دبي - صوت الامارات
ادت رائحة وردة "الجوري"، سعود الميل، إلى تغيير مسار حياته، وذلك عندما كان مع صديقين له في رحلة إلى غابات الأمازون وجبال الانديز في الإكوادور عام 2010، واستوقفتهم رائحة هذه الوردة، وتتبعوا مكانها إلى أن وصلوا إلي مزرعة متخصصة في الورود، وكانت نتيجة هذه الرحلة أنهم افتتحوا معاً محل "لاروزا روسا" للورود، وحاولوا من خلاله تقديم لمسة مختلفة في عالم الورود بطابع إماراتي.
وأوضح الميل إنه تخرج في كلية الهندسة المدنية بالجامعة الأميركية في الشارقة، ثم عمل مباشرة في إحدى الجهات الحكومية، إلى أن توظف في إحدى الشركات الوطنية في أبوظبي، وهو حاصل على ماجستير في ريادة الأعمال من جامعة حمدان بن محمد الذكية، وافتتح سابقاً شركة متخصصة في الدعاية والإعلان.
وروى الميل قصة تأسيس المشروع قائلاً: "كنت مع اثنين من أصدقائي في رحلة إلى الإكوادور، وأثناء تجولنا في إحدى المناطق استوقفتنا رائحة وردة الجوري، فتتبعنا الرائحة حتى وصلنا إلى إحدى المزارع المتخصصة في زراعة الورود والأزهار، ولاحظنا وجود أنواع مختلفة لم نرها من قبل، إضافة إلى أن الزهور كانت بأشكال وأحجام مختلفة".
وأضاف: "بعد أن عدنا من الرحلة قررنا تجسيد هذه الرحلة في عمل متخصص في الورود، لكن بطابع إماراتي، وكان كل واحد منا لديه توجه معين، إذ إنني أحب التسويق، وصديقاي الآخران أحدهما مختص في النجارة والتصميم، والثاني يحب الطبيعة ويهوى السفر دائماً، لذا أردنا أن نجمع هذه الميزات في مكان واحد".
وتابع: "أسسنا المحل في 2010، وأردنا المشاركة في كل المناسبات الوطنية للدولة أولاً، ثم التوجه إلى المناسبات الأخرى التي يمكن استخدام الورود فيها، وبالفعل شاركنا في يوم (حق الليلة) بتوزيعات مختلفة مصنوعة من الورود بمختلف الألوان، ثم احتفالية اليوم الوطني، وذلك خلال السنة الأولى من المشروع".
وواصل الميل: "في بداية المشروع واجهنا تحديات عدة، إذ أردنا تقدم شيء جديد، يجذب المستهلكين كافة باختلاف أذواقهم، خصوصاً أن محال الورود منتشرة في دبي، ومعظمها متشابه في التصميم، لذا حرصنا أن نكون متفردين في هذا الأمر، إذ أدخلنا أنواعاً جديدة من الورود، وأشكالاً مختلفة في التغليف، خصوصاً للتصاميم التقليدية، كما حاولنا ألا نكرر التصميم ذاته، إذ إن الورد بحاجة إلى تصاميم مختلفة لإبراز الصفات الجمالية التي فيه"، موضحاً أن تصاميم الورود تختلف في كل فصل، وفي كل مناسبة، لذا كان عليهم البحث عن طرق جديدة في التصميم. وزاد الميل: "ركزنا في السنة الأولى على السفر إلى دول عدة فيها مزارع متخصصة في زراعة الورد، مثل الإكوادور وتايلند وهولندا والولايات المتحدة، لمعرفة الأنواع التي يمكن أن نستوردها، والمناخ المناسب لكل واحدة منها، والألوان والأحجام التي يمكن إضافتها إلى التصاميم الخاصة بنا".
وأكمل: "لم تكن لدينا الخبرة الكافية في مجال الورود، لكننا نحاول اكتشاف كل شيء جيد فيها، خصوصاً أننا عانينا في أول عامين من تقبل الأشخاص لفكرة وجود مواطن في محل للورد"، مشيراً إلى أن البعض كان يغادر خشية أن تكون الأسعار مرتفعة، ولكنهم نجحوا في تغيير هذه الفكرة الخاطئة. وقال الميل: "الهدف الأول من مشروعنا هو غرس فكرة حب التهادي بالورود، إضافة إلى أننا وضعنا شعاراً يفيد بأن كل شخص منا يستطيع التعبير عن أحاسيسه ومشاعره بالورد"، مضيفاً أن المحل يقدم نحو 30 نوعاً من الورود.
وأضاف: "أنشأنا مشغلاً صغيراً لتجربة كل التصاميم الجديدة قبل بيعها في المحل، وبدأنا أولاً في نجارة الصناديق، وحفر الأسماء عليها، ثم أضفنا تلوين الورود، إذ يأتي الورد بألوان مثل الأحمر والوردي والأبيض، لكننا أردنا إضافة ألوان مختلفة بأنفسنا إلى الورود، سواء كان بتحويلها إلى لون آخر، أو إضافة عدة ألوان إليها، كما أدخلنا الإكسسوارات اليدوية إلى الورود، ونسعى إلى ابتكار أشياء جديدة من خلال زيارات إلى مختلف البلدان".
أرسل تعليقك