موسكو ـ أ.ف.ب
افتتحت امام محكمة في موسكو اليوم الخميس محاكمة 12 معارضا قد يحكم عليهم بالسجن ثماني سنوات مع الاشغال الشاقة بسبب صدامات خلال تظاهرة عشية تنصيب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا قبل عام، فيما قرر بطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف البقاء في الخارج.
ويحضر عشرة من المتهمين موقوفون منذ اشهر، في قفص زجاجي في المحكمة بينما يجلس اثنان آخران يخضعان للمراقبة، على مقعد في المحاكمة التي تعتبرها المعارضة رمزا للقمع.
وتشمل "قضية بولوتنايا" التي تحمل اسم الساحة الواقعة في وسط موسكو وشهدت اعمال العنف خلال التظاهرة التي جرت في السادس من ايار/مايو 2012 احتجاجا على عودة بوتين الى الرئاسة، حوالى ثلاثين شخصا.
ويتظاهر عشرات من ناشطي المعارضة امام المحكمة الخميس وهم يرفعون لافتات تحمل صور "سجناء"، مطالبين باطلاق سراحهم.
وقالت ماريا ارخيبوفا الناشطة في لجنة لدعم الموقوفين "انها محاكمة يراد منه ان تكون نموذجان انها قضية سياسية
طزمن جهتهأ، قالت منظمة ميموريا غير الحكومية المدافعة عن حقوق الانسان انها تعتبر المتظاهرين الموقوفين "سجناء سياسيين".
ومعظم المتهمين مواطنون عاديون لا ينتمون الى اي حركة سياسية مثل ياروسلاف بيلوسوف الذي يدرس العلوم السياسية في جامعة الدولة العريقة في موسكو.
وهو متهم مع سبعة اشخاص اخرين بالمشاركة في اضطرابات كبرى وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن ثماني سنوات وبارتكاب اعمال عنف بحق ممثلين عن قوى الامن (خمس سنوات).
والمتهمون معه هم اندرييه بارابانوف (22 عاما) وستيفان زيمين (21 عاما) والكسي بوليكوفيتش (22 عاما) ودنيس لوتسكيفيتش (21 عاما) وارتيم سافيلوف (34 عاما) وسيرغي كريفوف (51 عاما) وكلهم قيد الحجز الاحتياطي والكسندرا دوكانينا (19 عاما) التي وضعت قيد الاقامة الجبرية.
ويواجه ثلاثة متظاهرين اخرين هم فلاديمير اكيمنكوف (25 عاما) ونيكولاي كافكازسكي (26 عاما) وليوند كوفيازين (26 عاما) وهم قيد الحجز الاحتياطي، تهمة "المشاركة في اضطرابات كبرى".
واخيرا تواجه ماريا بارونوفا (29 عاما) التي وضعت ايضا قيد الاقامة الجبرية تهمة "التحريض على اضطرابات كبرى" وتواجه عقوبة السجن سنتين.
وبعضهم متهمون بالقاء عبوات بلاستيكية وقلب غرف مراحيض عامة ومقاومة قوات الامن.
لكنهم اتهموا جميعا بالتسبب "باضطرابات كبرى" وهي جنحة تعني بموجب القانون الجزائي الروسي "المساس بالنظام العام من قبل حشد واضرام حريق عمدا وتدمير ممتلكات واستخدام اسلحة نارية ومتفجرات".
لكن لم يسقط قتلى ولم يصب احد بجروح خطيرة ولا اطلقت عيارات نارية او اضرمت حرائق خلال التظاهرة.
وبحسب النيابة فان 82 شرطيا اصيبوا خلال مواجهات لا تزال اسبابها مثيرة للجدل حيث ان المعارضة تتهم قوات الامن باثارة الصدامات لتبرير الحملة ضد المحتجين.
وقال المنشق السابق الكسندر بودرابينك لوكالة فرانس برس "انها محاكمة تشكل رمزا، تعيدنا الى الوراء الى حقبة القمع المنهجي ضد معارضي النظام". واضاف هذا المدافع عن حقوق الانسان ان "السلطات تريد وقف التظاهرات وترهيب ليس فقط المنظمين وانما ايضا المشاركين".
ويخضع ابرز قائدين للمعارضة لملاحقات قضائية ايضا.
فقد وضع رئيس الجبهة اليسارية الروسية سيرغي اودالتسوف قيد الاقامة الجبرية وهو ملاحق بتهمة "تنظيم اضطرابات كبرى" وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن عشر سنوات.
وهناك شخصان اخران احدهما مقرب سابق من زعيم جبهة اليسار حكم عليهما في قضية 6 ايار/مايو بالسجن اربع سنوات ونصف السنة وسنتين ونصف السنة. وقد اقر كلاهما بذنبهما.
اما ابرز معارض لبوتين، الكسي نافالني فقد وضع قيد الاقامة الجبرية في موسكو ويحاكم بتهم اختلاس ينفيها.
من جانب اخر اعلن المعارض للنظام وبطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف من جنيف انه لن يعود الى روسيا خشية ان يلاحق بحسب شريط فيديو نشر على موقعه الالكتروني.
وقال كاسباروف في جنيف حيث تسلم الاربعاء جائزة مكافأة على التزامه في حقوق الانسان "اذا عدت الى موسكو، فاشك جديا في ان تسنح لي الفرصة مجددا في الخروج من البلاد".
وكتب كاسباروف على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي "اضافة اسم على لائحة الضحايا لن يؤدي الى شىء جيد"، موضحا انه تم استدعاؤه من قبل المحققين.
ونقلت صحيفة موسكو تايمز عن احد المقربين منه القول ان كاسباروف استدعي من قبل المحققين الروس كشاهد في اطار التحقيق حول تظاهرة 6 ايار/مايو 2012 في ساحة بولوتنايا التي شارك فيها.
أرسل تعليقك