الشارقة ـ صوت الإمارات
في الليلة الرابعة من ليالي مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته 13، قدمت، أمس الأول، على مسرح قصر الثقافة بالشارقة، فرقة مسرح دبي الشعبي عرض مسرحية «حديقة الخير» من تأليف وإخراج الفنان عبدالله صالح.
بدأ العرض بطفلة تروي الحكاية على الجمهور، والتي تدور حول «حديقة الخبز»، وهو بستان ملك لوالد «منال» ويعيش فيها مع ابنته التي تعشق الحيوانات، وتعتني بها وتوفر لها الحياة الهادئة السعيدة. وأثناء ذلك يأتي المقاول «الحنتير» وابنه إلى الحديقة رغبة في شرائها من والد «منال» الذي يعاني من الديون المتراكمة، ما جعله يرضخ لرغبة «الحنتير» ويوافق على بيع الحديقة، مقابل رفض «منال»، وهو الرفض الذي لم يلاق آذان صاغية لا من أبيها ولا من الحنتير، حينما بدأت أعمال الهدم من أجل تحويل الحديقة إلى مبنى يدر عليه المال، وتقرر منال مع حيواناتها أخذ موقف مناهض لأعمال الحنتير وضد رغبة أبيها في التخلص من ديونه، فتعمل مع الحيوانات على بث الرعب في نفوس العمال الذين جاؤوا إلى الحديقة من أجل الهدم، وتخويفهم بشتى الوسائل، حتى تصل الحكاية إلى ذروتها حين نكتشف بأن «الحنتير» شخصية شريرة ومحتالة، مطلوب قضائياً للشرطة التي تلقي القبض عليه، لتنتهي أحداث الحكاية وكذلك المسرحية.
شارك في التمثل: حمد الحمادي، محمود القطان، فؤاد القحطاني، رحاب حميد، سلطان بن دافون، علي التركي، عبدالله المهيري، عبدالعزيز حبيب، عايشة العبار، طلال محمد، محمد عادل، لطيفة عبدالله صالح، جواهر عاشور، وآخرون.
وقد نجح المخرج في إضفاء الفرجة على الخشبة، كما نجح في شد انتباه وتفاعل جمهور الأطفال من خلال الديكور الذي تميز بالواقعية باستخدامه شاشات عرض كبيرة كخلفية تجسد جماليات الحديقة.
في العرض أداء جيد على صعيد الممثلين رغم انشغال بعضهم بالقفشات والإيماءات من أجل إضحاك الجمهور على حساب الشخصيات التي يؤدونها. ولم يوضح النص الأسباب التي جعلت من الشخصيات الإنسانية تفهم كلام الحيوانات وتتحاور معها، وكذلك شخصية «القرد» التي غادرت الحديقة فجأة ثم عادت فجأة، وخلال ذهابها وعودتها لم تقم بأي فعل يستدعي وجودها.
ويحسب لهذا العرض، الأغاني والموسيقى التي خدمت الحدث ودفعته إلى الأمام، وكذلك الديكور الذي لم يعق حركة الممثلين الذين وصلت حواراتهم إلى الجمهور واضحة، حيث تلافى العرض مشاكل الصوت في العروض السابقة.
«حديقة الخير» أكدت أهمية التعايش والتسامح مع الآخر، رغم أي اختلافات، وأيضاً ضرورة المحافظة على البيئة. فوجود الحديقة وحياة الحيوانات والبشر معاً فيها إشارة واضحة إلى ثقافة قبول الآخر، وأيضاً إشارة واضحة إلى اعتبار الحديقة من المكونات الأساسية للمنظومة البيئية، وأن البستنة جزء لا يتجزأ من ثقافة الاعتناء بالمجال الأخضر.
أرسل تعليقك