الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شجاعة تاريخية لسلام العالم
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شجاعة تاريخية لسلام العالم

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شجاعة تاريخية لسلام العالم

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
أبوظبي - صوت الإمارات

في اليوم الدولي للسلام، تبرز أسماء مميزة لقامات قدمت إسهاماً كبيراً، وبذلت جهداً عظيماً، في تحصين البشرية ضد شرور العنف والكراهية، وتعزيز السلام، وتمكين التعايش والتسامح في مجتمعاتها. وفي صدارة هذه الأسماء، يبرز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، برؤيته الثاقبة، ومسيرته المعطاءة، وكذا بشخص سموه، الذي يتحلى بسمات أساسية، لعل من أبرزها، الحس القيادي العالي، والنظرة الاستراتيجية بعيدة المدى، والاهتمام الشمولي والتفصيلي بالشأن العام. وهذا ما هيأ له أن يبرز مبكراً في قائمة الزعامات الدولية، التي يشار إليها بالبنان.

وتجلت صفات سموه هذه، بأوضح صورة، مسنودة بسمات أخرى حاسمة، فقد اقترنت في شخص سموه القدرة على تحديد الأولويات، وإدراك الحاجات، ورسم الغايات، وبالتالي، رسم السياسات والاستراتيجيات، ثم وضعها موضع التنفيذ.

وهذا كله، يلقي الضوء على ما تميز به سموه من خطى ثابتة، ونظرة واثقة، يسيران جنباً إلى جنب مع شجاعة الفعل، والجرأة في استشراف المستقبل، والإقدام في التصدي للتحديات، والنهوض بالمسؤوليات.

وفي هذا النهج الثابت، والدور الريادي الذي تصدى له صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، صنع مسيرته رجلاً للسلام، لا يحيد عن دربه، متمسكاً بثوابته ومبادئه، في وفاء للثقافة الإماراتية القائمة على هذه القيم الحضارية، متمثلاً سيرة الأب المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه ، ومسترشداً بقيادة أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وفي التقاء مع التجربة الثرية لأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

محددات جوهرية
تبرز في ثنايا رؤية سموه، محددات واضحة، وموقف ثابت، فالسلام هو المعركة الأصعب والأقسى التي يمكن أن يخوضها شعب ما، أو قائد سياسي.

وهذا قدر الريادة والقيادة.ولا يمكن بحال من الأحوال، التصدي لهذه المعركة الأقسى، دون رؤية استراتيجية، تأخذ بالأسباب، وتهتم بالغايات، وتزن المعطيات بميزان العقل والرشاد، وتصوغ الحيثيات وتتدبرها بحنكة وحكمة.

إن رؤية سموه الاستشرافية تقوم على محددات جوهرية:

السلام باعتباره ثقافة وطنية: وفي هذا المقام، تبرز تقاليد التسامح والتعايش السائدة تاريخياً في الدولة، جزءاً رئيساً من الثقافة الوطنية، التي حظيت برعاية قادة الدولة منذ عهد الآباء المؤسسين، وحتى اليوم.

السلام باعتباره خياراً استراتيجياً: وهنا، ليس السلام خطوة سياسية. إنه غاية نهائية، لا ترتيباً مؤقتاً، ولا إجراءً طارئاً. إنه الطريق الذي من خلاله يمكن الوصول إلى تثبيت الاستقرار في المنطقة، وانتشالها من التوتر والتدخلات الخارجية.

السلام باعتباره مساراً تنموياً: إنه يجنب المنطقة إهدار مواردها، ويتيح لها توجيه طاقاتها نحو البناء والازدهار.

وهنا، يحضر الإيجاز الذي أودعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في قصيدته الموجهة إلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تحت عنوان «بطل السلام»، التي فيها عدّد سجايا سموه، وأشاد برؤيته الثاقبة، وشجاعته النادرة.

خطوات ومراحل
مرت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للسلام، بمسار طويل من التجربة والخبرة في القيادة والسياسة، كما أنها تأتي نتيجة لإنجازات تراكمت طوال سنوات وعقود، وثمرة لقطع مرحلة هامة من البناء الداخلي على صعيد الدولة والمجتمع، والخارجي، على صعيد بناء علاقات شراكة استراتيجية مع أغلب عواصم العالم.

وفي هذا المضمار، تم إنجاز الكثير في مدة قياسية، فقد تم تفعيل الدبلوماسية الإماراتية، وإسنادها بدبلوماسية ثقافية، وبلغت هذه الجهود أوجها في وصول جواز السفر الإماراتي إلى مرتبة جواز السفر الأكثر قبولاً في العالم.

وفي السياق ذاته، وسعت الدولة من جهودها في تعزيز العلاقات والتبادلات السلمية، فاستثمرت في الحفاظ على معالم التراث الإنساني العالمي، فتبنت المشاريع لإعمار وترميم والحفاظ على هذا الإرث. وهو ما ساعد على لفت الأنظار إلى موقف الإمارات من قضايا السلام والتعايش.

وفي ذات الوقت، تبنت الدولة شراكات استراتيجية مع العديد من دول العالم، في مجالات متعددة، في الاقتصاد والعلوم والصحة والتعليم، وغيرها. ونجحت في الأثناء بلفت أنظار العالم إلى أولوية قضايا التنمية والإنسان. في حين تبنت جهود وساطة لفض النزاعات المزمنة بين الدول، وأسهمت في إحلال السلام بين الشعوب، بما لفت إلى أهمية نبذ العنف والصراعات المسلحة، وتحويل الأنظار إلى قيم الشراكة والتعايش.

ومن جانب آخر، استثمرت الإمارات، بدعم من قيادتها، في قيم الانفتاح على ثقافات العالم، وتعزيز قيم التسامح والتعايش في المجتمع، وبناء منظومة تستوعب التنوع والتعددية وقبول الآخر.

ولم تتوقف عند هذا الحد، فقد تم بناء منظومة تشريعية وقانونية تعزز ذلك، وتجرم أشكال التمييز والكراهية والعنصرية، وتكفل إنسانية الإنسان، بغض النظر عن عرقه ولونه ومعتقده. وإلى جانب ذلك، برزت الإمارات بين أكثر البلدان في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، وانتهجت في ذلك مبدأ إغاثة الملهوف، أينما كان، ومهما كان.

في الداخل، نجحت الدولة في توطين مفاهيم وقيم السلام، من خلال البناء على تقاليدها العريقة في هذا المجال، فأرست مفاهيم الأخوة الإنسانية والتسامح والتعايش، كما أسهمت في تعزيز الموقف الدولي في مكافحة التطرف والإرهاب والتمييز بكافة أشكالها.

أسس وثوابت
تستوعب رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قضايا المنطقة بعمومها، ومن بينها القضايا المتعلقة بالتعليم والفقر والصحة والبيئة، كما أنها تولي عناية كبيرة للقضايا العربية، خاصة قضية فلسطين.

وفي الإجمال، فإن رؤية سموه، تنظر إلى السلم العالمي ككل واحد لا يتجزأ، وتتعامل معه من خلال سياق شمولي، يربط السياسي بالاقتصادي بالاجتماعي، في وحدة تندرج في إطارها المفاهيم الأساسية، التي تمس حياة البشرية، وتؤثر في أمنها.

وبما يتعلق بالقضايا العربية، خاصة قضية فلسطين، تضع رؤية سموه أسساً واقعية للتعامل معها، تقوم على أن السلام جائزة لكل شعوب المنطقة، وليس مكسباً لشعب دون آخر.

وفي رؤية سموه، يبرز السلام تأكيداً على مسار سياسي تفاوضي للحل. ومن هنا، توخت الإمارات وتمسكت بإصرار، بتجميد خطة ضم إسرائيل لأراضٍ فلسطينية (المستوطنات وغور الأردن وشمال البحر الميت)، وهي الخطة التي لطالما مثلت قنبلة موقوتة، كان من شأنها تفجير الأوضاع، والقضاء على فرص حل الدولتين.

وفي السياق ذاته، تؤكد رؤية سموه، على أن السلام مسار نحو حل عادل وشامل ودائم. وهي من هنا، تقدم ما من شأنه سحب البساط من تحت أقدام التدخلات الإقليمية في القرار الفلسطيني، وفتح الباب أمام استئناف العملية السياسية القادرة على صنع سلام حقيقي، شامل، وعادل، ودائم.

من البديهي، أن ذلك يعني ضرورة وقف السياسات غير المتسامحة التي يعانيها الشعب الفلسطيني، وكبح السياسات التي ترفض التعايش معه، وتحاول إلغاءه كلية، وشطب حقوقه التاريخية، المعترف بها من قبل الشرعية الدولية.

وبالتالي، فإن الإمارات، باشتراطها وقف ضم أي أراضٍ فلسطينية، إنما كانت تؤكد أن فلسطين جديرة بتلقي رسالة سلام من الطرف الإسرائيلي، وأنها وشعبها يستحقان ذلك.

صانع السلام
ليس من المستغرب أن يبرز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم، بوصفه «صانع سلام»، وممثلاً لقيادة تراهن على المستقبل، ومواجهة التحديات بوسائل العصر، وبما يتفق مع روح الأخوة الإنسانية.

لقد وضع لذلك الرؤية المتكاملة، والاستراتيجية الفعالة، وشق طريقاً يقود المنطقة إلى الاستقرار والأمان، ويرسم المستقبل.

وقــــــــــــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــــضًأ :

وزير الخارجية الإسرائيلي يصف ولي عهد أبوظبي بـ"القائد الفذ"

محمد بن زايد وماكرون يؤكدان أهمية معاهدة السلام في استقرار المنطقة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شجاعة تاريخية لسلام العالم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شجاعة تاريخية لسلام العالم



GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates