إبراهيم الصلحي يُصغي إلى بوح أحلام الطفولة
آخر تحديث 16:03:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

إبراهيم الصلحي يُصغي إلى بوح "أحلام الطفولة"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - إبراهيم الصلحي يُصغي إلى بوح "أحلام الطفولة"

التشكيلي السوداني إبراهيم الصلحي
دبي - صوت الإمارات

«أنا أهتم دائماً بالوجه، وأركز على العيون وهي بالنسبة لي نافذة للوصول إلى دخيلة الإنسان أو الشخص الآخر»، هكذا تحدث التشكيلي السوداني إبراهيم الصلحي، المولود في عام 1930، في مدينة أم درمان. يعد الصلحي من أقطاب التشكيل في السودان ومن مؤسسي مدرسة الخرطوم التشكيلية، ومن رواد الحداثة الإفريقية والعربية.

يبدو أن «الآخر»، يمثل نقطة جوهرية في كل أعمال الصلحي، فهو ينتج رسالة بصرية جمالية وذات مدلولات فكرية، ويتجه بها نحو الآخر في حوارية يحرض فيها وجدانه من أجل تفاعل مبدع مع هذا الآخر لكي يفهم ذاته، وحول تلك النقطة، يقول الصلحي: «الرسالة التي أحرص على إيصالها من خلال أعمالي الفنية، هي ببساطة مخاطبة الذات الأخرى، إذ أحاول دائماً أن يكون العمل منطلقاً فكرياً يحرك وجدان الآخر لرؤية داخلية حتى يبدع المشاهد ويتجلى أمام نفسه».

أمضى الرجل سنوات عمره الممتدة في سبيل تشكيل ذائقة وثقافة بصرية، وظل مهتماً بالرسم والتشكيل كقضية وموقف حتى لقب ب«شيخ التشكيليين السودانيين»، إضافة إلى مواهبه الأخرى فهو ناقد وإعلامي قدم العديد من البرامج التلفزيونية في السودان، وخاض تجربة التمثيل السينمائي عندما جسد شخصية «الحنين»، في فيلم «عرس الزين»، رائعة الطيب صالح.

فكرة
الصلحي من الفنانين الذين يحشدون اللوحة بالفكرة والمعنى والموقف الفلسفي، إذ إن فن الرسم بالنسبة له لا يقف عند حدود الأبعاد الجمالية البصرية، بل هو أطروحة أو موقف فكري يهدف إلى فهم البعد الفلسفي في ما يقدمه الفنان للمجتمع، وبهذا المعنى فإن الصلحي لم يكن من نوعية المبدعين المنفصلين عن الواقع، بل كان منخرطاً في القضايا الثقافية والسياسية والوطنية، ومناضلاً حقيقياً حلّ ضيفاً على السجون والمعتقلات وخرج بحصيلة من الأعمال الفنية التي تنتمي إلى مرحلة السجن وتمثلها تماماً، ومن يطّلع على «دفاتر السجن»؛ تلك الكراسة التي تحمل رسومات وكلمات بخط اليد، يجد نفسه أمام فنان متنوع ومختلف، لذلك فإن من يريد الاقتراب من عوالم الصلحي، علية أن يكون حذراً ومسلحاً بالمعرفة، ذلك لأن لوحات الصلحي تنفتح على حقول فكرية وفلسفية، وعن ذلك يقول الصلحي: «لقد وصلت أخيراً إلى نتيجة مفادها أن العمل الفني ما هو إلا نقطة انطلاق لذهنية الفرد، وكأنه مرآة عاكسة تعيدنا إلى ذواتنا»، وبصورة أعمق، هنالك المجال الفكري الصوفي والذي يكاد يدخل كمكون ومشارك أساسي في جميع أعماله الفنية المتعددة، فاللوحة عند الصلحي فيض من الأسرار، ولابد أن تبذل حواسك في فهم وإدراك ومعاني مفرداتها البصرية، وحول هذا المعنى يقول الصلحي: «عليك أن تصغي إلى اللوحة لأنها تتكلم معك وتحدثك بأسرارها».

هوية
تعد لوحة «صدى أحلام الطفولة»، من أهم وأميز أعمال الصلحي، اشتغل عليها في الفترة بين 1961 و 1956، ونالت أرفع الجوائز الفنية الأكاديمية، وهي رسم زيتي، محتشد بالخطوط والتعرجات ذات الأشكال المختلفة، حيث إن كل خط يمثل فكرة قائمة بذاتها، وفي اللوحة نرى كتلة من البشر، وفيها شخص قوي البنية يشير إلى الأمام كأن التاريخ يشير إلى المستقبل، وفيها نساء عربيات وشخصيات بملامح فرعونية وشخص يحمل سورة الفاتحة، ففكرة اللوحة تشير إلى الهوية الحضارية السودانية الثرية والمتعددة المشارب، كما أن الطفولة المقصودة هي الماضي السحيق الذي تشكل منه السودانيون، وكلمة «صدى»، تشير إلى حاضر ومستقبل السودانيين كشعب يتكون من كل هذا الخليط، وكأن الحالة السودانية عبارة عن لوحة تشكيلية عميقة الخطوط وكثيرة الدلالات، وقد صارت اللوحة ضمن مقتنيات متحف «التيت»، البريطاني، وقد عرضت لأول مرة خلال معرض فردي للفنان في ألمانيا عام 1990، وتتكون من أربعة وعشرين جزءاً مرسومة بالحبر الأسود، وكان الصلحي قد أوضح أن العمل مستلهم من فكرة «أن الحقيقة يمكن أن تتكون من عدد من المفاهيم تتجلى في شكلها المادي، مثل تكوين لوحة مرسومة بالأبيض والأسود، يتيحان الفرصة عبر تداخلهما إلى ظهور لون ثالث»، وعبر اللوحة، يطرح الصلحي فكرة أن التراث جدار قوي نستند إليه لنتطلع بقوة نحو المستقبل.

وقــــــــــــــــــــــــد يهمك ايـــــــــــــضا 

افتتاح معرض "إشراقات نحتية" في مركز محمود مختار الثقافي الخميس

دمج التقنيات الحديثة مع الفنون التشكيلية بـ"معرض جماعي" في الجامعة الأمريكية بوسط القاهرة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إبراهيم الصلحي يُصغي إلى بوح أحلام الطفولة إبراهيم الصلحي يُصغي إلى بوح أحلام الطفولة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية
 صوت الإمارات - شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية

GMT 21:34 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 صوت الإمارات - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 05:11 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 صوت الإمارات - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 21:52 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 16:04 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Dontnod تعمل على لعبة جديدة لأجهزة الكونسل

GMT 14:12 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

منتجع ماغازان رحلة في أعماق التراث المغربي

GMT 14:05 2017 الأحد ,28 أيار / مايو

لاستوفو في شبه الجزيرة الضيقة "مُنعزلة"

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"جامعة أبوظبي" تطلق برنامج ماجستير في إدارة الأعمال

GMT 15:31 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد 8 أشخاص بينهم فتاة في قرية حران في السويداء

GMT 15:40 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"قصائد أولى" لأمل دنقل يجمعها شقيقه ليصدرها في كتاب

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 10:36 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأماكن السياحية في مالطا خلال 2020 تعرف عليها

GMT 18:42 2014 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

سوني تقول إن شبكة "بلاي ستيشن" مازالت تواجه مشكلات

GMT 07:40 2015 الخميس ,12 شباط / فبراير

اتفاقية لتشغيل منتجع جميرا جزيرة السعديات

GMT 02:44 2014 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مميزة للحصول على شعر ناعم دون تقصف

GMT 22:55 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

لمسات سريعة عصرية تغيّر ديكور منزلك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates