الدوحة - قنا
ضمن الحملة الوطنية للصحة النفسية المستمرة، حثت الدكتورة حنان ديربي، استشاري أول الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية أولياء الأمور لملاحظة أعراض مرض الكآبة الذي قد يطرأ على الأطفال على عكس الفكر السائد بأن الأطفال لا يتأثرون بالأوضاع حولهم، وقالت إن معرفة الأعراض والعلامات تمكن أولياء الأمور من الحرص على علاج أطفالهم خلال أي فئة عمرية إذا تعرضوا للاكتئاب.
وقالت الدكتورة ديربي: "هناك معتقد راسخ بأن الأطفال لا يعانون من الكآبة ولكن في الواقع هناك نسبة ملحوظة من الأمراض النفسية التي تظهر لدى المراهقين – معظمها قبل سن 14، وهذا المعتقد يسبب المشاكل؛ لأن أولياء الأمور لا يتخيلون احتمالية إصابة أولادهم بالكآبة ولا يعتقدون أنهم يحتاجون إلى العلاج والدعم اللازم".
وقالت الدكتورة ديربي: "ظهور أعراض وعلامات الكآبة لدى الأطفال يكون بشكل مختلف عما يظهر لدى الكبار، فأعراض الكآبة لدى الأطفال والمراهقين تظهر على شكل انخفاض بعلاماتهم الدراسية أو الانطواء اجتماعيًا أو أسريًا ومن الممكن أيضًا ظهورها على شكل سلوك سيئ خصوصًا في الأولاد، كما أن عدم الاهتمام والمشاعر المتأرجحة وآلام الجسد قد تؤشر إلى أعراض الكآبة".
وأوضحت أن من واجب أولياء الأمور ملاحظة مدة وشدة الأعراض قائلة: "الأمر الأساسي لك كولي أمر هو الانتباه للأعراض وتتبعها ولو استمرت ليوم أو يومين، فلن تكون هناك أعراض للكآبة ولكن في حال استمرار الأعراض فمن المستحسن عرضها على طبيب للاستشارة".
وقالت الدكتورة ديربي: " إن أعراض الكآبة تتشابه مع أعراض أخرى تصيب الأطفال ولكنها ليست مرتبطة بأمراض نفسية ويجب ملاحظتها واستكشافها، ولذا فإن زيارة الطبيب بأسرع وقت ممكن سوف يساعد في تفادي الإصابة بأمراض أخرى كخلل الغدة الدرقية أو فقر الدم.
وأضافت: " الكآبة تحتاج إلى العلاج كأي مرض آخر ولن تختفي بين ليلة وضحاها ويستطيع خبير الصحة النفسية للأطفال تقييمهم ومناقشة افضل الخيارات للعلاج".
وسلطت الدكتورة ديربي الضوء على بعض الأمور التي تجعل الأطفال والمراهقين أكثر عرضة للكآبة ومنها سوء تعامل العائلة معهم والإساءة للطفل من قبل أقرانه والعنف الجسدي والتحرش الجنسي والضرر العاطفي والتاريخ المرضي للإصابة بالكآبة أو أمراض اخرى من أمراض الصحة النفسية في العائلة، وكلها عوامل المخاطر، وشددت بأن ما ذكر أعلاه لا ينحصر فقط في التسبب بمرض الكآبة".
وتعالج الكآبة لدى الأطفال بعدة طرق، وتذكر استشارية أولى الطب النفسي أن العلاج النفسي الفردي يعتمد على العلاج بالتحدث وعمل الأسرة وفي بعض الحالات تناول العقاقير الطبية، ويتم تقييم حالة كل طفل بحسب حاجته، وعلى أساس ذلك يتم تحديد ورسم خطة العلاج لاستعادة صحته الكاملة".
وقالت الدكتورة ديربي إن هناك عدة معتقدات خاطئة بشأن الصحة النفسية، ومن أهمها القلق والوصمة غير الصحيحة المتجذرة في معتقدات المجتمع وأضافت: "نحن في مؤسسة حمد الطبية نرى باستمرار أولياء الأمور يتخطون القلق والوصمة بعد جلوسهم وتحدثهم مع فريق المختصين وتوعيتهم عن حالة الطفل ومعرفتهم ببدء أطفالهم في الطريق إلى التعافي".
واختتمت بقولها إنه في حال القلق بشأن طفلكم وبأنه يعاني من الكآبة، نرجو منكم مناقشة ذلك مع طبيبكم الحالي لتحديد موعد مع طبيب متخصص أو طبيب الرعاية الصحية الأولية والذي سيحدد مدى حاجة وضرورة الإحالة لقسم الصحة النفسية.
أرسل تعليقك