المجتمع السوري يعاني من قلة الدخل وتضخم جنوني في الأسعار
آخر تحديث 22:08:04 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

المجتمع السوري يعاني من قلة الدخل وتضخم جنوني في الأسعار

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المجتمع السوري يعاني من قلة الدخل وتضخم جنوني في الأسعار

المجتمع السوري يعاني من قلة الدخل وتضخم جنوني في الأسعار
دمشق - ميس خليل

أدت انعكاسات الحرب التي تمر بها سورية إلى انفلات كبير في السوق، ما أدى إلى تدني القدرة الشرائية لأصحاب الدخل المتوسط، وارتفاع مستوى التضخم إلى مستويات عالية جدا وصلت عام 2013 إلى 89.62% بحسب تقارير وبحوث مصرف سورية المركزي، بعد أن كانت عام 2012 عند 37.45%، بارتفاع قدره 52.17 بين العامين.

وأكدت آخر الدراسات أن مستوى العجز الشهري، للأسرة الواحدة العادية، وصل إلى ما يفوق الـ30000 ليرة، أما سلة أسعار المستهلك، فقد أصاب حركتها بطء شديد، لتستنزفها بالدرجة الأولى، الأغذية والمشروبات، ثم بند السكن والطاقة، وبعدها الملابس، فيما تراجع بند التجهيزات والمعدات المنزلية وأمور الصيانة المعتادة إلى المرتبة الرابعة، وظهر النقل كمستنزف جديد للقدرة بنسبة 3.16%، وهبط بند التعليم إلى المرتبة الأخيرة بنسبة 0.36%، وهو رقم خطير يعكس أن القدرة الشرائية باتت تؤثر سلبا لاهتمامات التعليم التي كانت ميسرة في الظروف الطبيعية.

وبالعودة إلى أرقام التضخم، فقد كانت الحصيلة الأخيرة الصادرة لنهاية عام 2013، تشير إلى أن الأغذية والمشروبات تضخمت بنسبة 111.74%، بنسبة مساهمة 51.85%، وهذه من المؤشرات الأولى لتحول الاقتصاد إلى المنحى الاستهلاكي.

أما السكن والمياه والكهرباء والغاز، فرقمها هو 49.90%، بنسبة مساهمة 10.44%، والتجهيزات والمعدات المنزلية وأمور الصيانة 5.26%، والصحة 2.28%.

وأوضح المحلل الاقتصادي محمد برهان أن قيمة الدخل تآكلت بشكل كبير جدا، مع ارتفاع قيمة الاستهلاك، الأمر الذي دعا متوسطي الدخل إلى البحث عن فرص عمل إضافية، لا يمكن دونها، تامين متطلبات الحياة على الإطلاق.

وبين برهان أن البحث عن المصادر البديلة بات الوسيلة الوحيدة للتكيف مع ظروف الحياة ففي مجال الطاقة التي باتت السوق السوداء تتلاعب في موادها بشكل قاسٍ فعاد الناس للاعتماد على الحطب بديلا للمازوت في فصل الشتاء.

وتنوعت الفرص البديلة للأعمال التي خلفتها الحرب فظهرت عمليات البيع والشراء لاسيما للسلع المستعملة، أو ممارسة أعمال "التدليل" دون ترخيص على السيارات والعقارات.

وأشار الموظف محمد يوسف إلى انه اضطر للجوء إلى "القروض" الأهلية أو "الجمعيات" كما تعرف بالعامية، وهي مجموع المبلغ الذي يشترك بتكوينه عدة أفراد لتأمين سلع وحاجات عالية الثمن، كانت ميسرة للشراء في الزمن الماضي.

فيما أكد صاحب مكتب عقاري علي الحصري لجوء الكثيرين إلى تحويل أموال الملكية إلى أموال سائلة، الأمر الذي حرك السوق، ولكنه زاد الزيت على نيران الأسعار بسبب تلك الحركة غير المعقلنة.

وسجلت زيادة الإقبال على شراء "المغشوش" من المواد بسبب تدني السعر، أو تلك التي تصنف على أنها من النخب الثاني أو الثالث.

وتثبت هذه الظاهرة نفسها بانتعاش "البسطات" في السوق بشكل غير مسبوق، حيث كانت يعتبر الإقبال عليها من "سابع المستحيلات" لدى الكثيرين حتى من الطبقة المتوسطة.

ولفت الباحث في علم الاجتماع سليم عزام، إلى أن الحرب أثرت بشكل كبير على الواقع الاقتصادي للسوريين الذي انعكس بدوره على واقعهم الاجتماعي.

وأضاف عزام أن خروج الناس من منازلهم واضطرارهم لاستئجار منازل بأسعار غير معقولة والهياج الجنوني في الأسعار المرتبط بالدولار بشكل غير منطقي، أدى إلى تأثر الطبقتين المتوسطة والفقيرة بشكل كبير ما دفع العديد منهم للجوء إلى أي طريقة لكسب الرزق سواء كانت طرق مشروعة وغير مشروعة.

وأشار إلى أن استمرار الوضع سيؤدي إلى كارثة اقتصادية واجتماعية ستستمر لأعوام حتى بعد انتهاء الحرب.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمع السوري يعاني من قلة الدخل وتضخم جنوني في الأسعار المجتمع السوري يعاني من قلة الدخل وتضخم جنوني في الأسعار



GMT 01:32 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

طالبات مواطنات يبتكرن جهازًا للوقاية من الحريق

GMT 05:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الفيصلي يقف على أعتاب لقب الدوري الأردني

GMT 08:12 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي أفكار مختلفة لتقديم اللحوم والبيض لطفلكِ الرضيع

GMT 04:05 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

فريق "العين" يتوّج بطلًا لخماسيات الصالات للصم

GMT 04:55 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

أحمد زاهر وإبنته ضيفا منى الشاذلي في «معكم» الجمعة

GMT 18:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مجوهرات "شوبارد"تمنح إطلالاتك لمسة من الفخامة

GMT 05:40 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

هبوط اضطراري لطائرة متوجهة من موسكو إلى دبي

GMT 22:49 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منزل بريستون شرودر يجمع بين التّحف والحرف اليدوية العالمية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates