أبو ظبي - صوت الإمارات
تعامل جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية منذ بداية العام الجاري وحتى الأن مع 10 شائعات غذائية متنوعة، كان آخرها التأكيد على عدم صحة ما يتم تداوله من معلومات عن خطورة حلوى «الجيلي كولا» وتسببها للسرطان، موضحاً أنه لم يتلقَ أية اخطارات من المنظمات العالمية حول هذا المنتج، كما ان المعلومات المتداولة لا تستند إلى مراجع علمية دقيقة.
وقال محمد جلال الريسي مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية إن الشائعات الغذائية من الأمور المتوقعة خاصة مع الطفرة غير المسبوقة التي نشهدها حالياً على صعيد تداول الأخبار وثورة المعلومات لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن الأمر الأهم في هذا الموضوع هو الكيفية التي يتم من خلال مواجهة هذه الشائعات ووأدها من لحظة ظهورها منعاً لامتداد تأثيرها لقطاع عريض من الجماهير، فالرد عليها جميعاً دوما لا يستغرق أكثر من ساعات بسيطة، ويتم باستخدام مختلف وسائل التواصل المتاحة.
وأوضح ان الجهاز يمتلك منظومة تدقيق علمية شاملة للتعامل مع هذه الشائعات الغذائية تستند على ثلاثة محاور أساسية، المحور الأول منها يتعلق بسوق الغذاء العالمي فالجهاز من خلال عضويته في شبكة السلطات الدولية المعنية بالسلامة الغذائية «إنفوسان»، يتلقى كافة الإخطارات الغذائية المتعلقة في جزء منها بعدم سلامة منتجات أو سحب منتجات من دول مختلفة، الأمر الذي قد يكون سبباً في ظهور شائعة بوجود هذه المنتجات داخل الدولة وهو أمر غير دقيق.
وأضاف أن المحور الثاني يتعلق بالسوق المحلي، فهناك خطة فورية ينفذها الجهاز بمجرد ظهور الشائعة تحمل بعداً احترازياً في المقام الأول، وذلك عبر الإيعاز لفريق مفتشيه بسرعة تغطية الأسواق وسحب عينات من المنتجات محل الشائعة للتدقيق عليها والتأكد من سلامتها، أما المحور الثالث فيعلق بالية الرد على هذه الشائعة فمثلما يكون تداول هذه الشائعة على نطاق واسع قد يصل في بعض الأحيان، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني، إلى إرسال رسائل نصية على الهواتف بفحوى هذه الشائعة.
وبالتالي فإن الجهاز تكون آلية رده على هذه الشائعة على نفس المستوى ويعتمد على الرد الفوري عليها في فترة لا تتجاوز ساعات قليلة وذلك عبر مختلف وسائل التواصل المتاحة لاسيما وسائل التواصل الاجتماعي « فيسبوك» و«تويتر».
وأشار الريسي إلى أن جميع هذه المحاور الثلاثة تتكامل فيما بينها ونخرج بواسطتها برد علمي دقيق على هذه الشائعة الغذائية في مدة لا تتجاوز الساعات القليلة، فعلى سبيل المثال عند تلقي اخطار من الشبكة الدولية بوجود شبهة غذائية في منتج ما تم سحبه من بريطانيا، وما قد يصاحبه من شائعة حول وجود هذا المنتج بالدولة، نتحرك على الفور ونقوم باللجوء للمحور الثاني في عملها المتعلق بالسوق المحلي عبر التدقيق والتفتيش وفحص العينات ومراجعة الشحنات الواردة عبر المنافذ الحدودية، لنخلص في النهاية إلى نتيجة نقوم بنشرها للجماهير عبر آلية اتصال شاملة وفق ما ورد بالمحور الثالث.
وأضاف: «هناك شائعات نصنفها في فئة «الشائعات الموسمية» التي يتوقعها الجهاز بشكل سنوي لارتباطها بمناسبات تشهد حراكاً في سوق الغذاء، وعلى الرغم من تأكدنا من عدم صحتها إلا أننا نحرص على التحقيق منها وفق النظام المتبع للتعامل مع أي شائعة، وتفنيد أسباب عدم صحتها للجماهير، ومن أبرز أمثلتها الشائعات الثلاث التي تعاملنا معها في رمضان، ففي الأيام الأولى للشهر الكريم خرجت علينا شائعة غذائية تتحدث عن تسبب أحد المشروبات المشهورة التي تحظى بإقبال كثيف من المستهلكين في رمضان للسرطان، تلتها شائعتين حول وجود لحوم سورية مسرطنة ودجاج مجمد بالأسواق تسبب السرطان، حيث تم التعامل مع هذه الشائعات بشكل فوري والتأكيد من عدم صحتها».
مواقع التواصل الاجتماعي تكون سبباً حسب محمد جلال الريسي في بعض الأحيان بتجدد الحديث عن شائعات تم الرد عليها مراراً وتكراراً إلا أنه وبفعل تعاطي الجماهير مع هذه الوسائل الحديثة من التواصل سريعة الانتشار تظهر مجدداً، ومنها على سبيل المثال شائعة أكواب الفوم والأكواب البلاستيكية والزجاجية وتسببها للسرطان.
وعن دور المجتمع في التصدي لهذه الشائعات، اكد الريسي على ضرورة عدم الانسياق وراء الشائعات التي يتم بثها عبر شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أو عبر الرسائل النصية، والاعتماد على الجهة المعنية للحصول على المعلومة الصحيحة منها، مشيراً إلى أن الجهاز يوفر آلية فورية للرد على الشائعات حول حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، فمجرد إرسال استفسارات مع الجماهير يتم التجاوب معها على مدار اليوم دون ارتباط بأوقات العمل الرسمية.
أرسل تعليقك