افتتحت في دبي فعاليات الدورة السابعة لمؤتمر الإمارات لأمراض السرطان الذي يقام تحت رعاية نائب حاكم دبي وزير المالية الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وتنظمه شعبة السرطان بجمعية الإمارات الطبية بالتعاون مع جائزة الشيخ حمدان بن راشد للعلوم الطبية تحت شعار "تعزيز التميز في علم الأورام" وبمشاركة نخبة من المتحدثين المتخصصين من مختلف دول العالم .
وتوجه رئيس مجلس الإدارة مدير عام هيئة الصحة بدبي حميد محمد القطامي في كلمة لدى افتتاحه المؤتمر بفندق إنتركونتتنتال فستسيفال سيتي، بالشكر إلى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم لدعمه المستمر للقطاع الطبي ورعاية سموه لفعاليات هذه التظاهرة العلمية المهمة التي تركز على مناقشة القضايا والإشكاليات المتصلة بواحدة من أهم التحديات التي تواجه التنمية البشرية في العالم وهي أمراض السرطان .
وقال إنه وبالرغم من التقدم السريع الذي يشهده عالمنا الآن في شتى المجالات وتفوق الإنسان وما حققه من إنجازات نوعية على ساحة الإبداع والإبتكار إلا أن ثمة تحديات كثيرة ما زالت تؤرق المجتمع الدولي وشعوبه وأبرز هذه التحديات مجموعة الأمراض المزمنة والسارية ومن بينها أمراض السرطان التي أصبحت اليوم أشد فتكا وتهديدا للنمو البشري والتنمية المستدامة .
ولفت إلى حقيقة الأوضاع التي يواجهها العالم الآن بسبب أمراض السرطان - بأنواعها المختلفة، والتي تبدو شديدة الصعوبة ولاسيما أن هذه الأمراض تعد في مقدمة أساب الوفيات حيث يفقد العالم أكثر من 8 ملايين شخص سنويا بسبب السرطان فضلا عن حالات الإصابة السنوية التي تصل إلى 14 مليون حالة وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية الرسمية .
وأكد القطامي أن هذا الوضع المؤلم لنا جميعا والمهدد لحياة الملايين من الأفراد يجعلنا أمام تحديات مباشرة تحتم علينا الوقوف جنبا إلى جنب مسؤولين وخبراء ونخب طبية ومراكز بحثية عالمية من أجل استحداث أنظمة أكثر تطورا للوقاية وعلاجات ناجعة أكثر نفعا للمصابين بهذا النوع من الأمراض .
ونوه بإدراك دولة الإمارات لحجم المخاطر الناجمة عن أمراض السرطان التي تواجه العالم وبلدانه وشعوبه من دون استثناء وهي تعمل على تسخير جميع الإمكانيات من أجل الحفاظ على مجتمعنا من الأمراض السارية وحتى الوبائية مشيرا إلى أن دبي ممثلة في هيئة الصحة تعمل على تطوير إجراءات الوقاية والإسهام بفاعلية في جهود العالم الرامية إلى الحد من انتشار السرطان وآثاره السلبية الواسعة على القوى البشرية .
كما أكد على أهمية إنشاء مراكز طبية وبحثية متخصصة لهذا المرض وهو ما سوف تتجه إليه هيئة الصحة بدبي في المرحلة المقبلة وما تطمح إليه وهي تمضي إلى تقديم نموذج صحي متكامل من الطراز الأول .
ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من ألف و 200 مشارك بينهم 200 متحدث ، ويتضمن تسع جلسات علمية وخمس ورش عمل وأكدت أن الجلسات العلمية للمؤتمر ستعزز من أسلوب إتباع المنهجيات متعددة المجالات في التعامل مع أورام الرئة والجهاز الهضمي وأورام الرأس والعنق وجراحة الصدر والصحة النسائية والتمريض والتغذية والتصوير الشعاعي وإستخدام المسكنات وغيرها .
وإشتملت جلسات اليوم الأول للمؤتمر على ورشة العمل الجراحية التي تم بثها بشكل حي على الهواء مباشرة من الهند حيث تضمنت عمليات جراحية أجراها جراحون خبراء من مستشفى "تاتا ميمورايل" شملت حالات لسرطان الثدي وسرطان الغدة الدرقية وإستئصال المعدة وإستئصال البروستات بالروبوتات .
وتهدف هذه الورش إلى تعريف الجراحين في دبي على أحدث تقنيات وأساليب إجراء العمليات الجراحية عبر إتاحة فرص مميزة للتعلم من خبراء عالميون في هذا المضمار .
وناقشت جلسات اليوم الأول التي شارك بها خبراء في مجال سرطان الثدي من الإمارات والولايات المتحدة وباكستان مختلف أشكال هذا السرطان وأحدث منهجيات التعامل معه بصفته واحدا من أكثر أصناف السرطان شيوعا لدى النساء في المناطق النامية والمتقدمة على حد سواء إضافة إلى مناقشة دراسات لحالات عديدة من قبل إختصاصيين من لبنان ومصر والسعودية بهدف إطلاع الحاضرين على آخر المستجدات في هذا المضمار .
وتطرقت الجلسات إلى موضوع التغذية والمبادئ التوجيهية التي يجب على الناجين من السرطان إتباعها مع إستعراض دراسة حول الأنظمة الغذائية الموصى بها لهذه الشريحة من الناس والتطرق إلى مواضيع عديدة مثل إدارة الوزن والسكر والتوابل والمكملات الغذائية وغيرها من الجوانب الهامة أثناء وبعد علاج السرطان .
وناقش المؤتمر ضمن ورشة العمل التي نظمتها جمعية تمريض الأورام أهمية تثقيف الممرضات بسبل العناية بمرضى السرطان وتعريفهن على أبرز مهارات التواصل المطلوبة .
أرسل تعليقك