غزة – حنان شبات
أكد المستشار الإعلامي لوكالة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة عدنان أبو حسنة، أهمية زيارة وزير الخارجية الألماني إلى قطاع غزة، مضيفًا أنّه كان من المهم أن يأتي الوزير ويرى بأم عينه الدمار الكبير الذي حدث في القطاع حيث زار منطقة الشجاعية والمدرسة الممولة من جمهورية ألمانيا، وتفقد أيضًا ميناء الصيادين ورأى بنفسه حجم المعاناة.
وأوضح أبو حسنة، في حوار مع "صوت الامارات"، أنّ تصريحات وزير خارجية ألمانيا مهمة جدًا، لأنها تؤكد أنّ ما حدث في غزة غير معقول واستمرار المعاناة أيضًا غير مقبول، داعيًا إلى ضرورة إعادة اعمار القطاع، مبرزًا أن ألمانيا من أهم الدول المتبرعة لـ"الأنروا" ولإعادة اعمار القطاع، مشيرًا إلى أنها قدمت 12 مليون دولار ثم أربعة ملايين ثانية، وأن هناك تعهد جديد بـ 37 مليون؛ من اجل عمليات الاعمار، مؤكدًا دورها المهم إلى جانب المملكة العربية السعودية ودولة الكويت والإمارات العربية المتحدة الدول التي التزمت بتعهداتها وتزيد مع الوقت حجم التبرعات التي تقدمها لإعادة الاعمار.
وفيما يتعلق بنقل الوزير الألماني دعوات تسهيل إعادة الاعمار، أضاف أنّ هذه قضية تتعلق بالسلطة الفلسطينية وبعلاقات السلطة الفلسطينية مع الاحتلال، وبالنسبة إلينا هناك تعهدات ألمانية جيدة بالنسبة لإعادة الاعمار قدمت إلى "الأنروا"، مردفًا: "نحن نأمل أن تزيد هذه التعهدات وأن تلتزم الدول التي تعهدت في مؤتمر القاهرة بما قطعته على نفسها من وعود".
وأضاف، أنّ الاوضاع في القطاع تتدهور كل دقيقة وليس كل ساعة أو كل يوم، وتقرير البنك الدولي ترجمة لما تعانيه غزة، وزاد: "الحقيقة، نحن لدينا أيضًا أرقام وإحصاءات، فنسبة البطالة في القطاع تصل إلى 45% بالمجمل؛ ولكن تصل بين الشباب إلى حوالي 60% والناس الموجودون تحت خط الفقر يصل عددهم إلى 80% ووصلنا في تقديم المواد الغذائية في القطاع إلى حوالي 900 ألف من بين مليون وثلاثمائة ألف لاجئ في القطاع ".
وتابع أبوحسنة: "هنا نتحدث عن اللاجئين فقط وغير اللاجئين، وأوضاعهم أيضًا سيئة، وعندما يكون 900.000 لاجئ من مجموع مليون وثلاثمائة ألف لاجئ هذا يعني أن هذه الفئة فقيرة وأشد فقرًا من الفئات المسحوقة غير القادرة على توفير قوتها اليومي، موجهًا إلى أنّ هذه غزة، مضافًا إلى ذلك الضغوط النفسية واستمرار الحصار على القطاع فالحصار لازال مفروضا ةغير مسموح بالتصدير.
وشدد على أي مجتمع في العالم لا يسمح له بالتصدير ومحاصر لا يسمح لسكانه بالتنقل ويقصد بها حرية الحركة بالتأكيد سيصبح مجتمعا يعتمد على المساعدات ومجتمع فقير غير منتج ومدمر.
وحول تقليصات خدمات "الأونروا" في مناطق عملياتها الخمسة، بيّن أنّ "ما حدث أنها تواجه عجزا ماليًا يضطرها إلى أن تتخذ إجراءات تقشفية، وهذه الاجراءات كي تواج هذا العجز المالي وحتى لا تتأثر برامجها، منوهًا إلى: "لا نريد للتعليم والصحة وتوزيع المواد الغذائية أن يتأثروا بذلك، وهذه الإجراءات تتعلق بعمليات التوظيف فجمدت مؤقتًا عمليات التوظيف في مناطقها الخمس ليس غزة فقط؛ بل وفي الأردن والضفة وسورية ولبنان".
وزاد أبو حسنة، أنّه "يوجد جهود كبيرة تبذل في هذا الإطار؛ ولكن نحن لا نريد أن نبث يعني أوهامًا كاذبة، نريد أن يكون هناك تفاؤل حقيقي مبني على أرقام حقيقية، هذا التفاؤل عندما تتحول الوعود إلى أموال في حسابات "الأنروا"، سواء بالنسبة إلى عملية إعادة الاعمار، أو البطالة أو كل البرامج، ولكن حاليًا، هناك جهود جبارة على جميع المستويات مع الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي والدول الاسكندنافية العربية المانحة كل من له علاقة بعمل "الأنروا" واللاجئين الفلسطينين في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو في الخارج، سواء في سورية أو لبنان أو الأردن لذلك هناك جهود في هذا الإطار ونأمل أن تنجح".
أرسل تعليقك