الشارقة-وام
نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب ضمن فعالياته الثقافية ندوة حوارية تحت عنوان " الإعلام الجاد ومسؤولياته " بمشاركة الإعلامي المصري حمدي قنديل والإعلامي والشاعر اللبناني عبده وازن والمراسل الإعلامي البريطاني فرانك غاردنر.
وإستهل حمدي قنديل حديثه بتعريف معنى الإعلام الجاد .. مبينا أنه الإعلام المستند فقط إلى تناول موضوعات سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها بالنمط العادي المألوف.. مشيرا الى أن الرسالة الاساسية للإعلام الجاد تنطلق من ثلاثة مجالات هي الإخبار والتثقيف والترفيه وأن لكل منها أصول وأدوات مهمة يحصل عليها الإعلامي الناجح من خلال الخبرة والمهارة والإحتكاك والتطوير المهني المستمر.
وأوضح ان " الإخبار" بمفهومها الشامل هو إطلاع الجمهور على الحقائق أولا بأول والتمييز في تقديم المحتوى الإعلامي بين المواد ذات الإخبار الحيادي المجرد والأخبار ذات التحليلات الخاضعة للآراء وذلك لتكوين صورة واضحة للمتلقي مع القدرة على طرح صميم المشكلات التي ترافق المادة المنقولة بعيدا عن التهويل والمبالغات وتقدير الحلول الناجحة التي تضمن تكافل الجمهور في ضوء اطلاعه المسبق على الحقائق المجردة.
وأشار الى أن " التثقيف" خطوة مهمة أخرى يقوم بها الإعلام الجاد لتنفيذ مسؤولياته أمام الرأي العام وفي جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وأن مجالات التثقيف لاتقف عند حد فهي تتجاوز مجرد التلقين وترتقي إلى مجالات أكثر سعة في استعراض آفاق الثقافة والفكر والأدب والأخلاق والتربية والفنون والتواصل الإنساني ومعرفة مايدور في العالم من حولنا .. أما "الترفيه" فان الاهم هو نقله للجمهور بشكل متميز وأخلاقي ولاينطلق على أسس متحللة أو قائمة على الإستدرار المادي من خلال الإعلانات الإنتهازية.
وناقش قنديل العديد من المجالات الأخرى ومنها المشكلات التي اثارها دخول المال الخاص الى الإعلام من خلال القنوات الفضائية وأهمية إيجاد قنوات إعلامية ممولة من قبل الجمهور على غرار تجارب عالمية إعلامية تتيح التحرر من القيود على حرية الإعلام .. إضافة الى مسألة ومفهوم الحريات الإعلامية وأهمية التدريب المستمر الذي لايجب أن يستثني جميع العاملين في الحقل الإعلامي مهما بلغت مهاراتهم في عالم الصحافة الإعلام.
من جانبه أكد الإعلامي والشاعر اللبناني عبده وازن الفائز بجائزة الشيخ زايد عن رواية "الفتى الذي ابصر لون الهواء " أن الإعلام لكي يكون جادا يجب ألا يسئ الى جمهوره وألا يجمل الحقاق وألا يشوه الراي العام .. معربا عن اعتقاده بضرورة مقارنة عبارة الإعلام الجاد بالديموقراطية والنقد والحقيقة والثقافة حتى تتولد لدى الجمهور قناعات ثابتة حول الواقع ولايقع فريسة لأنواع التضليل الإعلامي الذي اصبحت له وسائل هائلة في قلب الحقائق والموازين وتشتيت الأفكار والغاء الذاكرة وبناء أخرى لاتمت الى الواقع بصلة .
وتحدث فرانك غاردنر المراسل المتخصص بالشؤون الأمنية لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في الشرق الأوسط- الذي سبق له التعرض إلى اعتداء خلال عمله وأقعده عن المشي وأودى بحياة زميله المصور سايمون كامبرز- عن تجربته في العمل الميداني الخليجي لاسيما السعودية ودولة الإمارات وسجل خلالها العديد من المشاهدات .. موضحا أن الإعلام الجاد يقوم على نقل الحقيقة وأن الإعلامي الجاد لن يتوقف من أجل نقل وبيان الحقيقة حتى لو كلفه ذلك الكثير من التضحيات لأن بناء كل شئ يتوقف عليها وان الخراب الحالي الموجود في العالم لم يأت نتيجة فراغ وإنما جاء بناء على أكاذيب كثيرة فحملت إلينا كل انواع الخراب والإضطرابات التي تعصف بالعالم.
وحول التعامل مع الآراء المخالفة لزملاء المهنة وتعلق هذا بالإعلام الجاد أكد غاردنر أن المسؤولية الإعلامية تقتضي أن تذكر جميع الآراء التي قيلت أو وجدت حول موضوع تعمل على نقله للجمهور لكي تترك لك مساحات واسعة من الإختيار .. مؤكدا أن النجاح ليس بالضرورة أن يكون بالتوافق مع رأي الإعلامي الناقل وإنما من خلال نقله المجرد للحقائق بعيدا عن كل صور التشويه المقصودة.
أرسل تعليقك