القاهرة -صوت الامارات
شاءت الظروف أن تدفعها وظيفتها الجديدة إلى أن تترك الإسكندرية والنزول إلى القاهرة، قبل ثورة يناير 2011، وأن يكون مكان عملها في وسط البلد، وأن يطل مكتبها على ميدان التحرير، وفي كتابها «صباح الميدان» تروي الشاعرة إيمان يوسف ما وقع في الميدان من أحداث سجلتها في لحظة وقوعها بحكم موقعها، فعلى حد تعبيرها: «البث الأول يبدأ من هنا... نحن أول من يستنشق عبير دخان القنابل المسيلة للدموع لفض المعتصمين والمتظاهرين، ويصيبنا يومياً الحظ في تناول جرعات مكثفة من القلق والفزع على مصر وأبنائها، صوت الرصاص يعلن صرخات الميدان وتحدي الأسفلت الذي ينهض بدم الشهداء والأبرياء، فيشد أزر المتظاهرين ويبث في العقل قيمة الموقف وصلابة القول الحق».
وقد كانت متابعتها اليومية للأحداث من شرفة مكتبها، محرضاً لها، لكي تغادر حزب الكنبة، وتنضم إلى المتظاهرين في الميدان، تهتف وتلوح بعلم مصر، وتنشد من أشعارها: يا أيتها الثورة العظيمة/ مزقت أفكاري القديمة/ ودعت أحزاني/ ورشقت يأسي/ لما انتزعت الحياة الكريمة».
ولا تكتفي إيمان في كتابها «صباح الميدان» بأن تنقل من وجهة نظرها يوميات التحرير، بل تسجل- أيضاً- انعكاس الأحداث على مشاعرها كشاعرة، ونتيجة لما تراه وتسمعه من أحداث سياسية متلاحقة، ضاع الشعر منها: «يا حبيبي يا شعري لا تهجرني، لأنك فراشات المشاعر، يا خيالاتي الممتدة والممهدة بين أسطورة الصباح تناجي أسرار الزمن والأمان، يا عطري الذي أفتقده وأعشقه يا آفاقي الجديدة وصياغتي الواضحة لمفاهيمي ولإحساساتي وحواراتي. أيها الرمز والدلالات والصور الإيحائية يا داري وجاري لا تهجرني».
وتسرد في الكتاب- أيضاً- مشاعرها بعد أن انتقلت للعيش من الإسكندرية إلى القاهرة، وكذلك يضم عدداً من أشعارها، وهو صادر على نفقتها الخاصة، وسبق أن صدر لها العديد من الدواوين منها: «تنهيدة صبية»، «لحن الحنين»، «أنيس قلبي»، «احتواني الانتظار».
أرسل تعليقك