلث التعريض"، التي اختصت بتعريف الصغار بالآليات الأساسية المتبعة في مجال التصوير الفوتوغرافي والحصول على أفضل المعايير المناسبة لأخذ لقطات احترافية، من خلال طرق ضبط العدسة وتهيئة الأشكال داخل كادر الصورة.
واستعرض الحوسني ثلاث خصائص أساسية في عمل آلة التصوير، يجب على كل مصور مبتدئ أن يتعلمها، وهي: (سرعة الغالق Shutter Speed، وفتحة العدسة Aperture، والأيزو ISO معدل حساسية الضوء)، والتي تمثّل الثلاثي الرئيس في التكوين الضوئي المستخدم في عملية التصوير.
وقدّمت الفنانة البحرينية الشابة كوثر عدنان، ورشة عمل خاصة حول فن التصوير المتعاقب باستخدام تقنية إيقاف الحركة "ستوب موشن"، وهي تقنية تحريك الرسوم والصور لتبدو وكأنها تتحرك ذاتياً، عن طريق دمج اللقطات الثابتة في إطار واحد، وتعرف الأطفال خلال الورشة على فن التصوير المتعاقب باستخدام تقنية إيقاف الحركة "ستوب موشن"، إذ صنعوا فيلماً لفرسٍ تعدو، مدته ست ثوانٍ، بعد أن رسموا دورة ركض الفرس بواسطة ألوان الأكرليك، وقدمت كوثر عدنان النصيحة للأطفال من واقع تجربتها الفنية بقولها: "أحب التجربة، وأستخدم جميع ما يتوفر أمامي من الأوراق، والأزياء، والطعام، وغيرها، ولهذا السبب تتميز مقاطع الفيديو التي أنتجها باختلافها عن بعضها، فحتى لو استخدمت نفس تقنيات الرسوم المتحركة، مع مراعات تنوع المواد التي أستخدمها، يؤدي ذلك إلى منتج فريد، وبهذه المناسبة، أرغب بأن أشجّع الأطفال على تجربة أشياء جديدة ومبتكرة، ليكتشفوا مواهبهم والمجالات التي يبدعون فيها ويتميزون فيها عن غيرهم"، ويشار إلى أن كوثر عنان مصورة وفنانة رسوم متحركة تجيد استخدام أجهزة الكمبيوتر وتقنيات وسائل الإعلام الحديثة، ومتخصصة في تقنية "ستوب موشن" أكملت ربيعها الـ24، بعد تخرّجها من قسم وسائل الإعلام على شبكة الإنترنت، وتمتلك موهبة استثنائية في بعث الحياة في رسوماتها وصورها الثابتة، من أبسط الأشياء كالكعك المحلى "الدونتس"، والأزياء، وسلاسل المفاتيح، و الزهور، والرسومات باستخدام قلم الرصاص.
ويسعى مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، إلى تعزيز الثقافة البصرية لدى الأطفال والشباب، بالإضافة إلى تنمية مواهبهم، وعرض أفلام مخصصة لهم، أو من صنعهم، أو تدور حولهم، في إمارة الشارقة، وتشمل الدورة الخامسة من المهرجان تنظيم 50 ورشة تدريبية تتناول مجموعة من الموضوعات الفنية والتقنية السينمائية والمؤثرات البصرية، وتقام جميعها طيلة أيام المهرجان في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، لينتقل تنظيمها عقب ختام المهرجان، إلى كلباء، ودبا الحصن، وخورفكان، من 15-31 أكتوبر المقبل، وإلى الذيد، والمدام، والحمرية، والبطائح من 5-16 نوفمبر المقبل 2017.
ويتضمن مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل 2017، الذي تنظمه مؤسسة (فن) المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، عروض 124 فيلماً من 31 دولة عربية وأجنبية، بالإضافة إلى مجموعة من الندوات والمحاضرات والمقابلات مع نخبة من المتخصصين في صناعة السينما والأفلام.
أرسل تعليقك