انقلابيو اليمن يمهدون للهيمنة على العمل الإغاثي في مناطق سيطرتهم
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

انقلابيو اليمن يمهدون للهيمنة على العمل الإغاثي في مناطق سيطرتهم

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - انقلابيو اليمن يمهدون للهيمنة على العمل الإغاثي في مناطق سيطرتهم

الميليشيات الحوثية
صنعاء - صوت الامارات

بعد الانتقادات الدولية للقيود التي تفرضها على تحركات المنظمات الإغاثية والفساد الذي تمارسه الميليشيات الحوثية في الجانب الإغاثي، برزت اتهامات حديثة إلى ذهاب الحوثيين نحو إفراغ مناطق سيطرتها من المنظمات غير الحكومية المستقلة، حتى تتمكن من السيطرة على العمل الإغاثي من خلال عشرات المنظمات التي منحتها تراخيص عمل ويمتلكها قيادات فيها أو عناصرها الأمنية، وهو أمر سيجعل كل المنظمات الأممية والدولية مجبرة على العمل مع شركاء محليين يتبعون عملياً جهاز مخابرات الميليشيات المعروف باسم المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية، الذي يخضع مباشرة لسلطة أحمد حامد مدير ما يسمى مكتب رئاسة الجمهورية.

واستعداداً للمرحلة المقبلة من العمل الإغاثي في ضوء نتائج مؤتمر المانحين الأخير، وضعت ميليشيات الحوثي خطة للاستفراد بتوزيع وإيصال المساعدات الإغاثية، من خلال وقف تجديد تراخيص عمل أي منظمة غير الحكومية كانت لا تزال تعمل في مناطق سيطرتها، ودفعت بأصحاب هذه المنظمات إلى الرحيل إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وهذه الخطوة ستضمن لها احتكار الخدمات اللوجيستية التي تقدم للمنظمات الإغاثية الدولية مثل تخزين المواد الإغاثية أو نقلها أو توزيعها.

وفق تأكيدات ثلاثة مصادر عاملة في هذا المجال تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، فإن هذا الإجراء سيجعل ميليشيات الحوثي قادرة على ضخ ملايين الدولارات إلى خزينة المجهود الحربي، لأنها سوف تستقطع لهذه المهمة ما يقارب ٢٠ في المائة من إجمالي تكاليف المواد الإغاثية وهي النسبة التي كانت تريد فرضها على المنظمات الإغاثية الدولية كنفقات إدارية للمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية.

ويلخص عبد الله، وهو اسم مستعار لمدير واحدة من المنظمات الإغاثية التي عملت طوال السنوات الماضية على إيصال المساعدات إلى الأسر المحتاجة في عدد من الأرياف، الوضع في صنعاء ويقول: «بعد عشرة أعوام على العمل في صنعاء، قررنا الانتقال إلى عدن للعمل من هناك، لأن الحوثيين أغلقوا الأبواب أمام أي منظمة لا تعمل لخدمتهم».

ويتحدث عبد الله عن إغلاق أو تجميد شبه كامل لعمل المنظمات غير الحكومية في مناطق سيطرة الميليشيات، لأنها أولاً، لا تتحصل على التجديد السنوي لتراخيص العمل، ولأن الحوثيين إذا ما منحوا القليل منها فإن ذلك مرتبط بثلاث قضايا؛ أولاها الحصول على موافقة مسبقة من جهاز المخابرات على أي مشروع سيتم تنفيذه، وثانيها منح الميليشيات نسبة من المبلغ المقرر للمشروع، وثالثها ضم عدد من عناصر مخابراتها إلى طاقم العاملين، وهؤلاء إلى جانب الرواتب التي يتقاضونها فإنهم يحددون وجهة جزء من المساعدات كي تصب في خدمة مقاتليهم أو من قتل منهم.

الأمر لا يقتصر على هذه المنظمة التي تعمل منذ عشرة أعوام، ولكنه امتد إلى عشرات من المنظمات التي تنشط في مجالات مختلفة، أكان ذلك في جوانب التدريب والتأهيل أو في بناء السلام، حيث تلقت وزارة الشؤون الاجتماعية في عدن العشرات من طلبات تجديد تصاريح العمل، أو لنقل تلك المنظمات مكاتبها الرئيسية من صنعاء إلى عدن، وبينها منظمات فاعلة في المجالات السياسية، وبناء السلام كان للميليشيات حضور ومشاركة في أنشطتها، لكن ملاكها وصلوا إلى طريق مسدود مع الجهاز الأمني المتحكم بأنشطة العمل غير الحكومي.

وإذ وصل الأمر بالميليشيات إلى منع المنظمات المحلية أو الدولية من تنفيذ أي فعاليات أو أنشطة عبر شبكة الإنترنت، فإنها منحت تصاريح عمل لجيش من المنظمات التي تدار من قبل عناصرها وأصبحت تحتكر معظم الأنشطة والبرامج في مناطق سيطرة الميليشيات، لأن المنظمات الدولية لا تجد شركاء محليين في تلك المناطق سوى هذه المنظمات، في ظل القيود المشددة على ما تبقى من منظمات في تلك المناطق وترفض العمل لخدمتهم.

ووفق ما يذكره أكرم وهو يدير منظمة معنية بتنفيذ برامج دولية، فإن ميليشيات الحوثي عممت على مكاتب الخدمات العقارية وملاك البنايات بعدم تأجير أي مكاتب لمنظمة مجتمع مدني إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من جهاز المخابرات، حيث تخضع المنظمة والعاملون فيها وهواتفهم لرقابة متواصلة، كما بدأ مجلس الشؤون الإنسانية الذي شكلته الميليشيات لمراقبة عمل المنظمات المحلية والدولية فرض جبايات غير قانونية على المنظمات والعاملين فيها، في خطوة لم يسبق لأي حكومة في اليمن أن أقدمت عليها.

قد يهمك ايضا

الانقلابيون ينفِّذون حملة ابتزاز وجباية تستهدف مُلاك المولدات الكهربائية في صنعاء

مساعي أنطونيو غوتيريش لخفض العمليات القتالية تتحول إلى بوابة تصعيد حوثية

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقلابيو اليمن يمهدون للهيمنة على العمل الإغاثي في مناطق سيطرتهم انقلابيو اليمن يمهدون للهيمنة على العمل الإغاثي في مناطق سيطرتهم



GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates