سوق الحدّادين النابلسي مهدّد بالاندثار
آخر تحديث 16:41:44 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

سوق الحدّادين النابلسي مهدّد بالاندثار

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - سوق الحدّادين النابلسي مهدّد بالاندثار

الصناعات التقليدية
نابلس ـ مازن الأسعد

تواجه الصناعات والحرف في مدينة نابلس الفلسطينيّة، خطر الاندثار، بعدما كان سوق الحدّادين مثلاً، يعجّ بأصوات المطارق، تعلو وتنخفض تباعًا، من دكان لآخر، كأنها معزوفة موسيقية.

 

وأوضح المواطن بلال بانا (52 عامًا)، في معرض حديثه عن ذكرياته مع السوق، التي تعود إلى سبعينات القرن الماضي، أنّه "لم يتبق من السوق سوى اسمه، ولا يوجد فيه أكثر من حدادين اثنين. أصبح هادئًا، ومغايرًا لاسمه. غالبية الدكاكين أغلقت لوفاة أصحابها، أو للتفرغ لأمور أخرى".

 

وبدوره، يقف المواطن محمد أمين زبلح (45 عامًا)، يراقب المارة، من أمام دكانه المختص في مهنة "السمكرة"، فيما يعرض أمامها مصنوعاته، وأوانٍ نحاسية تبدو كأنها جديدة الصنع.

 

وأشار زبلح، الذي يعمل على الحفاظ على دكان العائلة داخل أروقة سوق الحدادين، والحفاظ على مهنة تواجه خطر الاندثار، وهي تبييض النحاس في محافظة نابلس، إلى أنَّ "سوق الحدادين كان له صدى كبير أواخر الثمانينات، وكان يعتبر الشريان الرئيس للبلدة القديمة في نابلس، وكنت تسمع ضجيج المطارق من بعيد. كان يعج بالمارة والبائعين".

 

وأضاف "سوق الحدادين هذه الأيام، لم يعد للحدادة أصلاً، بل أصبح دكاكينًا مستأجرة لبيع الخضار، التي تغلق أبوابها عند الظهيرة".

 

وعن مهنة تبييض النحاس، أكّد زبلح أنها "أصبحت تواجه خطر الاندثار لقلة الأواني النحاسية المستخدمة، بعد ظهور (الستانلس) و(الألمنيوم)، وغيرهما من المعادن الأرخص ثمنًا، والأكثر سهولة في التنظيف، الأمر الذي انعكس على استعمال النحاس، وتأثرت معه مهنة التبييض، لتصبح نادرة".

 

وتابع "ورثت المهنة عن والدي، الذي كان معروفًا في المحافظة، واتقنت عملية التبييض"، لافتًا إلى أنه "على الرغم من التطور في التكنولوجي، وظهور الآلات الحديثة، إلا أننا ما زلنا نستخدم الطرق التقليدية في تبيض النحاس".

 

ولفت إلى أنه "أثناء تنظيف أواني النحاس يوضع عليها ماء نار، وبعدها يتم غسلها وتنظيفها، وثم توضع على درجة عالية من الحرارة، بعدها تُجلب مادتا القصدير والنشادر، ويضع منهما على المكان الذي يريد تبييضه، ثم تبدأ عملية التنظيف، باستخدام القطن الصافي، الخالي من الشوائب، خوفًا من (تجريح) الأواني، ثم يتم غسلها وتلميعها لتعود كما كانت".

 

وبيّن زبلح أنَّ "التبييض مهنة جاءت من الشام، وهي تحافظ على النحاس من التأكسد، وإن لم يتم التبييض، كل فترة تفسد الأواني، ولا تعود صالحة للاستعمال، وتعرض الشخص للتسمم إذا طبخ فيها".

 

وأكّد أنَّ "عددًا قليلاً من الناس يستخدمون الأواني النحاسية، لارتفاع أسعارها، فضلاً عن أنَّ غالبيتهم يستخدمونها للزينة، وربما هو ما يبقي بعضهم يبحث عن تبيض النحاس".

 

يذكر أنَّ مدينة نابلس كانت تشكل ثقلاً اقتصاديًا هامًا، إلا أنَّ ممارسات الاحتلال قوضت ودمرت دعائم الاقتصاد فيها، وتعرضت بعض صناعاتها للاندثار والغياب عن الأسواق المشهورة فيها، والتي يعتبر أهمها مصانع النسيج، والجلود، والكيماويات، والصناعات المعدنية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوق الحدّادين النابلسي مهدّد بالاندثار سوق الحدّادين النابلسي مهدّد بالاندثار



GMT 02:23 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن ترفض بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

GMT 19:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates