مصوّر صحافي يلتقط صورًا مروعة تجسِّد هياكل المباني المحطّمة
آخر تحديث 22:08:04 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

عندما استعادة الحكومة مدينة حمص من المتمرّدين

مصوّر صحافي يلتقط صورًا مروعة تجسِّد هياكل المباني المحطّمة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مصوّر صحافي يلتقط صورًا مروعة تجسِّد هياكل المباني المحطّمة

صورة من حمص عام 2014 تجسّد هياكل المباني المحطمة
لندن - سليم كرم

نجح المصوّر الصحافي سيرجي بونوماريف في تسجيل الأضرار التي لحقت بسورية في منتصف عام 2014 عندما استعادة الحكومة السورية مدينة حمص من المقاتلين المتمردين، ووجد بونوماريف عائلة عادت إلى شقتها القديمة والتقط المشهد، وفي الشارع المدفون بين الأنقاض تصطف المباني المدمرة حملت العائلة ما يمكن من ممتلكات لوضعها داخل سيارة أجرة، بينما ارتدى ابنهم قبعة وجدها بألوان زاهية، وذهبت الأسرة لمتابعة أعمالها في حالة دنيوية مدمرة، وتجسد صورة أخرى أربعة فتيان يلعبون وسط الأنقاض، حيث كانوا يحرقون البلاستيك من الكابلات الكهربائية التي وجدوها في المباني المدمرة للوصول إلى الأسلاك النحاسية التي يمكنهم بيعها، وتوضح صورة أخرى مركز تسوق مفتت ولن يتبقى سوى هيكل المبنى مع صورة كبيرة للرئيس السوري بشار الأسد في الواجهة.

ويضيف بونوماريف "لم يكن لدى المتمردين الكثير من الأسلحة أو المقاتلين ولكن لديهم قناصة وأجهزة آر بي جي صاروخية، وإذا رأوا دبابة فالقناص يحاول إصابة درع الدبابة بثقب صغير وسيحاول المقاتل الذي يحمل آر بي جي إصابة نفسا لثقب بحيث تنفجر الدبابة، ولذلك هناك شك أن كل نافذة وكل ثقب في الجدران خلفه قناص لذلك كان تكتيك الجيش السوري قصف كل نافذة مشتبه فيها"، وتُعرض صور بونوماريف باسم "سوريا الأسد" في معرض في متحف الحرب الإمبراطورية في لندن، كما تُعرض أيضا سلسلة بونوماريف باسم The Exodus التي تجسد أزمة اللاجئين فضلا عن مجموعة صور لبونوماريف وزملائه من نيويورك تايمز فازت بجائزة بوليتزر عام 2016.
مصوّر صحافي يلتقط صورًا مروعة تجسِّد هياكل المباني المحطّمة
ويوضح بونوماريف بشأن ما يبحث عنه عند التقاط الصور "كل شيء يجب أن يأتي في المكان المناسب في الوقت المناسب مثل الضوء والأشخاص والموقع أو الحدث، يجب أن يكون كل شيء متوازنا بحيث يكون الإطار مثاليا، وهذه هي المهارة التي تطورها عبر السنين"، ويملك بونوماريف موهبة التقاط الأحداث المعقدة مثل الحرب في سورية وأحداث الربيع العربي ووضعها في إطار يمكن ربطه بالإنسان، ويضيف بونوماريف "في دمشق بالقرب من المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون أصابت قذيفة إحدى السيارات وانفجرت وأشعلت سيارات أخرى وبدلا من التسرع في التقاط صورة السيارات المحترقة قررت التقاط صورة لأحد المشاه"، وتوضح الصورة التي التُقطت من الخلف رجل يمسك بدراجته ويراقب المشهد في هدوء.

وذهب بونوماريف إلى دمشق عام 2013 ويضيف "قبل الذهاب حتى إلى الفندق الخاص بك يجب عليك الذهاب إلى وزارة المعلومات واحضار مترجم للمساعدة، ويكون بمثابة الحارث الذي يرافقك، ويقدم تقارير لما تفعله للحكومة، لقد رأيته يفعل ذلك، كنت أقوم بالقصص الخاصة بي وكان هو أيضا يقوم بعمله الخاص به، ولم يكن مسموح لي لقاء أي شخص من المعارضة، وكانت صوري مختلفة قليلا، كنت أظهر حياة الناس الطبيعيين سواء في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو خارجها".

ويشير بونوماريف إلى أن أحد أبرز الأمور حول التقارير في الأجزاء السورية التي يسيطر عليها النظام هو تعامل الناس مع الدعاية الحكومية، حيث كان لديهم الحقائق الخاصة بهم والتي لا علاقة لها بالأشياء الحقيقية التي تحدث، إلا أن الكثير من تقارير وسائل الإعلام الغربية كانت من المتمردين وبالتالي فلم يكن هناك توازن أيضا، وتابع بونوماريف " حصلت على إمكانية الوصول إلى الداخل لأرى أنه مجتمع عادي طبيعي وللحصول على شرح بشأن أسباب دعمهم للحكومة".
مصوّر صحافي يلتقط صورًا مروعة تجسِّد هياكل المباني المحطّمة
وطلب بونوماريف زيارة أحد سجون الأسد والتي تشهد تعذيب آلاف المعتقلين وتجويعهم وإعدامهم بشكل جماعي وفقا لأحد تقارير منظمة العفو الدولية، وتمت الموافقة على طلبه إلا أن زيارته خضعت لرقابة صارمة، وأردف بونوماريف " أظهروا لنا العديد من المعتقلين وأحدهم سوري ناطق باللغة الروسية وكان يحاول جلب المال للمقاتلين، وكان هناك 4 آخرين تحدثوا الروسية لكنهم تظاهروا بأنهم لا يعرفون الروسية، وقالوا أنهم كانوا ينتجون متفجرات وسيارات مفخخة، وطلبنا مقابلة بعض المحتجزين الشيشانيين ولكن مسؤولو السجن أخبرونا أنهم غير مستعدين بعد، أعتقد أنهم ربما تعرضوا للتعذيب ولا تزال آثار التعذيب واضحة عليهم لذلك لم يرغبوا في عرضهم على الصحافيين".

