الشاعر الألماني يوهان جوته يُعبر عن شغفه باللغة العربية والثقافة الإسلامية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الشاعر الألماني يوهان جوته يُعبر عن شغفه باللغة العربية والثقافة الإسلامية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الشاعر الألماني يوهان جوته يُعبر عن شغفه باللغة العربية والثقافة الإسلامية

لغة القرآن الكريم والشعر العربي
برلين - صوت الإمارات

يعتبر الشاعر الألماني يوهان جوته (1749-1832) أحد أعظم أدباء ألمانيا والغرب عموماً، وقد كان مولعاً بدراسة اللغات واستكشاف البلدان في رحلات متعددة، أهمها الرحلة الإيطالية التي نشرت في مشروع «أدب الرحلة» الذي يرعاه الشاعر محمد أحمد السويدي.
وقد أولى جوته اللغة العربية، لغة القرآن الكريم والشعر العربي، أهمية كبيرة وعشق الخط العربي، وربما رأى فيه لمسة روحية أقرب ما تكون إلى الصوفية. وكان يرى أن التناغم أو الانسجام بين الكلمة والخط يوحي بعلاقة روحية لا مثيل لها في أي لغة أخرى. ومن روحانية الكلمة العربية نبع شغفه بالقرآن الكريم، وبروائع الشعر العربي، وخاصة شعر أبي تمام والمتنبي، وكذلك قصائد بعض شعراء ما قبل الإسلام، وبعض الشعراء الصعاليك.
ويبدي جوته إعجابه بالمنهج التقليدي في التربية العربية الإسلامية، بدءاً من قراءة القرآن الكريم إلى تعلم الخط وحفظ بعض قصار السور، إلى جانب أبيات من الحكمة في الشعر العربي. ويضاف إلى ذلك أن المزايا الفنية والجمالية في الخط والتنوع في كتابة الحروف العربية تمتاز بمسحة صوفية وروحانية، مستلهمة من وحي روحانية الإسلام والشرق بصورة عامة. وهذا مما ترك تأثيره الكبير في وجدان شاعر ألمانيا الكبير. وربما كان تعلقه بشعر المتنبي وأبي تمام يعود إلى كثرة أبيات الحكمة عند هذين الشاعرين.
ويعتبر الفيلسوف عبدالرحمن بدوي هو أول من ترجم ديوان الشاعر جوته إلى العربية بعنوان «الديوان الشرقي للمؤلف الغربي». ولكن أحدث ترجمة للدكتور عبد الغفار مكاوي جاءت فقط بعنوان «الديوان الشرقي» وأصدرته الهيئة المصرية للكتاب. ويشير د. مكاوي في مقدمته إلى عمق محبة جوته للقرآن الكريم وحفظه لعدد من الآيات، وخاصة من السور المكية.
ولا شك أن ثقافة جوته الواسعة واهتمامه بآداب الشرق وملاحمه من فارسية وهندية وصينية، قد توجهما بسعة اطلاعه على الثقافة العربية التي أولاها اهتماماً أكبر من أي ثقافة أخرى، انطلاقاً من محبته للقرآن الكريم والرسول محمد، صلى الله عليه وسلم.
وتشير بعض الدراسات العربية إلى أن جوته كان مولعاً باستعادة معاني العديد من الآيات الكريمة، ومنها قوله تعالى في سورة طه: «قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لي صَدْرِي ويَسِّرْ لي أَمْرِي واحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي»، كما كان يكتب بخط يده بعض الآيات والأحاديث والأبيات الشعرية، تعبيراً عن شغفه بها، وخاصة أن الكتابة باليد تساعد على الحفظ وترسيخ النص في الذاكرة.
وإذا تأملنا في أسباب تعلق جوته بالإسلام، انطلاقاً من القرآن الكريم وسيرة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، واهتمامه اللافت باللغة العربية وآدابها وعلومها، فإن روحانية الإسلام وتوجهه للناس كافة هما أول ما لفت نظر هذا الشاعر الكبير واستأثر بإعجابه وتقديره، كما أن العدالة في الشريعة الإسلامية، مقارنة بالقوانين في عصره، وخاصة التوصية باليتامى والوالدين وقيم الأسرة الفاضلة بصورة عامة في قوله تعالى: «ومِنْ آياتِهِ أنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أنْفُسٍكُمْ أزْواجاً لِتَسْكُنوا إلَيْهَا وجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً ورَحْمَةً، إنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون». وهنالك آيات كريمة أخرى كانت تأخذ بوجدان الشاعر ومشاعره، ومنها قوله تعالى: «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى»، وكثير غيرها.

قد يهمك ايضاً

مجوهرات الخط العربي لإطلالة فاخرة وناعمة

 

 

فنون الحروف العربية تزيّن شوارع مدينة جدة السعودية

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشاعر الألماني يوهان جوته يُعبر عن شغفه باللغة العربية والثقافة الإسلامية الشاعر الألماني يوهان جوته يُعبر عن شغفه باللغة العربية والثقافة الإسلامية



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates