أطفال الشوارع قنبلة موقوتة تُهدد مراكش المغربية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أطفال الشوارع قنبلة موقوتة تُهدد مراكش المغربية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أطفال الشوارع قنبلة موقوتة تُهدد مراكش المغربية

مراكش ـ سعاد المدراع

أصبح أطفال الشوارع يمثلون ظاهرة خطيرة في مدينة مراكش المغربية، وذلك بعدما أصبحت تنمو بشكل متزايد، حيث إنه لا يخلو أي ركن من المدينة الحمراء من هذه الآفة، التي تعددت أسبابها بسبب  تفكك الأسرة، أو تمرد الأبناء على النظام الأسري، إضافة إلى الفقر. وتشهد المدينة الحمراء حاليًا أكتر من ألف طفل في شوارعها، تراهم في حال يرثى لها شبه عراة يندفعون حفاة بين السيارات، لا ملجأ لهم و لا مسكن، فهم يتخذون بعض الأماكن العمومية و الحدائق المهجورة مكانا للمبيت ، مفترشين الأرض و ملتحفين السماء و يفتقدون العطف والتعليم والمساعدة، ولاتراهم في الأماكن الراقي إلا وهم يتسولون ويلتقطون بقايا  الطعام من صناديق القمامة. عوامل عدة وراء لجوؤ هؤلاء الأطفال إلى الشوارع أبرزها الفقر و الطلاق و الانقطاع عن الدراسة و دفعهم إلي سوق العمل، إضافة إلى افتقارهم للحماية الأسرية، فأصبحون يكرهون الحياة، بل ويشعرون بالنقمة عليها، ما يهدد بدخولهم إلى عالم الانحراف والإجرام ,التسول والاستغلال الجسدي و الجنسي. حاول "العرب اليوم" أن يقترب من هؤلاء ليتعرف على مشاكلهم بشكل أكبر، فيقول هشام ، 15 عامًا: "أفضل الشارع على البيت، فهناك دائما صراع في المنزل بين والدتي والدي، حيث يقوم والدي ببيع الأتات المنزلي لاقتناء قارورة كحول "بيرة"مما يولد مشاحنات دائمة بينهما". أما الطفل مهدي، 12 عامًا فيقول : "انقطعت عن الدراسة بسبب الفقر و خرجت للعمل كبائع "كلينكس"بين طرقات باب دكالة و جليز و إذا لم أعد للبيت في آخر اليوم بمبلغ 20 درهمًا فإن أبي سيقتلني ضربا، لذا لا أستطيع الرجوع إلى البيت إلى بعد الحصول على هذا المبلغ . ويقول الطفل امين ، 13عامًا: بعد وفاة والدتي وزواج والدي وجدت نفسي أتسكع في عالم المخدرات "السلسيون و الكالة و القرقوبي"، و تكفي نظرة واحدة إلى أمين لتدرك أية معاناة يعيشها بثيابه الرثة و وجهه المليء بالندوب . وفي سابقة من نوعها قام المخرج المغربي "نبيل عيوش" بانتاج فيلم من بطولة أحد أطفال الشوارع وهو "هشام موسون" للقيام ببطولة فيلمه "علي زاوا" و بعدها تلاه فيلم "رقصة الوحش"للمخرج المغربي مجيد لحسن التي شاركت فيه الجمعية الحقوقية "ماتقيش ولدي". ويرى معنيون أن هذه الخطوة بادرة جيدة لدمج هذه الفئة المهمشة من المجتمع، ولابد من إنشاء جمعيات مثل جمعية "ماتقيش ولدي" التي تترأسها السيدة نجاة انور، والتي تشمل فروعًا عديدة في المدن المغربية، و تعمل بصفة مستمرة على انتشال هؤلاء الأطفال من براكين الضياع، و كذلك الجهات المسؤولة وإجبارها على إيجاد آليات محاربة أسباب وجود ما يسمى بأطفال الشوارع والتي تتلخص في الحلول المادية واعتماد آلية الإدماج، ليصبح مكان أطفال الشوارع المدارس ومختلف مؤسسات التكوين والتأهيل وبالتالي المساهمة في بناء الذات والوطن.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال الشوارع قنبلة موقوتة تُهدد مراكش المغربية أطفال الشوارع قنبلة موقوتة تُهدد مراكش المغربية



GMT 02:23 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن ترفض بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

GMT 19:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates