سكان بكين يهربون من سموم المناجم إلى المناطق المدارية
آخر تحديث 16:14:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الحلقات الضبابية تتحمل مسؤولية مليون حالة وفاة مبكرة

سكان بكين يهربون من سموم المناجم إلى المناطق المدارية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - سكان بكين يهربون من سموم المناجم إلى المناطق المدارية

سكان بكين يهربون من سموم المناجم إلى المناطق المدارية
بكين ـ علي صيام

بدأ "جي فنغ" في 3 يناير/كانون الثاني من العام الماضي، أي بعد أيام من احدث انطلاقات جوية كبرى في بكين، في وضع خطته للهرب من واحدة من أكثر المدن تلوثًا في العالم، وبعد أكثر من عقدين من العمر، كان مقيمًا في العاصمة الصينية الخاضعة للضباب الدخاني، واستقل رحلة الى "جينغهونغ"، وهى بلدة نهرية مزروعة بالأزهار في مقاطعة يوننان، بالقرب من حدود الصين مع "ميانمار ولاوس".

سكان بكين يهربون من سموم المناجم إلى المناطق المدارية

وهناك أكثر من 1600 ميل من المناجم السامة في بكين، لذلك دفع "جي" ما يصل إلى 460000 يوان (52000 إسترليني ) لشقه مكونة من غرفتي نوم في عمارات محاطة بالنخيل بالقرب من نهر ميكونغ. وبعد شهرين عاد مع زوجته "ليو بينغ" للبدء من جديد، ووضع الزوجان ممسحة عند مدخل مسكنهما الخالي من التلوث مكتوب عليها : "الحياة الطبيعية"، حيث قال "أنا لا افتقد الحياة الحضرية، والآن انتقلنا إلى هنا، وفرصنا في العودة ضئيلة، بالنسبة لي، الحياة أفضل هنا كثير".

ويذكر أن جي40 عامًا و ليو 32 عامًا , جزء من مجموعة صغيرة من السكان الحضريين الصينيين الذين يحاولون تجاوز صخب و دخان بلادهم الكبير. ويتحرك البعض بشكل دائم إلى الأماكن النظيفة، مما يجعل التمركز في أماكن مثل "يوننان أو هاينان"، وهي بؤرة استوائية في بحر الصين الجنوبي. وقد فوجي "جي" عندما سئل كيف كسب نقود منزله الجديد ولكننا نعرف الآن أنها من الأسهم والعقود الآجلة .

سكان بكين يهربون من سموم المناجم إلى المناطق المدارية


 
وهناك مهاجرون موسميون أو ما يسمى بـ "الطيور المهاجرة" وهم الذين يأخذون فترات راحة سنوية طويلة لتجنب طقس الشتاء السئ . وقد بدأ الرئيس "شي جين بينغ" مؤخرًا فترة ولايته الثانية مع تعهد بجعل سماء الصين زرقاء مرة أخرى ويقول الخبراء انه يحقق تقدمًا , ففي نوفمبر/تشرين الثاني كانت نوعية الهواء في بكين أفضل من أي شهر شتوي سابق، وذلك وفقًا لـ "السلام الأخضر". ولكن العديد من المدن لا تزال تحمل حلقات ضبابية خطرة تحمل المسؤولية عن ما يصل إلى مليون حالة وفاة مبكرة كل عام .
 
وقد ظهرت الفنادق التي تخدم هؤلاء الهاربين الحضريين في "جينغهونغ" عاصمة مقاطعة "شيشوانغبانا" في "يوننان" . كما يقوم مطورو العقارات أيضًا بصرف الأموال، وشراء الشقق، والشقق الموجهة جزئيًا نحو سوق تسمى "الرئة النظيفة" في الصين. و في المطار تجد الملصقات تعلن عن مجتمع سكنى موسمي تأتى معها شعارات "الهواء النقي"، ويتفاخر "لي رونغرونغ" وكيل المبيعات قائلًا الطقس جيد حقًا ولا توجد مصانع كيميائية ولدينا غابة استوائية، وقال "لي يانغون" وهو وكيل عقارات، ان الحياة الخضراء كانت جزءًا أساسيا من مبيعاته للمناطق الشمالية. وأصبحت لـ"شيشوانغبانا" شهرة واسعة حيث الهواء النقي لرئة نظيفة في الصين.

 ولم يكن الضباب الدخاني هو العامل الوحيد الذي يقود الهجرة إلى "شيشوانغبانا". وقال "جي" الذي كان يعمل لحساب بنك التنمية الصيني الذي تديره الدولة، أنه كان متعبا أيضًا من البشر، وبكين لديها الكثير من الناس، أنها كبيرة جدا، ولها الكثير من المباني العالية. وأنا لا أحب ذلك"، وأضاف "لي" الوكيل العقارى، 35 عامًا، انه كان لديه مشاعر مختلطة حول التغييرات التي تحدث في المدينة . وباعتبار انه أول عضو في عائلته يذهب إلى الجامعة، فقد استفاد مباشرة من عقدين من التنمية. ولكن هذا النمو كان "سيفا ذا حدين" فمصانع الاسمنت على مشارف المدينة تعني أن المدينة تعد خالية تمامًا من الضباب الدخاني .

  وأوضح جي و ليو، اللذان يأملان في إقامة أسرة في منزلهما الجديد أنهما سعيدين، ولكنهما حذران أيضا من النمو الجامح والتلوث الناجم عن تزايد إعداد السيارات ومواقع البناء. ومع ذلك، وبعد أن قضى أكثر من نصف حياته في المدن الضخمة، بما في ذلك سنة في ساو باولو، البرازيل (20 مليون نسمة)، قال "جي" أنه كان سعيدا بالحياة في المدينة، التي تضم حوالي 530000 نسمة فقط، ويضيف: "إذا أردنا استنشاق الهواء الجيد و تسلق الجبال، كل ما علينا القيام به هو القيادة لبضع دقائق هنا, وفي كل الأحوال الأمور هنا أفضل, فالبعد عن المدينة غنيمة 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان بكين يهربون من سموم المناجم إلى المناطق المدارية سكان بكين يهربون من سموم المناجم إلى المناطق المدارية



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 06:02 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

أميركية ينمو في رأسها قرن عاشت به لمدة عام

GMT 12:07 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

"Pixel 3" قفزة في تطوير صناعة الهواتف

GMT 08:39 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

كتاب جديد عن الرواية المصورة التي ظهرت في السبعينات

GMT 18:00 2013 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

توقيع رواية "باب الليل" للروائي وحيد الطويلة

GMT 18:30 2013 الأحد ,23 حزيران / يونيو

اصدار رواية"امرأة غير قابلة للكسر" لمحمد رفعت

GMT 21:39 2014 السبت ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إتهام جامعة هارفرد العريقة في التمييز العنصري بها

GMT 10:04 2013 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

افتتاح معرض الصُّور النَّادرة "الأقصر في 100 عام"

GMT 17:56 2015 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة مروة جمال تطلق أغنيتها الجديدة "مفيش مستحيل"

GMT 07:53 2013 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

معرض للرسام الاميركي أندي وورهول في بلجيكا عن الموت والحياة

GMT 18:38 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

بلدية دبي تؤكد حرصها على دعم ذوي متلازمة داون

GMT 11:43 2013 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

جحيم السجون السورية في "عربة الذل"

GMT 13:22 2013 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تعلن تطهير الإنترنت من "الشائعات والعربدة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates