لندن ـ سليم كرم
حث توم توغيندهات، رئيس العلاقات الخارجية في حزب المحافظين، على ضرورة إعارة بريطانيا لفرنسا حجر رشيد في مقابل السماح الأخيرة لبريطانيا باستعارة نسج بايو، وهو أثر نفيس مصنوع من الكتان بطول 69 متر وبعرض 50 سنتيمتر، وتم تطريزه بالإبرة، ويحتوي على مشهد النورمان لإنجلترا، ويعود لما بين عامي 1066-1077، في القرن الـ11، وهذا يعني ترك النسج لفرنسا للمرة الأولى منذ 950 عاما.
ووافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إعارة النسج؛ لعرضه في المملكة المتحدة، في المتحف البريطاني عام 2022، وذلك بعد مناقشات طويلة مع الفرنسيين للحصول عليه. ويرى توغيندهات أنه على بريطانيا إعارة فرنسا رمزا تاريخيا أيضا والمتمثل في حجر رشيد؛ ردا لجميلها، والحجر هو أثر مصري يعود إلى عام 196 قبل الميلاد، يحمل رموزا باللغة اليونانية والهيلوغريفية والديموطيقية، تمكن العالم الفرنسي شامبليون من فكها، في عام 1822، وقاد ذلك إلى الكشف عن أسرار الحضارة المصرية القديمة.
وأكد توغيندهات أن قرار الرئيس ماكرون بإعارة بريطانيا النسيج كان "تصرف حقيقي على كيفية تطبيق الدبلوماسية"، وأضاف " أن ما فعله الرئيس الفرنسي تطبيق للدبلوماسية في عالم الثنائية، لأن بالتأكيد العلاقة الثنائية بين بريطانيا وفرنسا ستكون من أهم العلاقات التي تمضي قدما"، وواصل "أعتقد أنها فرصة لنا لتقوية العلاقة، وفي الحقيقة واحدة من الموضوعات الشائقة، وربما نفكر في إعارة فرنسا، ولكن ذلك يتطلب إذن المتحف البريطاني".
ولم يتم التأكيد على الموطن البريطاني المؤقت لنسيج بايو، ولكن يتفهم المتحف البريطاني أن المفاوضات تحتاج إلى وقت مع نظارئهم الفرنسيين بشأن النسيج.روفي هذا السياق، قال مدير المتحف البريطاني، هارتوينغ فيشر، إنه فخور وسعيد لعرض النسيح البالغ طوله قرابة 70 متر، حيث مدح أخبار موافقة فرنسا على إعارته لبريطانيا واصفا ذلك بـ"الكرم الزائد".
وتنعقد الآمال على إمكان عرض النسيج في معرض عام 2022، حيث يقول القيمميين إنه يعرض جزءا أوسع من التاريخ الأوروبي بجانب عملية التطريز في العصور المبكرة ومجموعات النورمان.
وقال مصدر إن المتحف كان المكان الأمثل لحفظ النسيج، حيث وجود الخبراء للحفاظ عليه واستخدام الطريقة الصحيحة لتخزينه.
وهناك إشاعات تقول بإن نسيج بايو قد يتم عرضه في كانتيربوري، حيث المكان الذي صنعت فيه، ووقعت به أحداث المعركة. وردا على الأخبار بأن فرنسا وافقت على إعارة نسيج بايو، قال السيد فيسر" هذه إعارة ضخمة، وربما هي الأضخم على الإطلاق من فرنسا إلى المملكة المتحدة، وهذا التحرك كرم زائد، ودليل على عمق العلاقات التي تربط البلدين"، ويضيف " لهذا النسيج أهمية كبيرة، فهو يحكي لحظة حاسمة في التاريخين البريطاني والفرنسي لعام 1066".
ولم يتم مناقشة إعارة فرنسا حجر رشيد بعد، ولكن أكد المتحدث أن مبدأ إعارة الأشخاص محل الثقة موجود دائما ويتضمن أي طلبات للإعارة، وفي عام 2014، أعار المتحف أحد التماثيل اليونانية القديمة " إلغين ماربل"، للمرة الأولى منذ دخولها المتحف إلى متحف هيرمتيج في روسيا.
وقد تمدح رئيسة الوزراء البريطانية هذه الخطوة، بوصفها دليل على تعميق قنوات التواصل بين لندن وباريس، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع إعلان الرئيس الفرنسي لهذه الإعارة في القمة المرتقبة مع السيدة ماي، في بيركشاير، في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
أرسل تعليقك