لندن -كاتيا حداد
استحوذت عملية المسح الجوي التي قامت بها وكالة ناسا "إيسبريدج" "أي الكتلة الجليدية"، على عدد لا يحصى من الصور المذهلة في القطب الشمالي والقطب الجنوبي على مدار مهمتها التي استمرت 9 سنوات، وأحدث صورها يمكن أن تكون من بين الأكثر جاذبية حتى الآن، واحتفالا بعيد الحب، نشرت صورًا لتشكيل غير عادي نتج عن انهيار نهر جليدي في شمال غرب غرينلاند، ويتشابه بشكل غريب مع قلب مكسور.
تم التقاط الصورة التي تم نشرها أخيرًا، في 27 مارس/آذار 2017، وكشفت عن نظرة لمقدمة الانهيار في القطب الشمالي، وبعيدا عن مخططها على شكل قلب، تتدفق الأمواج المتلاحقة عبر الجليد والثلوج، وفي المقدمة، يمكن رؤية طبقة الجليد والثلوج في خط متعرج أسفل الوسط، وخلال الحملات الميدانية السبعة لمسح الكتلة الجليدية في القطب الشمالي والقطب الجنوبي العام الماضي، غط الباحثين أكثر من 214000 ميل، وهذا، وفقا لناسا، هو ما يعادل الدوران حول الأرض 8.6 مرات من خط الاستواء، وكانت البعثة قد شاركت في السابق صورة مدهشة لجبال جليدية في القطب الجنوبي محاطة بما يبدو أنه هالة زرقاء أخرى.
للوهلة الأولى، يبدو لون النيون المذهل اصطناعيا، ولكن، وفقا لوكالة الفضاء، الطبقة المغمورة من الجليد المتآكل هو حقا زرقة الجليد، وتم رصد التأثير الملحوظ خلال رحلة إلى فيكتوريا لاند، حيث مرت الطائرة فوق ماكموردو ساوند في أنتاركتيكا، وأغلقت عملية الكتلة الجليدية مسحها في أنتاركتيكا في وقت سابق من هذا الأسبوع، بمناسبة الانتهاء من خمس حملات قطبية هذا العام، وتم التقاط صورة مذهلة من لكتلة جليدية متوهجة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، وكشف عن تأثير لا يصدق من الضوء الأزرق من ماكموردو ساوند.
وتقول وكالة ناسا إنّه "يمكن تآكل الجوانب السفلية لبعض الجبال الجليدية، مما يكشف عن جليد أزرق أكبر سنا، وأكثر كثافة بشكل لا يصدق، ويمكن أن تتغير التعرية في شكل كتلة ويؤدي إلى دورانه، وبذلك يطفو الجليد الأزرق المنحوت فوق سطح الماء، وقد أكملت البعثة أخيرًا، عدة رحلات من محطتي ماكموردو وأموندسن سكوت الجنوبية، وكانت هذه السنة هي السنة التاسعة على التوالي التي تجري فيها وكالة الفضاء رحلات جوية عبر القارة، ونشرت وكالة ناسا مؤخرا سلسلة من الصور الدرامية التي تم التقاطها خلال مسحها في القطب الجنوبي، وتشمل الصور لقطات واسعة من الجبال والجليد البري، والجبال الجليدية المنتشرة من ساحل القطب الجنوبي، وحتى صور لباحث يأخذ قسطا من الراحة خلال رحلة العودة.
وتدرس عملية إيسبريدج "الكتلة الجليدية" كيف تطور الجليد القطبي على مدى السنوات التسع الماضية، واختتمت مجموعة من الرحلات البحثية مدتها تسع ساعات فوق القارة القطبية الجنوبية لرصد ذوبان الجليد، وقد استخدم الباحثون بيانات عملية الكتلة الجليدية لملاحظة أن الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي الغربية قد تكون في حالة من الانخفاض الذي لا رجعة فيه فتساهم مباشرة في ارتفاع منسوب مياه البحر، ةتم تصميم عملية إيسبريدج لدعم القمر الصناعي 2 (إيسسات-2) الجليدي المقبل، والذي سوف يستخدم الليزر لقياس ارتفاع الجليد البحري في المحيط، ومن المقرر إطلاق القمر الصناعي في عام 2018، في هذه الأثناء، تقوم مركبة أوريون P-2 بتجميع كميات هائلة من البيانات على الجليد القطبي، وكشف عن كيفية تغير الصفائح الجليدية.
أرسل تعليقك