مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمنيات للبقاء
آخر تحديث 04:04:54 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمنيات للبقاء

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمنيات للبقاء

يحضر الفلسطينيون صلاة الجمعة تحت المئذنة الساقطة خلال حرب 2014
غزة ـ ناصر الأسعد

تعاني مدينة غزة، وهي المركز الحضري الرئيسي في قطاع غزة، من ندوب مختلفة من الحرب. منذ عام 2006، عانت غزة من حرب أهلية بين الفلسطينيين، و3 حروب بين حركة "حماس" وإسرائيل، وعقد من الحكم القمعي لحركة "حماس"، وحصار ساحق من جانب إسرائيل ومصر المجاورتين، وكلها شلّت الاقتصاد وحوّلت الإقليم الصغير إلى موقع للأزمات الإنسانية.

 

مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمنيات للبقاء

 

وتذكّر المباني الغبيرة في مدينة غزة والطرق الوعرة، التي ما زالت متضرّرة أو أعيد بناؤها من الحرب الأخيرة، بالواجهات الموجودة في مصر والضفة الغربية الفلسطينية، ولكن هذا يمثّل رتابة ساحقة وخانقة لحدود الحياة التي تحدّد المدينة للمقيمين الذين يسيرون في الشوارع نفسها لمدة 10 سنوات دون فرصة للخروج، ومع ذلك، فإن المدينة تحتوي المقاهي، وحركة المرور، ومحلات الملابس والمطاعم وحتى المراكز التجارية الراقية الجديدة، والتي تقدّم التسلية لأولئك الذين يستطيعون تحمّل تكاليفها.

ويرتبط إطار المدينة، مثل بقية غزة، ارتباطًا وثيقا بالسياسة، وكانت غزة في السابق جزءًا من فلسطين التي تحت انتداب بريطانيا. ثم جاء الاحتلال المصري في عام 1948، تلاه الإسرائيليون في عام 1967، والآن، على مدى العقد الماضي، حكمت "حماس"، التي وصفها الاتحاد الأوروبي كمجموعة "إرهابية"، الأراضي الصغيرة بينما تسيطر إسرائيل على معظم الحدود.

 

مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمنيات للبقاء

 

وهذا الشهر - في 29 تشرين الثاني/نوفمبر - يصادف اليوم الدولي للأمم المتحدة للتضامن مع الفلسطينيين، غير أن سكان غزة لا يرون الكثير من المجتمع الدولي في هذه الأيام، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن إسرائيل تفرض قيودا صارمة على الدخول إلى قطاع غزة، مع استبعاد الصحافيين والعاملين في مجال المساعدات والتنمية، وحتى ذلك الحين، فإن هيئات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في غزة تقيد كثيرا من حركة موظفيها الأجانب بسبب البروتوكولات الأمنية، وعلى طول الساحل الملوث للغاية في مدينة غزة يوجد فندقان مكلفان يعتبران "المنطقة الآمنة" حيث يمكث عمال الإغاثة والعديد من الصحافيين.

وفي مواجهة الفساد، تدخلت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. ويعرب سكان غزة عن امتنانهم، لكنهم يعرفون أن بإمكانهم أن يفعلوا أفضل من ذلك وأن يثقوا في السياسة التي تملي حيث توجه الأموال، وفي أنحاء كثيرة من غزة، يتم توجيه الشكر إلى مصر وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتمويل مشاريع إعادة الأعمار. لكن الدول العربية تعهدت بتقديم المزيد من التعمير أكثر مما فعلت بالفعل، في حين أن العديد من سكان غزة يشعرون بالتخلي الشديد عن الدول العربية والمجتمع الدولي، ويعرفون أن المباني الجديدة لا تزال تأتي أولا لأولئك الذين لديهم صلات مع حماس.

 

مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمنيات للبقاء

 

وتم تصنيف مدينة غزة في عام 2014 بالمرتبة 40 على قائمة أكثر المدن اكتظاظا بالسكان في العالم. في ذلك الوقت، يقدر عدد سكان مدينة غزة والمنطقة المحيطة بها بنحو 1,750,000 نسمة، 360 - كيلومتر مربع يغطيها قطاع غزة، بحول حجم  ولاية ديترويت، 80 % من الأسر في غزة يتلقون نوعا من المساعدات. نسبة البطالة الرسمية في غزة 44 %. وبالنسبة للذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة، يرتفع المعدل إلى 60٪، عدد ساعات الكهرباء الناتجة عن محطة الكهرباء الوحيدة العاملة في غزة عند نقطة منخفضة جدا هذا الصيف هي 3 ساعات، في السنوات القليلة الماضية، بلغ متوسط الكهرباء في غزة حوالي 8 ساعات يوميا.

مدينة غزة، التي تشتهر بمينائها، يبلغ عمرها أكثر من 5000 سنة. على مدى قرون، حكمت الإمبراطوريات المختلفة بين نهر النيل والشرق الأوسط - الفلسطينيين والمصريين والآشوريين والفرس والاسكندر الأكبر والرومان والبيزنطيين والمغول والعثمانيين وغيرهم – غزة. إن مكانة غزة كموقع رئيسي للتجارة والعبور شكل تقاليدها الفريدة في الطهي، ودمج النكهات مثل الفلفل الحار والشبت. وقد اتسع نطاق ثقافة غزة ومجتمعها ليشمل اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا إلى هنا خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وكل من أحياء مدينة غزة العشرة لها إيقاع وسمعة خاصة بها. هناك حي ريمال، أجمل أحياء المدينة، حيث يوجد العديد من المحلات التجارية الفاخرة والمنظمات غير الحكومية. ثم شارع عمر المختار، حيث السيارات وصياح الباعة الجائلين الذين يبيعون جميع أنواع من السلع. على طول الطريق توجد المعالم التاريخية المختلفة: ساحة الجنود المجهولين، وأكبر مساحة مفتوحة في غزة المليئة بالموسيقى والسيارات الخفيفة للأطفال ليلا. ساحة السرايا، وهي سجن قديم تقام فيه التجمعات السياسية، ودور السينما التي أغلقته حماس. والحديقة العامة في المدينة، التي تعج بالأطفال. في المدينة القديمة، يوجد سوق الزاوية التقليدي، وهو من أقدم الأسواق في قطاع غزة والمليء بكل شيء من التوابل إلى الأحذية، والمسجد الكبير في غزة، وهو الأكبر والأقدم في غزة، وكنيسة العصر البيزنطي. إلى شرق مدينة غزة حيث يوجد حي الشجاعية، وهي شبكة كثيفة من منازل مصنوعة من الإسمنت والشوارع الجانبية الضيقة التي تعرضت للقصف الشديد خلال حرب عام 2014.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمنيات للبقاء مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمنيات للبقاء



GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates