كُشِف عن وجود صندوق في نيويورك يحتوي مجموعة من الرسائل التي تركها والد باراك أوباما والتي تروي التاريخ الخفي للرجل الذي كان والد أول رئيس أسود للولايات المتحدة الاميركية. ولكن اوباما لن يقرأ أيًّا من تلك الرسائل حتى يترك المكتب البيضاوي في نهاية ولايته.
وعثر على الرسائل قبل ثلاث سنوات وحفظت في مركز "شومبرغ" للأبحاث في ثقافة السود في "هارلم" والذين لم يعرف قصتهم أحد. وعثر على الرسائل المؤرخة كريستين مكاي وتشمل ما يقرب من 10 رسائل كتبها والد أوباما، اضافة الى نصوص من جامعة "هاواي" وجامعة "هارفارد" ومراجع من الأصدقاء والأساتذة.
وتظهر العديد من الرسائل المكتوبة حقيقة أنالأب باراك حسين أوباما كموظف كيني محبط يبلغ من العمر 22 عاما، ولكن لديه رغبة في الحياة وتوسيع معرفته في أميركا على أمل أن يصبح خبيرًا اقتصاديا كبيرًا في الحكومة الكينية. وقد استلزم سعيه هذا، الكثير من الدراسة في جامعة هاواي ثم جامعة هارفارد.
وتضم الرسائل معلومات حول السنوات التي قضاها في الجامعة وخيبة امله من تكلفة المعيشة في أمريكا.
وتحكي احدى الرسائل عن الوقت الذي قضاه في جامعة هاواي حيث التقي ان دنهام والدة أوباما، وتظهر الرسالة اعجاب الرجل بالمناخ المعتدل الذي اعتبره افضل من فصل الشتاء، وفي عام 1962 أي قبل سنة واحدة من ولادة ابنه كتب الى برنامج مساعدة للطلاب لايجاد تمويل للدراسة في جامعة هارفرد، موضحا في احدى الرسائل " في الحقيقة انا مندهش ان الهمبرغر بحوالي 50 سنتا هنا وهو شيء لم أعرف عنه من قبل."
ولم يشر في أي من رسائله عن زواجه بدورهام ولا عن ولادة أباما في 4 اب/اغسطس عام 1961، وحتى انه في نموذج لطلب المنحة خلال الفترة التي قضاها في جامعة هارفارد في عام 1963 ترك الحالة الاجتماعية وعدد المعالين فارغا.
وعاد الى كينيا في ذلك العام بمجرد ان حصل على درجة الماجستير والدكتورة التي كان يأمل بها، وكان عندها باراك الصغير مجرد رضيع، والتقى بأبيه مرة اخرى عندما كان يبلغ السبع سنوات.
وأشار الرئيس أوباما في مذكراته التي تحمل عنوان "أحلام والدي" الى أنه عندما كان في العاشرة جاء والدي مرة أخرى من أفريقيا لزيارتنا في عيد الميلاد، وبعد أسبوع قررت أنني أفضل صورته وهو غائب فتجاهله كان أكثر راحة."
ويضيف في وقت لاحق من هذا الفصل " ولكن عندما اتذكر الماضي وكلمات والدي تظهر لي بعض الصور والأصوات البعيدة، فعلى سبيل المثال اتذكر ونحن نقف معه أمام شجرة عيد الميلاد ونلتقط صورة وهي الصورة الوحيدة التي لدي معه وأنا أحمل كرة سلة برتقالية أهداني اياها."
وتابع " بقى لمدة شهر بعدها، ثم ذهب". ولعل هذا السبب في رفض الرئيس قراءة رسائل والده عندما عرف عنها قبل ثلاث سنوات، الا أن مسؤولا في البيت الابيض قال إن الرئيس مهتم بقراءة الرسائل في وقت لاحق بعد انتهاء ولايته العام المقبل.
وسيعرف عندما يقرأ الرسائل قصة رجل لامع ترك أميركا بمتعها ومشاكلها، وكتب في احدى رسائله بعد أن وصل الى هاواي " ان الناس هنا تجعلني أشعر وكأنني في منزلي، ودعاني بعض الأصدقاء الى تقديم عدة خطب عن أفريقيا وكينيا."
أوباما سيقرأها بعد تركه منصب الرئاسة""أوباما يقول ان لديه صعوبة في تذكر والده ولا يملك له سوء القليل من الصور" src="http://www.emiratesvoice.com/img/upload/emiratesvoicex-c.jpg" style="height:350px; width:590px" />
وبرع الرجل في الجامعة وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد مع مرتبة الشرف في الثلاث سنوات، ولكنه كافح بشدة مع المال كما كشفت العديد من طلبات المساعدة المالية التي طلبها.
وكتب الاستاذ المساعد في اللغة الانكليزية والذي يدرِّس في معهد الافارقة الأميريكي في ذلك الوقت، في رسالة توصيه بحق الأب يقول: " قد أبهر الجميع في كونه رجل القرن العشرين المستنير حقا ويجب ان تكون شعوب أفريقيا فخورة في أن هذا الرجل يمثله، بالتأكد آمل أن تجدوا المال اللازم له وأتمنى أن يستطيع المشاركة في اضافة شيء جديد لحياة الطلاب."
وبدأت تظهر الشقوق في علاقته مع دنهام، وبحلول عام 1963 انهار الزواج وكان يعاني من أزمة مالية، وتظهر الوثائق انه تزوج دنهام في كينيا في عرس قروي، ويشير الاستاذ في جامعة الاقتصاد في هارفارد هندريك هاوثكر الى أن أوباما لم يكن من أفضل طلابنا، وسجله ليس غنيا الى ذلك الحد." ومع ذلك اشاد بذكائه ومبادرته التي تبشر بمستقبل واعد.
وعاد أوباما الاب الى كينيا وبدأ بشرب الخمور بكثرة مما ساهم في تلاشي حلمه القديم وتوفي في حادث سيارة في عام 1982 عن عمر 46 عاما، ولكن يشير الكثيرون اليه انه كان رجل عصامي وأن رسائله تشهد على ارثه الشخصي.
أرسل تعليقك