مدريد ـ لينا عاصي
تسبب الإفراط في استخراج المياه الجوفية في حديقة إسبانية إلى تهديدها بالخروج من قائمة "التراث العالمي" في هيئة "اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة.
وأجمع بعض الخبراء أن إسبانيا يجب أن تتصرف بشكل عاجل لوقف استخراج المياه من محمية حديقة" دونيانا" الوطنية بشكل غير شرعي، محذرين من تعرض
الحديقة التي تتمتع بمزايا برية وطبيعية إلى الدخول في "قائمة مواقع التراث العالمي المهدد بالخطر"، وفقًا لما ذكرته صحيفة "غارديان" البريطانية.
وأشار تقرير صادر من هيئة الأمم المتحدة أن حديقة "دونيانا" الوطنية في منطقة "الأندلسية" بأسبانيا باتت تحت التهديد بسبب الطلب الكبير على المياه، بسبب وجود مزارع للفراولة تمد محلات بريطانية.
ويأتي هذا التحذير بعد فشل إسبانيا في الالتزام بالمهلة السابقة التي وضعتها اليونسكو لمعالجة هذه المشكلة في موعد أقصاه 1 كانون الثاني/ يناير 2012، ولكن مسؤولين في الحكومة الإقليمية اعترفوا بوجود "عملية تشاركية"، في حين يجري حاليًا وضع خطة رسمية لم يتم الموافقة عليها بعد.
ومن هنا توجهت أصابع الاتهام لبعض المنتجين في مجال استخدام الآبار المائية بشكل غير قانوني لسحب المياه من طبقات المياه الجوفية تحت الأرض، التي تعتمد على تلك الأبار كنظام بيئي يغذي جميع أفرعها.
وقال مندوبو اليونسكو في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي عقد أخيرًا في كمبوديا "إن الحكومة الإسبانية عليها اتخاذ تدابير لتنظيم استخدام المياه في محاولة لمنع المزيد من الضرر إلى الحديقة"، مطالبين السلطات الإسبانية بتقديم تقرير مستكملٍ عن حالة "الحفاظ على الحديقة" قبل 1 شباط/ فبراير 2014.
ويذكر أن أسبانيا هي أكبر دولة مصدرة للفراولة في جميع أنحاء العالم، مع نجاح صناعتها التي تبلغ قيمتها ما يقدر 400 مليون يورو.
ويتم إنتاج حوالي 90٪ من الفاكهة في محافظات "هويلفا" و"إشبيلية"، التي تحيط بحديقة "دونيانا"، وينتهي بها الأمر على رفوف محلات السوبر ماركت في المملكة المتحدة وبلدان أوروبية أخرى بما في ذلك فرنسا وألمانيا.
ولكن هذه الصناعة تمثل ضغطًا هائلاً على الموارد المائية في المنطقة، بسبب تحملها مسؤولية التلوث، بسبب كثرة استخدام الأغطية البلاستيكية والمبيدات الحشرية في إمدادات المياه.
أرسل تعليقك