وبدأ بونوماريف (36 عاما) في التقاط الصور في سن المراهقة ودروس التصوير الصحافي في جامعة موسكو الحكومية، وعمل لدى بعض الصحف الروسية وكان من فريق وكالة أسوشيتدبرس لمدة 8 أعوام قبل أن يعمل لحسابه الخاص عام 2012، وبعد عام عمل لدى صحيفة نيويورك تايمز، وعلى الرغم من أن بونوماريف لا يعتبر نفسه مصور حرب لكنه شهد العديد من الأزمات والصراعات، حيث غطى حصار مدرسة بيسلان عام 2004 أثناء عمله لدى أسوشيتدبرس وحرب لبنان عام 2006 وسقوط طرابلس عام 2001، وصور بعض الصور في أوكرانيا، واتجه العام الماضي إلى الموصل عندما شنت القوات العراقية هجوما ضد داعش، كما قضى شهرا في غزة، مضيفا "تستمع باستمرار إلى طنيط الأجزاء المعدنية من الطائرات من دون طيار التي تحلق بالجوار مثل البعوض المعدني، وإن لم تستمتع لهذا الصوت فيعني ذلك أنه تم مسح المجال الجوي، وبالتالي تأتي طائرة وتقوم بالقصف، إنه أمر مخيف لأنك لا تعرف أي منزل سينفجر".

وأوضح بونوماريف أن لديه معالجه الخاص، مضيفا "إنها أفضل طريقة للتحدث لأحد المحترفين الذين يحاولون إخراج كل المشاعر والمخاوف السيئة من داخلك بدلا من التحدث لأصدقائك، أصدقاؤك سيقولون: ربما يتحدث هذا عن الحرب، لكنه ليس أمرا ممتعا"، ويعتقد بونوماريف أن التصوير لا يمكنه تغيير العام، موضحا "نحن مغمورون حاليا بالمعلومات البصرية إنها حولنا دائما، وأعتقد أن صوري ربما تزعج الناس الذين يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، وربما تشجعهم على اتخاذ رد فعل" مثل التبرع أو التطوع، وأفاد بونوماريف أن الصور حاليا لم تعد بنفس قوتها في فترة الستينيات أو السبعينيات مثل صور حرب فيتنام الصادمة، مثل صورة إيدي أدامز لإعدام أحد السجناء أو صورة نيك أوت لطفلة عمرها 9 أعوام تجري من هجوم قنابل النابالم، وتابع بونوماريف "هذه الصور كان يمكنها أن توقف الحرب ولكن لم يعد الأمر كذلك الآن".

ويوضح بونوماريف أن الناس هذه الأيام اعتادت على الصور المؤلمة وتجد من الأسهل الابتعاد عن مشاهدتها، ويضيف "بعض الناس يشعرون أنهم لا يريد الشعور بهذا الإزعاج، وبعض المحررين حاليا يضعون علامات تحذيرية قبل وضع بعض الصور، تخيل عرض صورة فتاة النابالم مع علامة تحذيرية تقول (سترى جرائم حرب وعري) هل كنت ستضغط على الصورة، أعتقد أنها لم تثيرك لاتخاذ رد فعل، بطريقة ما انخفضت قيمة عملنا قليلا، ولكننا لا نزال قادرين على إنتاج صور قوية وبديعة وعلينا أن نفعل ذلك".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصوّر صحافي يلتقط صورًا مروعة تجسِّد هياكل المباني المحطّمة مصوّر صحافي يلتقط صورًا مروعة تجسِّد هياكل المباني المحطّمة



GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 01:57 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

انشغالات متنوعة التي ستثمر لاحقًا دعمًا وانفراجًا

GMT 01:57 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانة مي كساب تصوّر مسلسل "مفروسة أوي"

GMT 01:19 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استعد لتسجيل أغاني قديمة وحديثة لألبومي الجديد

GMT 11:27 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جرأة وروعة الألوان في تصميم وحدات سكنية عصرية

GMT 22:04 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

جزيرة مالطا درة متلألئة في البحر المتوسط

GMT 21:59 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نشطاء على الفيس بوك يقيمون يومًا ترفيهيًا للأطفال الأيتام

GMT 09:20 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

متفرقات الأحد

GMT 18:47 2013 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تعرض تصدير 3200 ميغاواط من الكهرباء لباكستان

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة ترصد أهم خمسة أشياء تؤلم الرجل في علاقته مع شريكته

GMT 21:22 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل زيدان "في مهب الريح" للمرة الأولى

GMT 18:49 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

28 موديلا مختلفا لقصات الجيبات

GMT 04:49 2020 السبت ,18 إبريل / نيسان

تسريحات رفع ناعمة للشعر الطويل للعروس

GMT 03:10 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مي عمر تنضم لمسلسل محمد رمضان "البرنس" رمضان المقبل

GMT 02:53 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

إطلاق مجموعة "لاكي موف"من دار "ميسيكا" باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates