خضر تؤكد أن جهود الحكومة في التعامل مع الأمية لا قيمة لها
آخر تحديث 22:08:04 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

قالت إن السبب الرئيسي للتخلف حتى الآن يكمن في "المشكلة السكانية"

خضر تؤكد أن جهود الحكومة في التعامل مع "الأمية" لا قيمة لها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - خضر تؤكد أن جهود الحكومة في التعامل مع "الأمية" لا قيمة لها

الدكتورة سامية خضر
القاهرة - صوت الامارات

أبدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس في مصر، غضبها من تعامل الحكومة مع مشكلة الأمية، مشيرة إلى أن الاهتمام بذلك الملف الحساس ليس على المستوى المطلوب، مشددة في الوقت نفسه على أن الجهود التي تتم للقضاء على الأمية فردية ولا قيمة لها، موضحة أن شعوب العالم تحجز الآن لنفسها أماكن للعيش على سطح القمر، بينما مازلنا نعانى في مصر من أمية المتعلمين، وهم الأشخاص الذين يدرسون في مدارس وجامعات الحكومة ولا يجيدون القراءة ولا الكتابة

وعن جهود الدولة في القضاء على الأمية في مصر حتى الآن قالت  إن هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء ذلك، أولها اختفاء محفزات محو الأمية، ففي السابق كنا نرى الحملات الإعلانية والدعائية لمحو الأمية، وكانت تشرح للمواطن البسيط الفائدة التي ستعود عليه من ذلك، وكنا نرى كذلك الأفلام والمسلسلات التي توضح قيمة العلم والمعرفة، والآثار السلبية التي تعود على المواطن من الأمية مثل كثرة الإنجاب وخلافه، لكن هذه المحفزات توقفت الآن، السبب الثاني هو أن كل مؤسسة أصبحت تعمل  بمفردها دون تكامل مع المؤسسات الأخرى، فأصبحت الجهود المبذولة هي جهود فردية لا قيمة لها، أما السبب الرئيسي في استمرار الأمية حتى الآن فهو المشكلة السكانية، التي تعتبر الآفة الكبرى التي تعاني منها مصر منذ مئات السنين، فإذا أنجبت كل أسرة 4 و5 أفراد، فهل همها الأكبر سيكون كيفية إطعامهم أم تعليمهم؟!

أما عن تأثير الأمية على معدلات التنمية والإنتاج في مصر قالت إنه يكفى القول بأن شعوب العالم الآن تحجز لها أماكن للعيش فوق القمر، ونحن هنا ما زلنا نعاني من الأمية حتى وقتنا هذا، فهذه تعتبر كارثة الكوارث في مصر، ومن الأمور الخطيرة التي تعيق بالطبع عمليات التنمية وتعطلها، فالشخص المتعلم المثقف يكون أكثر إنتاجية، لذا فإن التعليم يلعب دورا مهما في عملية التنمية، وأصبح جزءا من التطور والتقدم في أي مجتمع، أما الأمية فهي إحدى ظواهر التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي.

وبشأن وجود  نسب واضحة ومحددة للأمية في مصر أكدت "خضر" قائلة: "لا.. وهذا لأن هناك جهات عديدة تصدر تلك النسب، فتارة يخرج علينا جهاز الإحصاء بنسبة معينة، وتارة أخرى يخرج المجلس القومي للمرأة بنسبة مغايرة، وهكذا، وهذا يدل على عدم وجود مصداقية في تلك النسب، أو في إدارة موضوع محو الأمية بشكل عام في مصر".

وعن نجاح مشروع محو الأمية الذي تم إطلاقه في التسعينيات في التخفيف من وطأة الأمية قالت إنه لم ينجح على الإطلاق، فأين هو هذا المشروع الآن، فقد اختفى تماما، وفي رأيي أنه لم يستمر لأكثر من عامين، ثم اختفى باختفاء صاحبه، فللأسف الأفكار لدينا في مصر تموت بموت أو اختفاء أصحابها، والمشكلات هنا تكون مرتبطة بشخص ما، بمجرد أن يخرج من منصبه تختفي محاولات علاج المشكلة وتذهب مع الريح.

وبشأن عدد طلاب المدارس  الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، أوضحت "خضر" قائلة: "نعم هذا موجود بالفعل، بسبب عدم وجود مبدأ متكامل يحكم أفراد المجتمع فكريا وعلميا، فيجب أن تعمل المنظومة التعليمية في حلقة واحدة كاملة المعطيات حتى تخرج طالبا متعلما بشكل لائق".

وعن دور البرلمان ومنظمات المجتمع المدني في محو الأمية أردفت قائلة: "ليس لها أي دور، فلا يوجد أحد في البرلمان يهتم بمحو الأمية أو بالأميين ويفكر فيهم وفي مشكلتهم وكيفية حلها، وكذلك أيضا منظمات المجتمع المدني دورها ضعيف للغاية، بسبب عدم إلزامهم بالمشاركة في عملية محو الأمية، فهناك العديد من الجمعيات الأهلية يجب إلزامها بالمشاركة، والأحزاب كذلك دورها قليل جدا".

أما بشأن التأثير السلبي لتفشي الأمية في الدلتا والصعيد بنسبة كبيرة فأكدت "خضر" قائلة: "كل المشكلات المنتشرة حاليا سببها الأمية، فهي سبب انتشار الجرائم، والمخدرات، والهجرة من الريف إلى المدن، والكثافة السكانية، وزواج القاصرات، وبعبارة أخرى يمكننا القول إن الأمية تسير قدما بقدم مع الفقر والتخلف".

وبخصوص إمكانية التخلص من الأمية في مصر نهائيا كشفت قائلة: "يمكن ذلك عندما يكون هناك مبدأ واضح نسير عليه، ويجب أن يتسم هذا المبدأ بالاستمرارية ولا يكون وقتيا، فيجب أن تكون هناك خطة دولة للقضاء على الأمية، تشارك فيها كافة المؤسسات بما فيها الأزهر والكنيسة وغيرهما، وكما نجحنا في القضاء على فيروس سي، ونجحنا في حملة 100 مليون صحة، يمكننا أن ننجح في حملة 100 مليون متعلم للقضاء على الأمية في مصر"

قد يهمك أيضًا:

عميدة آداب عين شمس تبحث التعاون مع الإمارات في التدريب الإعلامي

ندوة تعريفية ببرامج الدراسات العليا بتجارة عين شمس

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خضر تؤكد أن جهود الحكومة في التعامل مع الأمية لا قيمة لها خضر تؤكد أن جهود الحكومة في التعامل مع الأمية لا قيمة لها



GMT 01:32 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

طالبات مواطنات يبتكرن جهازًا للوقاية من الحريق

GMT 05:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الفيصلي يقف على أعتاب لقب الدوري الأردني

GMT 08:12 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي أفكار مختلفة لتقديم اللحوم والبيض لطفلكِ الرضيع

GMT 04:05 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

فريق "العين" يتوّج بطلًا لخماسيات الصالات للصم

GMT 04:55 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

أحمد زاهر وإبنته ضيفا منى الشاذلي في «معكم» الجمعة

GMT 18:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مجوهرات "شوبارد"تمنح إطلالاتك لمسة من الفخامة

GMT 05:40 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

هبوط اضطراري لطائرة متوجهة من موسكو إلى دبي

GMT 22:49 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منزل بريستون شرودر يجمع بين التّحف والحرف اليدوية العالمية

GMT 21:38 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد وخالد بن زايد يحضران أفراح الشامسي والظاهري بالعين

GMT 04:11 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ظهور القرش الحوتى "بهلول" في مرسى علم

GMT 00:56 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

تعرف على فوائد وأضرار الغاز الطبيعي للسيارات

GMT 00:14 2015 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

صيحة الدانتال لمسة جديدة للأحذية في ربيع 2015
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates