القاهرة - محمد الشناوي
سيطرت أجواء الدورة الـ26 للقمة العربية، التي انطلقت فعالياتها، السبت، في مدينة شرم الشيخ، على الشارع المصري. وأصدرت الهيئة القومية للبريد، طابعًا لتخليد ذكرى هذا الحدث التاريخي، مشيرةً إلى أنَّ إصدار الطابع يواكب مناسبة مرور 70 عاما على العمل العربي المشترك.
وهيمنت عملية "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية ودول عربية وإسلامية، على خطبة الجمعة في مساجد مصر، تظاهر مصلون في الجامع الأزهر منددين بأفعال "الحوثيين" في اليمن، ومؤكدين وقوفهم مع الجيش المصري والأشقاء العرب للدفاع عن الأمن القومي العربي.
وردد المتظاهرون شعارات منها: "نؤيد القرار العربي بشدة"، و"عاصفة الحزم" أول الخطوات لتوحيد الأمة العربية والقرار العربي للقضاء على التطرف، والباقية تأتي على تنظيم "داعش".
وأكد الطالب في جامعة "الأزهر"، محمد حلمي، وهو يمسك بيديه علمي المملكة العربية السعودية ومصر، وبجواره صديقه يحيي أحمد، أنَّ "هذه الشعارات التي نرفعها ليست من فراغ، وإنما لأننا نحس بأنها تمثل أحلامنا كعرب في مستقبل آمن، ونرى أن (عاصفة الحزم) هي الشرارة الأولى لتحقيق ذلك".
ووحدت وزارة الأوقاف (التي تشرف على مساجد مصر) خطب الجمعة في جميع المساجد. وأوضح مصدر مسؤول في الأوقاف، أنَّ موضوع الخطبة كان بعنوان "التضامن العربي وأثره في بناء المجتمع وآفاق المستقبل"، وذلك لحث المصريين على الوحدة وعدم الانفصال عما يجري في الدول العربية، والتأكيد على حاجة العرب إلى الوحدة في الوقت الحالي ضد المخاطر التي تحدق بهم خاصة الإرهاب.
وشدد وزير "الأوقاف" محمد مختار جمعة، في خطبته في مسجد السلام، في مدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على أنَّ "الأمن القومي العربي خط أحمر، وأن مصر تقف بقوة إلى جانب أشقائها العرب للدفاع عن الأمن القومي العربي الذي لا يتجزأ، إيمانا منها بوحدة المصير المشترك".
وبدأ وزير الأوقاف المصري الخطبة، بقوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، مضيفًا: نريد أن تكون القمة العربية في مدينة شرم الشيخ لتجديد شباب الأمة في ظل وجود القيادات العربية الحكيمة. وتابع: نسأل الله أن تنجح القمة نجاحا غير مسبوق، داعيًا، في نهاية الخطبة، أن يعم السلام والأمن في كل بلاد العرب.
وفي القاهرة، أكد أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، الشيخ محمد زكي، أنَّ "الأمة العربية والإسلامية تواجه الأخطار في العلن وليس الخفاء، فقد أصبحت من الضعف أن يدبر لها أعداؤها المصائب علانية".
وأشار زكي في خطبة الجمعة بالجامع الأزهر أن اتحاد الأمة العربية والإسلامية أصبح فرضا، مضيفًا أنه "لا يجب ألا نحيد عن هذه الفرضية، وأن نواجه أعداءنا بمعية الله ومدده وبوحدة أمتنا، حتى يكون لنا اعتبار وقوة في هذا العالم العصيب الذي لا يعرف إلا القوة"، مشيرا إلى أنه لا بد أن تكون الأمة الإسلامية متحدة سياسيا وعسكريا.
بدوره، دعا خطيب مسجد النور في العباسية (شرق القاهرة)، عادل المراعى، المسلمين إلى التكاتف والتوحد ضد كل من يتعدى على الدين الإسلامي بالقول أو بالفعل، مشيرًا إلى أن سقوط الدول يأتي بسبب عدم التعاون والتكاتف مع بعضهم البعض.
أرسل تعليقك