داعش يُدمّر أجزاء كبيرة من كنز نمرود التاريخيّ
آخر تحديث 20:45:57 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

إستخدم المثقاب الكهربائيّ والمطارق الثقيلة

"داعش" يُدمّر أجزاء كبيرة من كنز نمرود التاريخيّ

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "داعش" يُدمّر أجزاء كبيرة من كنز نمرود التاريخيّ

الدمار الذي خلّفه "داعش" في نمرود
بغداد ـ نهال قباني

 إستعادت القوّات العراقية بلدة نمرود القديمة، في الأيام الأخيرة، واكتشفت الحجم الحقيقيّ للدمار الذي أحدثه تنظيم "داعش"، في المدينة التي يعود تاريخها إلى 3 آلاف عام، حيث حطّم المتطرفون الثيران المجنّحة التي نحتها الآشوريون منذ قرون عدة، باستخدام المثقاب الكهربائيّ ودمروا أجزاء كبيرة من ذلك الكنز التاريخيّ، وربما يتعجب البعض من الاهتمام بالآثار المحطّمة، في ظلّ قتل وتشريد الآلاف، إلا أن هناك نقطة مهمة تتعلق بارتكاب "داعش" للجرائم ذاتها في تدمر، لمحو ذاكرة الشعب العراقيّ والسوريّ.

وسعت المجتمعات لحماية هذا التراث الثقافيّ لأسباب تتراوح ما بين التعليم والبحوث التاريخيّة إلى الرغبة في تعزيز الشعور بالهويّة، حيث تصبح الهويّة الثقافيّة والتراث الثقافيّ، أكبر أهمية في أوقات الحروب والصراع، وتكتسب المباني والتماثيل والرموز الثقافيّة التي تتحدث عن الجذور المشتركة أهميّة متزايدة، ما يجعلها تصبح هدفًا لأعمال العنف والقمع، بواسطة الأعداء، الذين يسعون إلى تدمير الرموز المرتبطة بالأديان المختلفة والتقاليد.

ويعتقد تنظيم "داعش" المتطرف أنه أسّس نوعًا من "العام الصفريّ"، ولا يهتم بأي شيء قبلها، وكأن التاريخ بدأ بقدوم "داعش"، وهو ما يعكس عقلية التنظيم، بينما كانت الإمبراطوريات الإسلاميّة العظيمة واثقة في الأفكار والقيم، ولم تقم بأعمال تخريبيّة، حيث يمكن الاعتراف بالتاريخ الماضي في ظلّ اعتناق الإسلام، لكن "داعش" لا يتعامل بهذا المنطق، ويدرك أن الوقت يمرّ ضدّ مصلحة "خلافته" المزعومة، والأراضي التي يسيطر عليها بشكل غير قانونيّ من الشعب العراقيّ والسوريّ.

وسعى "داعش" إلى ترك بصمته في التاريخ سريعًا، ما جعله يُدمّر المساجد والكنائس والمعابد والمدن القديمة، كما لم تتوقف عن نهب وبيع الآثار العالميّة في السوق السوداء، لتوفير سيولة نقديّة سريعة، ومن أجل ذلك يمحو داعش جزءًا من التاريخ العراقيّ والسوريّ.

وظنّ التنظيم أنه إن نجح في إزالة إنجازات الأجداد، سيمكّنه إعادة تشكيل الهويّة، وفي إحدى اللوحات في Bebelplatz في برلين نقشت كلمات "أينما أحرقوا الكتب ففي النهاية يمكنهم حرق الناس أيضًا" في إشارة إلى ما فعله النازيون في أيار/ مايو 1933 من حرق الكتب وقتل الملايين بواسطة النظام النازيّ، وتكمن خطورة ذلك في كون النظام النازيّ جزء من عملية التدمير المتعمد ومحو الثقافة والتراث والشعب المعارض لهذه المجموعة المتطرفة.

ولا يتجاهل الحداد على فقدان نمرود أو تدمر في سورية أو تماثيل بوذا في باميان، التي دمّرتها طالبان في أفغانستان، التعاطف مع معاناة الناس في تلك الأماكن، إلا أن رؤية نمرود المدمّرة والشعب في الموصل، يجعل الإصرار أكبر على تحرير العراق.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش يُدمّر أجزاء كبيرة من كنز نمرود التاريخيّ داعش يُدمّر أجزاء كبيرة من كنز نمرود التاريخيّ



GMT 06:03 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 19:44 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر بتطوان

GMT 02:43 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان
 صوت الإمارات - الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 15:08 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استعراض واقع القطاعات الخدمية والمشاريع التنموية في طرطوس

GMT 02:16 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 17:31 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة نجمة البوب الكورية سولي عن عمر ناهز 25 عامًا

GMT 00:04 2019 الخميس ,28 آذار/ مارس

صورة "سيلفي" تحول جسد فتاة إلى أشلاء

GMT 23:37 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فيصل خليل يؤكد أن الجمهور ينتظر بشدة منافسات كأس آسيا

GMT 21:06 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

علماء يختبرون مواد كيميائية تعمل على محو الذكريات

GMT 13:23 2013 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

رواج في حركة بيع العقارات بالعبور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates