الهجرة غير الشرعية للفلسطينيين ارتفعت عقب الحرب الأخيرة
آخر تحديث 13:23:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الهجرة غير الشرعية للفلسطينيين ارتفعت عقب الحرب الأخيرة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الهجرة غير الشرعية للفلسطينيين ارتفعت عقب الحرب الأخيرة

الهجرة غير الشرعيه
لندن – سليم كرم

يحاول ما لا يقل عن 300 شخص الوصول إلى أوروبا، وقد لقوا حتفهم في واحدة من أسوأ الكوارث في منطقة البحر المتوسط، أما بالنسبة للقلة الناجين، فإن ذاكرتهم لن تنسى قسوة المهربين، الذين ابتزوا الأموال خلال الرحلة البرية من غزة ثم أغرقوا المهاجرين في الماء.

تظهر علامات الإرهاق على الناجين عند ساحل البحر الأبيض المتوسط تحت أشعة الشمس الحارقة، الأخوان "عوض الله" انتابتهم حالة من الهذيان، حيث أكد "محمد" أنه رأى مصاصي الدماء يخرجون من الأمواج، أما "إبراهيم" فاستمر في إزالة سترة النجاة، وتخيل نفسه في منزله في قطاع غزة يغير ملابسه.

وأضاف محمد "أنهم يريدون قتلنا، بدأوأ في الالتفاف حولنا والضحك علينا".

وفي مكان قريب، يوجد "مأمون دمغش" 27 سنة، داعمًا شقيقه الصغير "أمين" 24 سنة، والذي كان ضعيفا ويهلوس، بعد نجاته من القارب المكتظ بالمهاجرين، والذي انقلب يوم 9 أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد أن صدمه قارب آخر في مشاجرة واضحة بين المهربين.

يتواجد الناجين في مركز للمهاجرين والمحاصرين في جزيرة مالطا، ويريدون الوصول إلى بلد توفر لهم اللجوء، ربما السويد أو كندا أو أستراليا.

أصبح مشروع تهريب اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا مشروعًا مربحًا بشكل كبير، ولكنه قاتل، حيث لقى نحو 3 آلاف شخص حتفهم خلال هذا العام، وقدر مسئول في الأمم المتحدة أن عام 2014 مكاسب المهربين ستصل إلى أكثر من مليار دولار، بسبب تلك العمليات المعقدة التي تدخل في إطار العصابات الإجرامية التي تتاجر في السلاح والمواد المخدرة.

وبالنسبة لأوروبا، فإن تدفق هؤلاء اللاجئين يثير التعاطف والاستياء معًا، في حين أنه يشكل معضلة سياسة، فإن ضرورة إنقاذ إنسان يائس في عرض البحر مقابل العبء الاقتصادي والسياسي يعد استيعاب لهم.

ومع التوقع بنمو الهجرة غير الشرعية، هناك سؤال واحد هو ما إذا كان هناك توسيع للهجرة الشرعية، حيث إن الشرطة في حالة من الفوضى على طول الساحل الشمالي الإفريقي وشبكات التهريب تزدهر.

وأكد الممثل الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمواد المخدرة والجريمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومقره القاهرة، مسعود كارنمبور، أن "الخط الساحلي ضخم ومن المستحيل تشغيل دوريات في كل تلك المساحة، وستذهب الأمور إلى الأسوأ بسبب اضطرابات الناس".

رحلة عوض الله ودغمش توضح مدى سرعة عملية تهريب البشر والتي أتت كرد فعل للاضطرابات في العالم العربي، والتي تنطوي على شبكة معقدة من المهربين وسائقي الحفلات والبيوت الآمنة.

في العام الماضي، تصدرت سورية قائمة الهجرة إلى الخارج، والآن يتزايد عدد الفلسطينيين الذين فروا من قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة في الصيف الماضي بين إسرائيل وحركة حماس، كما أن الهروب من غزة يعني الزحف خلال أنفاق التهريب ثم الركض عبر الصحراء.

كان الإخوة يحاولون الوصول إلى أقاربهم  في السويد، كما أن تكلفة الرحلة وصلت إلى 4 الآلاف دولار، وحال تم تطبيق هذا الرقم على كافة المهاجرين الذين كانوا على متن المركب، فإن أرباح المهربين ستصل إلى 1.2 مليون دولار، خلال الرحلة المميتة الواحدة.

وأوضح مأمون دغمش أن "الحياة في غزة مثل عدم وجود حياة"، وذلك خلال توضيحه أسباب ترك غزة مواجها تلك المخاطر حتى يصل إلى أوروبا.

وبالنسبة للأخوين عوض الله، دمر القصف الإسرائيلي شقتهم والدراجة النارية التي كانوا يستخدمونها لكسب المال من خلال توصيل الطلبات، وقد أصبحوا مشردين وعاطلين عن العمل، لذلك قررا الالتحاق بعمهم في السويد، وبدأ يبحثا عن طريقة للهرب.

وأضاف محمد عوض:" بدأ الناس في إعطائنا أرقام هواتف وحصلنا على رقم أبو أشرف، الذي قال لنا إن كل شيء قانوني".

وأثناء المقابلات في غزة، عرف الناس "أبو اشرف المصري" على أنه مهرب معروف، كما لا يمكن الوصول إليه للحديث معه، ولكن يمكن الوصول لابن عمه "سمير المصري".
يمكن للفلسطينيين الدخول إلى مصر بأوراق قانونية من خلال معبر رفح الحدودي، أما لأولئك الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، دائما يحصلون على تأشيرة مصرية مزورة، وحال توقيفهم من قبل الجانب المصري، يهربون عبر الأنفاق.

وأوضح الأخوين "عوض الله" أنهما استعانا بأبوأشرف للهروب، كما أن هناك سلم ينحدر بنحو 70 قدمًا، زحفوا إليه لنحو ثلاث ساعات، وفي النفق المظلم انتظروا نحو تسع ساعات للوصول إلى إشارة المخرج المصري، وأوضحًا أن مهرب فتح باب المعبر، وحين لاحظ حرس الحدود المصري بدأوا في إطلاق النار، وصرخ المهرب "أهربوا، أهربوا،أهربوا"، وركضا إلى مجموعة أخرى من المهربين أدخلوهم في سيارة.

طلب المهربون من الأخوين 50 أو 100 دولار كرشوة لإعادة جوازات سفرهم.

حسب بعض التقديرات، يختبأ نحو مليون مهاجر على ساحل شمال إفريقيا من ليبيا إلى مصر، ويصلوا إلى ذروتهم خلال أشهر الصيف، لانتظار القوارب.

في مصر ارتفعت نسبة التهريب من موانئ الإسكندرية وذلك منذ بدء النزوح السوري في عام 2013، حيث كانت خمسة أو سبعة مراكب تغادر كل أسبوع، الآن من خمسة إلى سبعة مراكب كل يوم.

وأكد أحمد الشاذلي ومحمد الكاشف، وهم يراقبان الهجرة غير الشرعية في الإسكندرية للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية ومجموعة حقوق الإنسان، أن "المهربون في مصر يقدمون ما يعادل سعر البطاقة، ويرتفع سعرها في فصل الصيف، لأن البحر المتوسط يكون أقل خطورة".

ويضيفان: "تكلفة الشخص الواحد تصل إلى ألفي دولار، وتشمل شرب الماء فقط، وترتفع الأسعار لو أراد المهاجر وجبة واحدة يوميًا، تصل الأسعار إلى 4 آلاف دولار، حال المرور مباشرة إلى ألبانيا والتي تقصر الطريق إلى الدول الاسكندنافية والتي تقدم الكثير من المساعدات للاجئين".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهجرة غير الشرعية للفلسطينيين ارتفعت عقب الحرب الأخيرة الهجرة غير الشرعية للفلسطينيين ارتفعت عقب الحرب الأخيرة



GMT 19:06 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 05:39 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 01:50 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates