خير الدين حسيب آخر مشاعل العروبة الكبار تنطفىء
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

خير الدين حسيب آخر مشاعل العروبة الكبار تنطفىء

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - خير الدين حسيب آخر مشاعل العروبة الكبار تنطفىء

خير الدين حسيب
بقلم : حسن صبرا

ليس عليك ان تعرف العروبة بروحها او انفتاحها او علاقتها الجدلية بالدين الاسلامي ودعوته الانسانية ...

- ليس عليك ان تسأل كيف تكون الجدية والإلتزام الاخلاقي والمثابرة والنزاهة ...

-  ليس عليك ان تتعلم كيف تبذل الجهد وتزرف العرق والدموع من اجل ما تؤمن به

- ليس عليك ان تقرأ الكتب وتحضر الندوات وتتابع المناظرات

- ليس عليك ان تنتظر معجزات ترتيب الحوارات بين ابناء الاتجاهات المختلفة ومؤسسات الخط الواحد انسان واحد يمكن ان تعرفه او تقرأ او تسمع عنه وتتابع جهده منذ ثلاثة ارباع القرن فيقدم لك ما تريد ان تعرفه عن العروبة والحوار والجدية وبناء المؤسسات والنزاهة والاستقامة...

اسمه خير الدين حسيب.

منذ ساعات رحل المعلم والصديق والحبيب والناصري الاول والمقاوم الدائم والخصم العنيد لكل تنازل عن مبدأ الحوار والمؤسس الصلب لكل دعوة وحدوية عربية لم يهادن ابو طارق
لم يساوم..
لم يخضع لأي حصار حتى عندما صار حبيس البيت في منارة بيروت التي احبها واختارها ليطلق مشروعه الثقافي والدعوي للوحدة باسم مركز دراسات الوحدة العربية كنت كلما التقيته تحدث عن المستقبل ومشاريع الغد بثقة من مازال قادراً على وضع مداميك للبناء متجاهلاً دعوات الهدم في كل مكان واثارات الانهيارات وضجيجها الذي ما عاد يستفز من استسلم ومن هادن ومن اختار الخنوع شاباً او هرماً او عاجزاً..!كلما كنت التقي خير الدين حسيب في منزله الذي حول كل ركن فيه الى مكتبة كان يتحدث معي عن الغد الذي يراه ممتداً لعشرات السنين... وكان في سنّ التسعين حاضر الذهن كإبن الاربعين المهموم بالعشرية المقبلة والمؤسسات التي يجب ان تقوم لتؤدي دورها..
كان خير الدين حسيب،

امين الدعوة القومية العربية لا يجد عدواً الا اميركا الداعمة حتى العظم للعدو الصهيوني ومقياسه الحاسم والدائم هو الدعم والحصن والحضن لكل من يقاوم اسرائيل ولا يقدم عن هذا المقدس اي امر آخر، داعياً الى تأخير اي خلاف او حتى تناقض للإنصراف الى مقاومة اسرائيل العدو الاستراتيجي ولا عدو معه الا من يدعمه..
لم يترك جهة او مؤسسة او حتى حزباً او تنظيماً او انساناً وجد فيه وعنده جهداً واملاً في مواجهة اسرائيل الا وكان قريباً محبباً من عقله وافكاره..
كان د. خير الدين حسيب،

من اشد المتحمسين بعقل واتزان للمقاومة الاسلامية ضد العدو الصهيوني متواصلاً مع سيدها حسن نصر الله ناقلاً بالمباشر وعبر مبعوثين من السيد اليه كل ما يعتبره واجباً عليه ان يقوله من موقع الحرص والحب..وعلى الرغم من ان ابو طارق كان ينتقد نظام الاسد الاب والابن الا انه لم يتوقف عن اعتبار ان المهم ان يبقى الجيش السوري موحداً... وعندما كنا نرد بان هذا الجيش هو جيش عائلة الاسد التي تخضعه كما الشعب السوري كله لمصلحتها، فإنه كان يدعونا الى مراجعة موقفنا من آل الاسد...وفي احدى النقاشات معه قال انه ومجموعة من المؤتمر القومي العربي قابلوا بشار الاسد قبل الثورة الشعبية ضده وتحدثوا اليه عن اخطاء النظام وتجاوزات اجهزة الامن والقمع والفساد وإذلال السوريين وبعد ان  استمع بشار لأكثر من ساعة الى الناقدين ابتسم وسأل الحاضرين: الم تجدوا في سورية امراً ايجابياً واحداً تتحدثون عنه؟

روى لي  د. حسيب هذه الواقعة ليقنعني بأن هناك من يتحدث بصراحة عن الفساد والقمع في سورية ومع بشّار الاسد وكان ردّي واضحاً:

وهل تغير شيء في سورية؟

هل توقف القمع ؟

هل تراجع الفساد ؟

كانت دعوة د. حسيب لمن ظل يعتبرهم وطنيين وقوميين وفق مقاييسه ان يتضامنوا في مواجهة اسرائيل مقدماً هذه القضية على اي تناقض آخر في تعامل النظام الوحشي مع الناس
وعلى قدر وفاء د. حسيب لأمّته وقضاياها فإنه واجه جحود بعض الذين كانوا يعتبرونه قدوة ورائداً من الاصدقاء بما كان يعتبر سلوكياتهم صغراً في نفوسهم ولا يزيد
غاب د. حسيب زادت العروبة يتماً

قد يهمك ايضا

ديفيد جونز يؤكد أن خطوة الإمارات التاريخية تعزز آمال تسوية القضية الفلسطينية

محمود عباس يشدد على ضرورة حشد دعم عربي ودولي لدعم القضية الفلسطينية

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خير الدين حسيب آخر مشاعل العروبة الكبار تنطفىء خير الدين حسيب آخر مشاعل العروبة الكبار تنطفىء



GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد

GMT 16:45 2019 الأحد ,24 آذار/ مارس

كيت موس تلفت الأنظار بسُترة وحقيبة لامعة

GMT 05:28 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"أقراط الشفاه" أحدث صيحة في عالم الإكسسوار في 2019

GMT 22:22 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار "البليرز" المُناسب لشكل الجسم

GMT 16:03 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول فنجان من القهوة يوميًا يطيل العمر 9 دقائق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates