الكويت ـ وكالات
عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، ضمن سلسلة «يوم الوفاء» التي تحتفي برموز العلم والثقافة والأدب في الكويت والوطن العربي صدر كتاب بعنوان: «عابر المجرات صالح العجيري.. عميد علم الفلك »، شارك فيه نخبه من الكتّاب والمثقفين، منهم إسماعيل فهد إسماعيل، وأشرف أبوزيد، وآخرون.
وفي تقديم للكتاب، الذي يقع في 324 صفحة، تقول الدكتورة سعاد الصباح: «عندما تضع التقارير الإخبارية التي تتناول الكويت صور: البحر، الأبراج، مجلس الأمة، قصر السيف، برج الاتصالات، كمعالم عن الكويت، تغفل أن تضع صورة هذا الرجل النادر كمعلم مهم من معالم الكويت، تتمثل في وجهه وصورته وحضوره طيبة أرض الكويت، وبساطة أهلها، وتآلف قلوبهم. وإن لم تفعل التقارير الإخبارية ذلك فإن تقارير التاريخ حتماً ستضع د.صالح العجيري في قائمة من صنعوا تاريخها الرائع الناصع».
وأضافت الشاعرة الكويتية «عندما كان الكويتيون يختارون إما البر أو البحر لكسب الرزق، اختار د.صالح جهة ثالثة هي السماء. فكأنه منذ البداية جعل علوم السماء تمهيداً لمعرفة علوم الأرض. وما أنبل وأجمل وأروع أن تتعامل مع السماء، مع غيمها، مطرها، نجومها، ليلها، هوائها، عواصفها، ورعودها، فكأن العجيري الذي شكلته طينة الكويت كان للسماء أيضاً دور في تشكيل قلبه، فتميز بما يميز العلماء من نقاء فطري، طهارة نفس، وروح مُحبَّة للجميع، زاد على ذلك جمال حديثه، وفكاهة فكرته، وحضور بديهته، وما هذا التكريم إلا محاولة للتعبير عن الامتنان تجاه رجل كان دوماً ضيفاً على كل بيت، فهو بشارة كل عيد».
والعجيري يمثل للكويت علماً من الأعلام المهمة ليس في مجال الفلك وحده، وإن كان مشهوراً بتملكه ناصية هذا العلم، ومشهوراً بمعرفته العميقة لها في الكويت وفي خارجها، ولكنه عَلَمٌ في مجالات أخرى يجدها القارئ في الكتاب.
وفي كلمته بالكتاب يقول د.محمد الرميحي «تعودت في السنوات الأخيرة أن آخذ الدكتور صالح إلى بعض محاضراتي في الجامعة من أجل أن يطلع الطلاب والطالبات على هذه القامة الوطنية المتميزة، ودائماً يأتي بجديد، ويقوم وهو في هذه السن بالتحضير للمحاضرة وجلب أدواتها من وثائق، فهو مخزون لا ينضب للتاريخ الشفوي، الحديث والمعاصر، لما مر بالكويت من احداث. وله معرفة واسعة بأهل الكويت ومن النادر أن تسأله سؤالاً عن شخص أو عائلة أو حدث إلا ويذكر لك مع الإجابة التفاصيل الدقيقة».
بينما يكتب أنور الياسين عن العجيري قائلاً «تعلمت منه الكثير، فهو الإنسان المحب للحياة والوطن، وأهله وأصدقائه، ومريديه.
لم يكن الدكتور العجيري إلا ابناً باراً للكويت بما قدم وما أعطى ولايزال، ولذا فقد استحق هذا الحب الكبير من الجميع وعلى مختلف المستويات، والذي تجسد في منحة الجوائز ومئات الدروع التذكارية والشهادات التقديرية التي تحيط بمجلسه في قاعة الاستقبال بمنزله التي يحب الجلوس فيها ويستقبل أصدقاءه، بحيث أصبحت مكتبته الخاصة، وهي جزء لا يتجزأ من حياته، محاطةً بكتبه وصوره التذكارية وأجهزة الرصد الفلكي وأهله ومحبيه».
من جانبه، يقول خالد العيسى إن «العجيري رجل حسن السمعة والسيرة، ويتميز بالتواضع الجم وهو موسوعي الثقافة، خصوصاً ما يتعلق بعلم الفلك وتاريخ الكويت وما جاورها، فما من سؤال يوجه له إلا وتجد الإجابة عنده حاضرة بالأرقام والأحداث والتواريخ الدقيقة، وهو مفخرة للكويت والمنطقة فهو عالم عصامي، حيث علم نفسه بنفسه بكل دأب وجهد واستحق الكثير من التقدير والتكريم مثل منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت عن جدارة واستحقاق، وإن كانت شهادتي في العجيري مجروحة فالعالم كله يشهد لهذا العالم الجليل».
فيما يقول جمال صالح العجيري «نشأنا لنكتشف أن أبانا مختلف عن غيره من الآباء الآخرين، كان بعض هؤلاء الآباء يذهب إلى البحر والبعض الآخر يقضي أوقاته بين الرفاق في الديوانية، وهناك من يذهب إلى البر، لكننا منذ نعومة أظفارنا كنا نجد أبانا صالح العجيري جالساً بصفة دائمة على مكتبه منهمكاً من قمة رأسه إلى أخمص قدمه في علم الفلك وسط أوراقه وحساباته ليعد تقويم السنة المقبلة. في هذه الأجواء كبرنا واكتشفنا أن صالح العجيري عَلَم من أعلام الكويت؛ ذلك المجتمع الصغير، عرفنا أنه موجود في كل بيت من خلال تقويمه وتنبؤاته الفلكية التي لا تخيب والتي ينتظرها الجميع.
ويضيف «التقويم عند معظم الناس مجرد ورق لمعرفة التواريخ والمواقيت، مجرد ورقة يقوم بقطعها في اليوم التالي، لكن ما لا يعرفه الكثيرون وما عاصرناه نحن منذ كنا أطفالاً أن وراء تقويم العجيري قصة من العمل الجاد الدؤوب وإخلاصاً بلا حدود، كنا نشاهد حجم المعاناة والجهد والسهر والبحث الدقيق الذي يبذله أبي من أجل أن يظهر هذا التقويم الدقيق الذي دخل كل بيت».
أرسل تعليقك