تونس ـ أزهار الجربوعي
قال الأمين العام لحزب حركة "نداء تونس" الطيب البكوش الذي يتزعمه رئيس الوزراء التونسي الأسبق الباجي قائد السبسي، في حديث خاص بـ "مصر اليوم"،أن حزبه لا يرفض الحوار مع حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، معتبرًا أن اتهام "نداء تونس" بربط علاقات مع إسرائيل، "ادعاءات باطلة هدفها التشويه".
وأضاف الأمين العام لحزب "نداء تونس" أن "التشكيلة الحكومية الجديدة التي يترأسها القيادي في حزب النهضة الإسلامي علي العريض لا تختلف عن حكومة
ووصف الطيب البكوش، "اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين" شكري بلعيد في السادس من شباط/ فيراير الماضي، بـ"الجريمة السياسية النكراء"، مشددًا على أنها ليست الأولى من نوعها، ولكنها الأخطر بعد "جريمة اغتيال المنسق العام لحزب نداء تونس لطفي نقض في تطاوين، في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على يد رابطات حماية الثورة"، (تنظيم جمعياتي تشكل بعد الثورة التونسية للحفاظ على الأمن، وتتهمه بعض القوى السياسية والمدنية بتكوين جهاز أمن موازٍ لضرب الحريات والدعوة إلى العنف). وشدد الأمين العام لحزب حركة "نداء تونس"، ثاني أكبر قطب سياسي في تونس، بعد حزب حركة "النهضة" الإسلامي الحاكم، أن عملية اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد، "تحمل طابعًا سياسيًا بامتياز، يظهر جليًا في الملابسات المحيطة بالجريمة"، مؤكدًا أن تأخر الأبحاث في كشف الحقيقة يبعث على خلق مناخ من الشك والقلق، وتابع القيادي في حزب "نداء تونس"" لن تعود هذه الثقة إلا بعد الكشف عمن نفذ وخطط للجريمة، وأصدر الأوامر بذلك". وأضاف المعارض التونسي الطيب البكوش، "نلاحظ بعد أكثر من أربعين يومًا على اغتيال بلعيد مؤشرات تبعث على الريبة والقلق، من ذلك تصريح وزير الداخلية السابق ورئيس الحكومة الحالية علي العريض "أنه يعرف أين يوجد قاتل بلعيد الرئيسي، ولا يريد أن يفصح عن مكانه، وهو كلام غريب يبعث على الحيرة، ويطرح نقاط استفهام عدة". ودعا الأمين العام لحزب نداء تونس، إلى الإسراع باستكمال التحقيقات، وكشف الحقيقة للرأي العام، معتبرًا أن التعتيم على الحقائق وتعثر الأبحاث من شأنه تأكيد جميع التهم، وإكسابها صبغة من المصداقية، لا سيما في ظل تواتر حالات التهديد بالقتل، التي غطت عليها بعض الأطراف السياسية والحكومية، وبخاصة حركة "النهضة"، صاحبة الغالبية الحاكمة. وبشأن موقفه من "رابطات حماية الثورة"، التي تتهمها الكثير من القوى السياسية بالتنظير للعنف، واستهداف الأفراد والحريات، دعا الطيب البكوش إلى حل هذه التنظيمات، مشيرًا إلى أنها هددت بالقتل بصفة مباشرة، محملاً إياها مسؤولية الجرائم والعنف الحاصل في البلاد"، كما طالب الطيب البكوش بوضع حد نهائي للعنف، وتجريم التكفير والدعوة إلى العنف، الذي من شأنه أن يشعل الفتنة داخل صفوف الشعب التونسي. وردًا على سؤال بشأن موقف "نداء تونس" من الحكومة التونسية الجديدة، التي نالت ثقة المجلس التأسيسي التونسي بغالبية 139 صوتًا، برئاسة القيادي في حركة "النهضة" علي العريض، قال الأمين العام لحزب "نداء تونس"، "إن التشكيلة الحكومية الجديدة لا تختلف عن حكومة المحاصصات الحزبية السابقة التي قادها رئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي، وفشلت فشلاً ذريعًا، وهو ما عمق الأزمة التي تعيشها تونس"، داعيًا وزير الداخلية الجديد لطفي بن جدو إلى إثبات مصداقيته، من خلال الالتزام بواجبه بكل حياد واستقلالية عن جميع الأحزاب السياسية. واعتبر الطيب البكوش، أن "نداء تونس" يدعم تشكيل حكومة قائمة بأكملها على قاعدة الكفاءات الوطنية المستقلة "تكنوقراط"، داعيًا إلى تنظيم وحوار وطني من أجل إنقاذ البلاد. وبشأن رده على تصريح زعيم حركة "النهضة" الإسلامية الحاكمة راشد الغنوشي، الذي نفى وجود اتصالات بحزب "نداء تونس"، معتبرًا أنه حزب من دون هوية، باعتباره خليطًا من اليساريين والدستوريين (أنصار الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة) والتجمعيين (بقايا النظام السابق)، قال الأمين العام لـ "نداء تونس" الطيب البكوش "هذا كلام فارغ، ولا يليق بأن يصدر عن أي زعيم سياسي"، مؤكدًا أن العلاقة بين الحزبين مقطوعة في الوقت الراهن، لكنه شدد على أن حزبه لا يرفض الحوار مع "النهضة"، كما أنه لا يلهث وراءه"، مضيفًا " النهضة واقع سياسي، ونداء تونس واقع سياسي لا يمكن إنكاره أيضًا، ومن أقصى غيره فقد أقصى نفسه". وتعقيبًا على تصريح رئيس الوزراء التونسي الأسبق وزعيم حركة "نداء تونس" الباجي قائد السبسي، الذي لم ينفِ فيه ولم يؤكد علاقته بإسرائيل، مشيرًا إلى أنه "منفتح على الجميع"، الأمر الذي رأى فيه البعض اعترافًا صريحًا بوجود علاقة بين" نداء تونس" وأطراف أجنبية أخرى، منها إسرائيل وفرنسا، نفى الأمين العام لـ "نداء تونس" الطيب البكوش هذه الاتهامات، التي اعتبر أنها تدخل في باب "الادعاءات الباطلة التي تهدف إلى تشويه "نداء تونس"، وأضاف "لا علاقة لنا بإسرائيل، و"نداء تونس" حزب يقيم علاقات مع أحزاب وليس مع دول"
أرسل تعليقك