القاهرة ـ عمرو والي
انتشرت في الأسواق المصرية أخيرًا عدد من منتجات المياه المعدنية مجهولة المصدر بالتزامن مع عدد من الشكاوى في الفترة الأخيرة من غلاء أسعار المياه المعدنية في الأسواق، واختلافها من منطقة لأخرى، حيث وصل سعر زجاجة المياه صغيرة الحجم إلى 2.5 جنيهًا بدلا من جنيه ونصف وقفز سعر كرتونة المياه المعبأة 20 زجاجة إلى 30 جنيهاً .
و في السياق ذاته قام "العرب اليوم" بجولة في محاولة لرصد هذا الأمر , وفي منطقة الدقي
في القاهرة قمنا بشراء زجاجة مياه تحمل اسم "بيور" حملت شكل وتصميم أحد الزجاجات من ماركة "أكوافينا" الشهيرة، ولكن بلون غطاء مغاير للأصلي وعند سؤال صاحب السوبر ماركت قال " لا أعلم, واستغربت من تغيير لون الغطاء أيضاً"، مشيراً إلى أن أحد الموزعين قام بالمرور عليه، ومع زيادة الطلب عليها، وارتفاع درجة الحرارة قام بشرائها كميات منها .
وأضاف : "أزمة المياه المعدنية اقتربت من 5أشهر بعد حريق شب في أحد مصانع شركات المياه الشهيرة, موضحاً المستهلك يهتم بشراء المياه لإرضاء عطشه دون التركيز في نوع المياه"
بينما تكرر الأمر في أحد المقاهي في منطقة المعادى في القاهرة مع زجاجة مياه حملت اسم " الهنا"و جدنا أنها لا تحمل اسم المصدر سوى بئر جوفي فقط دون أي معلومات تشير إلى تاريخ الصلاحية, كما أن طريقة إحكام الغلق بها ضعيفة للغاية.
وعند سؤال صاحب المقهى أكد أنه قام بشراء عدد من عبوات المياه بسعر مناسب له من أحد الموزعين الذين عرضوا عليه منتج المياه الجديد .
ومن جانبه قال رئيس "جمعية مواطنون ضد الغلاء" محمود العسقلاني في تصريحاته لـ "العرب اليوم" إن الآونة الأخيرة شهدت انتشار عدد من مصانع مجهولة الهوية تقوم بإنتاج مياه معدنية دون أي رقابة"، مشيراً إلى أن بعض أصحاب هذه الشركات استغلوا الانفلات الأمني وغياب الرقابة في ترويج المنتج غير المطابق للمواصفات.
وأضاف : "معدومو الضمير من أصحاب تلك المصانع يعتمدون في المقام الأول على المياه التي يتم تعبئتها عن طريق الفلاتر البدائية, أو الاعتماد على آبار قريبة من سطح الأرض وملوثة بمياه الصرف الصحي، مما يهدد صحة الإنسان".
وشدد على أن الجمعية قامت بتقديم الكثير من البلاغات للجهات المسؤولة مطالبًا بتفعيلها على أرض الواقع خاصة أن هذه الشركات تعتمد في توزيع منتجاتها على الطرق السريعة والأماكن النائية والبعيدة عن أعين الرقابة .
و في سياق متصل أكد نقيب الأطباء المصريين الدكتور خيري عبد الدايم في تصريحاته لـ "العرب اليوم" "إن هذه المياه تجلب الضرر بإحدى طريقتين أولاهما أن تكون الآبار الخاصة بها ذات عمق "سطحي" و ضحل إلى حدِّ مّا ولا يتعدى عمقها الـ 15 مترًا بينما يجب أن لا يقل العمق عن 50 مترًا، و تتسبب هذه الضحالة في تلوث المياه بالميكروبات الناتجة عن تسرب مواد من شبكات الصرف الصحي المتهالكة في معظمها، و هو ما يسبب بدوره نزلات البرد المعوية وارتفاع درجات الحرارة" .
وأضاف : "ارتفاع نسبة الأملاح بها تتسبب مباشرةً في ظهور الحصوات في الكلى و الفشل الكلوي أحياناً، بينما لو كانت تحتوي على نسبة عالية من الحديد فيعمل على تهييج الغشاء المخاطي للمعدة و تهييج القولون, كما أن تعرضها لأشعة الشمس يزيد من خطورتها على الصحة" هذا وقال نائب رئيس شعبة المواد الغذائية عمرو عصفور في القاهرة عبر تصريحات صحافية "إن اهمية المياه المعبأة تزيد خاصة في فصل الصيف حيث يزيد استهلاك المياه في المصايف فضلا عن السياحة التي عاودت نشاطها إلى جانب استخدام هذه المياه للأطفال والمرضى".
وأضاف : "هناك أنواع مياه معبأة مجهولة الهوية بدأت تظهر في الأسواق من منتجات مصانع "بير السلم" وتباع بأسماء مختلفة دون رقابة من الدولة"، مشيرًا إلي ارتفاع أسعار المياه حاليًا كما أنها مرشحة لزيادة جديدة.
و لفت إلى أنه سيتم توجيه حملات رقابية على سوق المياه خاصة بعد رصد أنواع غير معروفة في ظل فوضى الأسواق، كما أكد على عقد اجتماع مع شركات المياه لبحث الموقف خلال فصل الصيف في إطار مواجهة مبكرة للمشكلة وضبط الأسعار.
جدير بالذكر أن وزير الصحة والسكان المصري محمد مصطفى حامد أصدر نشرة أخيرًا رخصت عدد من الشركات بلغت 18 منتجًا مطابقًا لمواصفات وزارة الصحة وهم (حياة - صافي - أكوا سيوه - سيوه - أمان سيوه - نهل - أورجانيكا - أكوا سكاى - مينرال - فيرا - نستله - بركة - الفا - اكوا فينا - طيبه - أكوا دلتا - دسانى - أكوا باريس ).
وحث الوزير جميع المواطنين على عدم شراء أي منتجات من المياه المعبأة غير المنتجات السابق ذكرها لأنها قد تضر بالصحة العامة لهم.
أرسل تعليقك