نعمت شفيق تُؤكّد أنّ الطبقة الوسطى في مصر تتآكل جرَّاء خفض الدعم
آخر تحديث 23:43:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

طالَبت الجامعات بالتركيز على مهارات التحليل والنضج العاطفي

نعمت شفيق تُؤكّد أنّ الطبقة الوسطى في مصر تتآكل جرَّاء خفض الدعم

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - نعمت شفيق تُؤكّد أنّ الطبقة الوسطى في مصر تتآكل جرَّاء خفض الدعم

نعمت شفيق المُلقّبة بـ"مينوش" ومديرة كلية لندن للاقتصاد
القاهرة - صوت الإمارات

أكّدت نعمت شفيق، المُلقّبة بـ"مينوش" ومديرة كلية لندن للاقتصاد وواحدة من الشخصيات المرموقة في عالم الاقتصاد، أن التفاوت بين الطبقات في مصر منخفض مقارنة ببلدان أخرى، وهو ما يرجع بشكل جزئي إلى برامج شبكة الأمان الاجتماعي مثل برنامج "تكافل وكرامة"، لكن في حين أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء أصغر إلا أن الطبقة الوسطى آخذة في التآكل جراء خفض الدعم وتقلص فرص العمل في القطاع العام.
وحضرت نعمت شفيق، إلى الجامعة الأميركية في القاهرة الأربعاء الماضي، لإلقاء محاضرة في الذكرى السنوية لتكريم الدبلوماسية الراحلة نادية يونس، وتناولت شفيق في كلمتها بعضا من المفاهيم الأساسية التي تؤثر على النمو الاجتماعي والاقتصادي، بما في ذلك الحراك الاجتماعي، والتعليم، ودور المرأة في سوق العمل، والتكنولوجيا.

الطبقة المُتوسّطة آخذة في التآكل
قالت نعمت شفيق في بداية حديثها: "التفاوت بين الطبقات في مصر منخفض مقارنة ببلدان أخرى، وهو ما يرجع بشكل جزئي إلى برامج شبكة الأمان الاجتماعي مثل برنامج "تكافل وكرامة"، لكن في حين أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء أصغر إلا أن الطبقة الوسطى آخذة في التآكل جراء خفض الدعم وتقلص فرص العمل في القطاع العام، وبينما لا تزال الخدمات مثل الصحة والتعليم مجانية إلا أن هناك انخفاضا كبيرا في جودتها، وأظهرت الأبحاث أن أوّل 1000 يوم في حياة الطفل مهمة للغاية، لذلك فإن عوامل مثل الحصول على الرعاية الصحية والاهتمام بنوعية الغذاء تعد أمورا ضرورية، ويأتي بعد ذلك الحصول على التعليم عالي الجودة والذي يمكنهم من التعرض للأفكار الجديدة".

وأضافت مديرة كلية لندن للاقتصاد أنّ "الأبحاث أظهرت أيضا أن عدد براءات الاختراع المسجلة من قِبل المخترعين في المجتمعات الأكثر فقرا أقل مِن تلك المسجلة في المجتمعات الأكثر ثراء، ويعني هذا أن هناك الملايين من المخترعين مثل آينشتاين، لكن لم يتم استغلالهم لأن مجتمعاتهم الفقيرة لم تمنحهم الفرصة، ولا بد من إتاحة التعليم الجيد من أجل التكيف مع التطورات التكنولوجية كالأتمتة، وينبغي أن تركز الجامعات على مهارات مثل التحليلات والنضج العاطفي، وحجم للاقتصاد المصري يمكن أن ينمو بنسبة 60% إذا ما أعطيت المرأة قدرها، فعلى الرغم من أن عدد السيدات اللاتي يتخرجن أكبر من عدد الرجال فإنهن لا يمثلن سوى 16% من القوى العاملة، كما أن العمل 40 ساعة في الأسبوع ليس أمرا مميزا في حد ذاته، لذا يجب نشر فكرة العمل بدوام جزئي.

واعتقدت نعمت شفيق بأن الأسواق الناشئة قطعت شوطا كبيرا على مدار العقود الماضية وهذا أمر واضح، وهناك مجموعة من التحديات الجديدة بشأن التطور التكنولوجي والتي سوف تنشئ مجموعة جديدة من التحديات، وأعتقد بأن التحول التقليدي من خلال التصنيع يعد الطريقة الأمثل لتحقيق النمو والتحول من بلد عند الحد الأدنى للدخل المتوسط إلى بلد متوسط الدخل، ثم إلى اقتصاد متقدم سيتغير بسبب الأتمتة والتكنولوجيا، وسيتعين على الدول التفكير في طرق تحقيق قفزات في مسيرتها أو القيام بالأشياء بطريقة مختلفة. وأيضا من المحتمل أن تشهد الاقتصادات المتقدمة عودة للكثير من التصنيع، لأن الأمر الآن يتعلق برأس المال وليس تكاليف العمالة، وأعتقد بأنه سيكون على الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية أن تجد مناطق تميزها في هذه المنظومة الجديدة، وهناك بعض الفرص الكبيرة، واعتقدت بأن تصدير الخدمات أصبح الآن أمرا ممكنا بطريقة لم نتخيلها من قبل، لذلك قامت دول مثل الهند بتطوير قدرة سوقية استنادا إلى تصدير تكنولوجيا الكمبيوتر، وحتى أن هذا الأمر ينطبق على أشياء مثل الخدمات المعمارية الآن، فيمكنك جعل مهندس معماري يوجد على بعد مئات الأميال يضع تصميم منزلك، ولذلك أعتقد بأنه يمكنك خلق الفرص، ولكن ذلك يعد استراتيجية تنموية مختلفة عما كانت عليه في السابق.

وأكدت على أن التكنولوجيا ستحل محل الوظائف لكنها في نفس الوقت تخلق وظائف أخرى، قائلة: "لست متشائمة تجاه التكنولوجيا، ولا أظن أننا جميعا سنفقد وظائفنا بسببها، وأعتقد بأن ثمة وظائف جديدة ستظهر وسيكون السؤال هو ما هي الدول التي ستخلق بيئة تزدهر فيها هذه الوظائف الجديدة، وأعتقد بأن المنافسة أمر مهم للغاية، فإذا كان لديك الكثير من الشركات المملوكة للدولة أو الشركات الاحتكارية، فإنها تعوق الابتكار وتحول دون ظهور تلك الوظائف الجديدة، لذلك أشعر بالقلق كثيرا حيال هذا الأمر، وأعتقد بأن إيجاد ساحة متكافئة لتلك التكنولوجيات الموجودة حاليا بحيث تواجه المنافسة (تماما مثل الجدل الدائر عالميا حول مكافحة الاحتكار وفيسبوك وجوجل)، فإذا لم نقم بإيجاد منافسة حقيقية فإن تأثير الأتمتة سيقلل من فرص العمل، بينما إذا سمحنا للمنافسة فسنحصل على الكثير من فرص العمل من خلال التكنولوجيا".

وحذّرت من تغيّر المناخ قائلة: "ستكون له عواقب اقتصادية فادحة على المدى الطويل، ونحن بالفعل نشهد هذا. أعتقد بأنها أول مرة يرى الناس في حياتهم اليومية الثمن الذي ندفعه جراء التغيرات المناخية الخطيرة (مثل الترشيد في المياه، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بسبب الصدمات الناجمة عن الطقس). تغير المناخ يعد أحد تلك القضايا التي يحدث فيها تحول في المزاج العام ورغبة في معالجتها، وأعتقد بأنه رغم أن الأمر يبدو كأنه ينتمي إلى المستقبل البعيد، فإننا نشعر بالعواقب الآن، وآمل أن يحفز هذا قادة العالم على التحرك".

وكشفت عن الاتجاهات الأكثر إثارة للاهتمام في الاستثمار العالمي قائلة: "المحركان الرئيسيان الجديدان هما التكنولوجيا والمناخ، وهناك الكثير من الاستجابات الجديدة المبتكرة للمناخ، سواء كانت طاقة ابتكارية أو مواد بناء أكثر ملائمة للمناخ، وهناك أيضا نظم مبتكرة لإنتاج الأغذية أقل ضررا بالبيئة وتقلل من الأثر الكربوني، لذلك أعتقد بأن هذه الظواهر الرقمية والخضراء تتداخل في كل شيء من الغذاء وحتى الطب والتعليم، وكانت هناك محاولات في الماضي من قبل العديد من الدول لمحاولة تقدير حجم الاقتصاد غير الرسمي، ولكن المشكلة هي أنه، وكما يطلق عليه، فهو اقتصاد غير رسمي، أي أنه من الصعب قياسه، لذا فإن موثوقية البيانات متدنية للغاية، وأعتقد بأنه ما أود أن أركز انتباهي عليه هو تقليل الطابع غير الرسمي نفسه، فلماذا كل هذه الشركات غير رسمية؟ لماذا لا يدخلون في المنظومة الرسمية؟ ما هي العقبات التي تواجهها وكيف يمكن زيادة الطابع الرسمي؟ الطابع غير الرسمي يضر بالإنتاجية، ولا يمكن لهذه الشركات الحصول على التمويل، ولا يمكنها المشاركة في شبكة التأمين الاجتماعي، وقد تكون هناك بعض الأسباب الواضحة والمتعلقة بالسياسات والتي تجعل هذه الشركات تبقى غير رسمية ومعالجة هذه الأسباب سيكون أكثر نفعا".

وتحدَّثت عن التحديات التي واجهتها كامرأة وكمصرية وصلت إلى مثل هذه المكانة المرموقة في عالم الاقتصاد، قائلة: "من المؤكد أنني واجهت نفس التحديات التي واجهتها العديد من السيدات العاملات، فجميعهن (وبخاصة عندما يكن أصغر سنا) يواجهن مشاكل في أن يجدن من يستمع إليهن ويأخذ كل آرائهن في الاعتبار، في حين يحصل زملاؤهن من الرجال على فرص أكبر في أن يجدوا من يستمع إليهم. لقد واجهت كل هذه الأشياء، لكنني أرى أن الأمور آخذة في التغير، وأعتقد بأن هذا بسبب وجود الكثير من الشابات القادرات في وقتنا الحالي، وهن أكثر وعيا بحقوقهن وما يمكنهن القيام به وما هي قدراتهن، كما أن توقعاتهن باتت مختلفة، لكني أرى أن السياسات الخاصة بمكان العمل لم تتواكب حتى الآن مع توقعاتهن وأنظمة الدعم التي يحتجن إليها مثل الحصول على رعاية جيدة لأطفالهن والتمكن من الحصول على إجازة وضع حتى يتمكن من تكوين أسر وفي نفس الوقت يحافظن على وظائفهن، لذا يجب مواكبة طموحاتهن وتوقعاتهن. وأرى أن هذا الجيل من السيدات الأصغر سنا سيطلبن ذلك التغيير وإنني أعتقد حقا أننا على أعتاب تحول كبير في ما يتعلق بالأدوار الاقتصادية والسياسية للمرأة، ولهذا فإن لدي حماسة شديدة لرؤية ما يمكن أن يفعلن".

 

قد يهمك أيضًا :

مصر تعلن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي

  السعودية تحث دول "أوبك بلس" على مواصلة خفض إنتاج النفط

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعمت شفيق تُؤكّد أنّ الطبقة الوسطى في مصر تتآكل جرَّاء خفض الدعم نعمت شفيق تُؤكّد أنّ الطبقة الوسطى في مصر تتآكل جرَّاء خفض الدعم



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 05:11 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 صوت الإمارات - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 05:46 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كاندي كراش تربح شركة "كينج" 1.33 مليار دولار

GMT 17:52 2014 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

منع بيع لعبة فيديو عنيفة ومثيرة للجدل في أستراليا

GMT 19:29 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منتجع أليلا مكان مميز في بلدة Payangan

GMT 03:28 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنواع الكورتيزون المستخدم لعلاج تساقط الشعر والثعلبة

GMT 23:50 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أحدث أجهزة ألعاب الفيديو قريبًا في الأسواق

GMT 16:43 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة الثلاثاء في مدينة الرياض

GMT 23:13 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"زهر" رواية للراحل جمال أبو جهجاه

GMT 20:43 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 05:27 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

فافرينكا يتقدم في بطولة مدريد للأساتذة

GMT 04:20 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل وشروط التقدّم لوظائف وزارة الزراعة المصرية

GMT 21:15 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ماليزيا تختنق جراء نيران الغابات المتصاعدة في إندونيسيا

GMT 17:24 2013 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ماجد حسنين من قلقيلية يحصل على دكتوراه من الهند

GMT 17:23 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

مراهق ينفق 8 آلاف دولار على لعبة فيديو من بطاقة والده
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates