المراكبية يتألمون على وضعهم بعد الثورة
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

المراكبية يتألمون على وضعهم بعد الثورة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المراكبية يتألمون على وضعهم بعد الثورة

القاهرة ـ خالد حسانين

روى عمال المراكبية لـ "مصر اليوم" معاناتهم الصعبة التي يعيشونها مقارنة بالاعوام الماضية ، وطالبوا بانصافهم وقد تحسروا على ماض كان يجلب اليهم الرفاهية السعيدة، واعتبروا ان الناس كانوا متحابين في السابق ويصرفون على رحلاتهم البحرية ، واليوم وبعد الثورة خفت المداخيل وتراجعت اعمالهم ، وطالبوا الرئيس مرسي بالاقتراب من شعبه اكثر لكي لايلقي مصير من سبقوه. هم يعيشون في الماء كالسماك ،التي لاتقوي علي ترك عالمها وحياتها  فالنيل بالنسبة اليهم هو الحياة فهو مصدر الرزق والمأوى والملاذ الآمن ، انهم المراكبية الذين يرابضون علي الكورنيش ينتظرون العشاق والاصدقاء والسياح لكي يرفهون عنهم في رحلات نيلية يومية مقابل بضع جنيهات يعيشون عليها . يقول  ( دقدق )  أقدم مراكبي في مصر (  90 سنه )  انه لا يعرف شيئا في الحياة غير النيل والمركب فقد ارتبط بهذه المهنه منذ كان صغيرا في السابعه من عمره أي طوال 83 عاما عاصر خلالها كل الملوك الرؤساء في القرن العشرين بداية من الملك فؤاد والملك فاروق وحتي الرئيس مرسي ويضيف  عم دقدق انه التقى الكثير من المشاهير خصوصا نجوم الفن حيث التقي بعبد الحليم حافظ وشادية وفريد الاطرش وتحية كاريوكا ومحمود شكوكو وحسين فهمي.ويتذكر حوارا دار بينه وبين الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي ساله  هل هو متعلم او يدرس فقال له لا لم ادخل اي مدرسة فقال له عبد الوهاب اذن فقد راح نصف عمرك فعاد  دقدق ليسأله  هل تعرف العوم او السباحة فقال له لا فقال له اذن فقد فقدت عمرك كله.ويتحسر عم دقدق على الزمن الجميل ويقول ان الماضي افضل من الحاضر فالناس كانوا متحابين ويسالون  عن بعضهم  ويتشاركون في السراء والضراء ، وعن تجربته مع المراكب والنيل يقول "عشت  عمري كلة بجوار النيل واستمتعت بحياتي أفضل من أي شخص اخر فما أجمل الحياة مع الماء والهواء  ففيهما الراحة والهدوء ورغم أنه لم يتعلم ولايعرف القراءة والكتابه الا أنه ينطق بالحكمة فيما يقول  "فيري" ان الانسان يمكنه ان يعيش سعيدا لوتصالح مع نفسة وأحب الناس ، ولذلك فهو ينصح الرئيس مرسي أن  يقترب من شعبه اكثر لكي لايلقي مصير من سبقوه لأننا شعب طيب يحب رؤساؤه ويحترمهم ويتسامح معهم كثيرا لكنه عندما يثور لا يوقفه أحد.عم دقدق عاش في فترات كانت القاهرة خاوية وليست بهذا الازدحام الرهيب   ولم تكن توجد تلك العمارات والابراج الشاهقة فيتذكر كازينو بديعه مصابني وشيراتون القاهرة وكانت الحياة أفضل واكثر هدوءا من وجهه نظره ، وقد تزوج مرتين وانجب 5 اولاد وبنت توفي منهم اربعه وبقي لديه شاب وفتاة.اما الحاج احمد يوسف 65 سنه فقد جاء من الصعيد  من محافظة قنا ليعمل بتلك المهنه وتعلم المهنه من خاله ولم يتعلم شيئا في الحياة غير حياة البحر والمراكب ، فقد قالوا انه مات عندما طلب المدرسة  لكي يهرب من التعليم واستمر في مهنته حتي قام بتربية بناته الاربعة وابنه حيث التحقواجميعا  بالتعليم الجامعي والمتوسط ليعوضهم عما فقده صغيرا وهم رفضوا العمل بمهنه المراكبي .وعن الاحوال الان بعد الثورة يقول انه حزين لما وصل اليه الحال فقد قلت الارزاق وغاب الأمن ولم  يعد االحال كما كان حيث كنا نكسب الكثير من المال من السائحين والمصريين الذين يأتون للاستمتاع وركوب المركب والقيام بنزهه نيلية جميلة وكنا سعداء لكننا الان نعاني من عدم العمل فالناس ليس لديها المال او الرغبه في تكرار ماكانوا يفعلونه،  واصبحت تلك الرحلات النيلية بالنسبة اليهم رفاهية زائدة  وقد تضرر كثيرا من هذ الوضع ماديا فلم يعد ينفق على اسرته كما كان ينفق من قبل .ويري المشكلة ان الثورة لم يكن لها قائد مثل جمال عبد الناصر قائد ثورة يوليو والاخوان افسدوا الحياة وضربونا في أرزاقنا واطالب الرئيس مرسي ان ينظر للغلابة امثالنا ومن شباب المراكبية التقينا ب فتحي فاروق الاتي من الصعيد ايضا ويتنقل مابين القاهرة حيث مكان العمل واكل العيش والصعيد حيث الاهل واسرته التي تتكون من الزوجة والابن ويقول انه يعمل مراكبي شراع منذ 17 عاما وترك الدراسة  وعمره 13 عاما ليعمل في هذه المهنه ويقول انه يعيش داخل المركب على مدار ال24 ساعه حيث يعمل علي المركب والرحلات ويأكل وينام داخل المركب ايضا.وقد ورث المهنه عن جده ووالده ويكرر ماقاله الحاج احمد ان الحال توقف الان  حيث كان يقوم ب 8 رحلات يومية على الاقل اما الان فلاتتعدى رحلة او رحلتان واحيانا يمر يوم كامل من دون عمل كما انهم يعانون من الغاز المسيل للدموع الذي تطلقة الشرطة خلال التظاهرات ويصل اليهم ليخنقهم ويزعجهمويضيف ان المهنه تحتاج للخبرة والتركيز المستمر فالمركب الشراعي غير متزنة  وتحتاج لليقظة للحفاظ على توازنها فلو ثقلت من جانب دون الاخر لانقلبت  بنا حيث اقودها وانا في قمة التركيز  واحسب قوة الهواء والرياح من على بعد نصف كيلومتر.  ومن المواقف االتي تعرض لها اثناء العمل يقول فتحي ذات مرة فوجئت باحدي الفتيات تقفز من المركب للعوم في النيل وكادت تغرق لو لم انقذها. ويقول ابو علي  المراكبي الذي تجاوز الستين من عمرة وهذا اسمه الذي ينادونه به ، "انا اعمل مع المعلم دقدق منذ  الصغر ولا عمل لي غير مهنة المراكبي وللاسف نعاني الخطر حيث لايوجد تأمين علينا فلو تعرضنا لاصابة اوخطر لمتنا من الجوع،  كما ان الوضع الان من أسوأ مايكون وقد فرحنا بالثورة وانتظرنا ان نعيش في افضل حال لكن للاسف بدأنا نكرهها ونتحسر على ايام زمان ، لان اهم شيء عندي ان اجد قوت يومي وان انفق على اسرتي ولم تعد هناك سياحة او مصريون يأتون لركوب المراكب الشراعية التي نعيش عليها ". لقد وصلنا الى مرحلة صعبة جدا فمثلا كنا ندفع فاتورة الكهرباء 20 جنيها، الان تأتينا  ب 70 و 80 جنيها شهريا والظروف قاسية فما عسانا نفعل، ويضيف "انهم يجمعون بضع جنيهات من بعضهم كمراكبية ليقوموا بشراء نصف كيلو لحم ليطهونه ، ويوزع نصف الكيلو على 6 افراد  لان الظروف اصبحت سيئة جدا وعن  عم دقدق يقول ، انه عمنا ومربينا وتعلمنا منه المهنه كما انه  يوزع علينا الاموال التي يحصل عليها لانه يدرك ظروفنا جيدا .

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراكبية يتألمون على وضعهم بعد الثورة المراكبية يتألمون على وضعهم بعد الثورة



GMT 02:23 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن ترفض بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

GMT 19:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates