وصف مختصون قنوات التواصل، التي تم تخصيصها من قبل الجهات المعنية في الدولة للإبلاغ عن حالات الإساءة، التي يتعرض لها الأطفال بأنها منافذ آمنة لبلاغات البراعم وحمايتهم من الإساءة.
وطالبوا عبر «البيان» بضرورة التعامل بشكل سليم مع مختلف هذه البلاغات عن طريق انتقاء الكلمات والاستفسارات الموجهة لهم تجنباً للتأثير على نفسيتهم، وكذلك تنظيم فعاليات تجمع الأهالي بالمختصين، للتعريف بأفضل أساليب التوعية للأطفال، التي تتناسب مع قدراتهم الاستيعابية.
وأكدوا أن دعم منظومة العمل في هذه الجهات المتخصصة والموثوقة يستدعي وضع نهج منسق للتعامل معها، تتشارك فيه المؤسسات ذات العلاقة، إلى جانب التعريف بهذه القنوات، وكذلك تعزيز الوعي بدواعي استخدامها بشكل شمولي.
وكانت مكالمة قد وردت إلى إحدى قنوات خطوط النجدة يشتكي فيها طفل والده، الذي حرمه من استخدام هاتفه المتحرك كنوع من العقاب لتراجع مستواه الدراسي، حيث تم نصح الطفل وذويه وتوجيههم بما يعود بالمنفعة وتوعيتهم بأن الخط تم إنشاؤه لغايات تحقيق المصلحة الفضلى للطفل في حال تعرضه لأي شكل من أشكال الأذى، فيما أكد متعاملون أن بعض الاتصالات، التي ترد تكون بسيطة، ومنها ما ينطوي على مفارقات طريفة.
تثقيف مجتمعي
وأكدت غنيمة البحري، مدير إدارة الرعاية والتأهيل في مؤسسة دبي لرعاية النساء أن المؤسسة تلقت العديد من المكالمات، التي تندرج ضمن المكالمات الودية من الأطفال، والتي وردت إليها عبر مركز الاتصال الخاص بالمؤسسة، لا سيما عقب تداول حلقة كاملة عن خدمات المؤسسة في مسلسل شعبية الكرتون، الذي تم بثه في شهر رمضان في أحد الأعوام السابقة، وذيلت برقم مركز الاتصال (800111 )، والذي تلقى اتصالات عديدة في اليوم التالي من أطفال يستفسرون عن المؤسسة، وما إذا كانت بالفعل قائمة، وعن دورها في حمايتهم.
أبرز المبادرات
وقالت: «إن مبادرة العلاج النفسي بمساعدة الحيوانات الأليفة تعتبر من أبرز المبادرات، التي أطلقتها المؤسسة، وهي عبارة عن برنامج علاجي نفسي مبتكر بمساعدة الحيوانات الأليفة لدعم الأطفال والبالغين من ضحايا العنف والاستغلال، وهو علاج بديل عن الجلسات النفسية التقليدية فيما قد يعتبر علاجاً تكميلياً لتلك الجلسات، حيث يعمل على تحسين الحالة المزاجية، وتخفيف حدة الألم الناتج عن الخبرات المؤلمة والناتجة عن تعرض الضحايا للإساءة.
من جهته شدد الدكتور جاسم المرزوقي المستشار النفسي والأسري والتربوي على ضرورة التعامل بشكل سليم مع بلاغات الأطفال عن طريق انتقاء الكلمات والاستفسارات الموجهة لهم تجنباً للتأثير على نفسيتهم، والتي قد تصل لحد إصابتهم بعقد نفسية، وترك بصمات واضحة على شخصيتهم المستقبلية، ما قد يحرمهم من العيش بسلام.
فعاليات متنوعة
وأوصت ناعمة الشامسي مستشارة زوجية ونفسية وأسرية بتنظيم فعاليات متنوعة، تجمع الأهالي بالمختصين، للتعريف بأفضل أساليب التوعية للأطفال، التي تتناسب مع قدراتهم الاستيعابية، ولا تمس ثقتهم بالمجتمع والناس، إلى جانب الحديث حول أساليب الحوار والمكاشفة بينهم وبين أهاليهم، وتعزيز التنسيق بين الأهالي والمؤسسات الأكاديمية والمجتمعية لتوحيد الجهود لحماية الأطفال، والحفاظ على نشأتهم السليمة.
وفي سياق متصل تحدثت المستشارة النفسية والأسرية هيام أبو مشعل عن أهمية محور التوعية «للأطفال» فيما يتعلق باستخدامات خطوط النجدة، التي يتم تخصيصها من قبل الجهات المعنية، وأنها وضعت لغايات توفير قنوات يستعين بها الطفل عند الحاجة، وتعليمه كيفية التعرف على المواقف الطارئة، ومتى يجب الاتصال بالجهات المختصة للحصول على المساعدة.
خطوط حمراء
وتابعت: «يجب على الأهل والمربين أن يكونوا متاحين للاستماع والدعم عندما يحتاج الطفل إلى الحديث عن مشاكله أو تجربته وما حدث معه، حيث يحتاج الأبناء إلى وضع خطوط حمراء لحمايتهم نفسياً وجسدياً».
وأفاد يعقوب الحمادي اختصاصي تربوي بأن دور المؤسسات التعليمية مهم للغاية في تعريف الأطفال بخطوط نجدة الطفل ودورها وكيفية استخدامها، مشيراً إلى أن الجهات التعليمية حريصة على تعريف الطلبة بكافة مراحلهم الدراسية بسياسة حماية الطفل ورؤيتها وأهدافها، حيث يأتي ذلك في سياق خلق حالة من الوعي لدى الجيل الناشئ، وتبصيره بسبل الحماية والوقاية أيضاً.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك