شارك نائب وزير شؤون الرئاسة أحمد جمعة الزعابي، نيابة عن رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب، أمس الاثنين، في حفل إطلاق "برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار" الذي يتماشى مع استراتيجية الابتكار في دولة الإمارات، ويهدف إلى تعزيز الأمن المائي من خلال الترويج لأفضل الممارسات العلمية.
يأتي ذلك على هامش أسبوع أبو ظبي للاستدامة، الجارية فعالياته حاليًا في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض "أدنيك"، وتستضيفيه "مصدر"؛ وتختتم فعالياته في 24 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وسيساهم البرنامج، الذي يديره المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، في تعزيز المكانة الريادية لدولة الإمارات في مجالات علوم وتكنولوجيا وتنفيذ خطط الاستمطار في المناطق شبه الجافة حول العالم، كما يقدم نموذجًا رياديًا يمكن الاقتداء به في بلدان أخرى.
وصرّح الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، في مناسبة حفل إطلاق البرنامج، قائلًا "نظرًا إلى الطبيعة شبه الاستوائية لبلادنا، يعتبر تأمين إمدادات مستدامة من المياه من التحديات الرئيسية، التي نعمل على إيجاد حلول فعالة لها".
وأضاف الشيخ منصور "من خلال التركيز على الحلول العلمية المبتكرة لتحديات الأمن المائي، سنقدم نموذجًا رياديًا في معالجة وتخفيف الآثار الاجتماعية والاقتصادية لندرة المياه، وسيكون لهذا البرنامج تأثير بالغ وسيساهم بشكل مباشر في الارتقاء بكفاءة الأبحاث والعمليات الجارية حالياً في مجال الاستمطار على مستوى العالم".
ومن جانبه، أكد نائب رئيس مجلس أمناء المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل راشد العامري، أنَّ برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار يهدف إلى تعزيز الأمن المائي العالمي، من خلال الترويج لأفضل الممارسات العلمية، والتعاون في عمليات البحث والتطوير في مجال الاستمطار.
وأوضح أنَّ البرنامج الدولي الذي يتماشى مع إستراتيجية الابتكار الوطنية، سيساهم في تعزيز المكانة الريادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، في مجالات علوم وتكنولوجيا وتنفيذ خطط الاستمطار، مما يجعلها نموذجًا لغيرها من البلدان.
ومن جانبه، أفاد المدير التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد والزلازل الدكتور عبد الله المندوس، بأنَّ هذا المشروع البحثي سيعمل على تعزيز الابتكار في مجال العلوم المائية، وهي من الركائز السبع للإستراتيجية الوطنية للابتكار في دولة الإمارات، وسيقدم نموذجًا يمكن الاقتداء به للبلدان الواقعة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في العالم، والتي تعاني من آثار قلة هطول الأمطار.
وتابع المندوس "من هنا تأتي أهمية هذا المشروع الذي سيمكننا من زيادة كميات الأمطار، وتحقيق الازدهار حتى في أكثر مناطق العالم جفافًا، ويسرنا أن ندعو كل من يرغب بالمشاركة من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى هذا البرنامج، ونتطلع إلى استعراض مقترحاتهم".
وأشار إلى أنَّ المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل سيتولى إدارة البرنامج الدولي، الذي سيعمل على استكشاف أساليب مثبتة علميًا وقابلة للتنفيذ بشكل مستدام، لتعزيز كميات الأمطار في دولة الإمارات، وغيرها من المناطق القاحلة وشبه القاحلة في المنطقة.
وفي هذا الإطار، دعت وزارة شؤون الرئاسة، إلى تقديم تقنيات جديدة ومبتكرة من شأنها أن تعزز كفاءة عمليات استمطار السحب وتحسين القدرات التنبؤية، علمًا أنَّ البرنامج سيكون مفتوحاً للمرشحين من الداخل والخارج من القطاعين العام والخاص، فضلًا عن المنظمات الربحية وغير الربحية.
وسيتم اختيار ما يصل إلى خمسة مشاريع مميزة لتشارك بمنحة إجمالية قدرها 5 ملايين دولار لتنفيذ المشروع على فترة ثلاثة أعوام، وسيتم الإعلان عن المشاريع الحائزة على المنحة اعتبارًا من كانون الثاني/ يناير 2016، على أن يبدأ تنفيذ المشاريع بعد ذلك بشهر.
ويمكن للمرشحين المهتمين تقديم عروضهم الأولية إلى المركز الوطني للأرصاد والزلازل عبر الرابط: www.uaerep.ae قبل تاريخ 16 آذار/ مارس 2015.
ويتعين على جميع المرشحين تبيان إمكانية وصولهم إلى المرافق والبنية التحتية لتنفيذ مشاريعهم المقترحة، وقدرتهم على إدارة المشاريع على نحو مسؤول.
وتبدأ عملية المشاركة بتقديم خطاب الرغبة بالمشاركة بتاريخ 16 شباط/ فبراير 2015، وبعد ذلك بشهر واحد، يتم تقديم العروض الأولية وتحديداً بتاريخ 16 آذار/ مارس، وبمجرد تقييمها، سيتم إبلاغ أصحاب المشاريع المدعوين للمرحلة الثانية في 1 أيار/ مايو، على أن يتم تسليم المشاريع النهائية في 17 آب/ أغسطس 2015.
بدورها، لفتت مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار علياء المزروعي، إلى أنَّ أهمية البرنامج تعود بالفائدة إلى الدولة، إذ أنَّ مناخ الإمارات يعد جافًا وتقل فيه معدل الأمطار السنوي عن 100 مم.
وبيّنت المزروعي أنَّ مناخ الدولة يشهد معدل تبخر عالي للمياه السطحية ومعدلات ضئيلة لتجدد المياه الجوفية أقل بكثير من معدلات الاستهلاك السنوي، ذلك بالإضافة إلى الزيادة السكانية والنمو الاقتصادي الذي يضاعف الضغط على استهلاك موارد المياه.
وأشارت إلى استثمار المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في إنشاء بنية تحتية للاستمطار تشمل شبكة تضم أكثر من 60 محطة رصد جوي موزعة استراتيجيًا على أنحاء الإمارات وشبكة رادارات جوية واسعة وست طائرات حديثة لعمليات استمطار الغيوم، وذلك بهدف إنجاح البرنامج.
وشدّدت المزروعي على أنَّه لا يتم استخدام أية مواد كيميائية ضارة في عمليات الاستمطار بل يتم الاعتماد على أملاح طبيعية مثل كلوريد البوتاسيم وكلوريد الصوديوم.
ويساهم البرنامج في تقدم علم الاستمطار والتكنولوجيا المستخدمة فيه وتطبيقاتها وتحفيز الاستثمار في تمويل البحوث والشراكات عالميًا، بالإضافة إلى زيادة معدلات الأمطار في الدولة والمناطق الجافة وشبه الجافة الأخرى.
ودعت إدارة البرنامج الراغبين في المشاركة، بتسليم خطابات الراغبين في المشاركة قبل 16 شباط/ فبراير المقبل، فيما سيتم تقديم العرض الأولي للمقترحات في موعد أقصاه 16 آذار/ مارس المقبل، وسيتم إبلاغ أصحاب المشاريع النهائية قبل 17 آب/ أغسطس المقبل، وسيعلن عن الفائزين في كانون الثاني/ يناير المقبل 2016.
وبالنسبة إلى تصميم التجارب وتقنياتها ومعداتها، فيشترط إنتاج وتحديد مواصفات لمواد التلقيح المستخدمة في الاستمطار، وتقييم طرق الاستمطار بعد الهطول وأثناء التلقيح جوا، والاستشعار عن بعد وكذلك تكنولوجيات المراقبة في موقع السحب في تعزيز هطول الأمطار، وتصميم تجارب الاستمطار الميدانية في أماكن محدودة وتطبيقها على نطاقات أكبر وأكثر تركيزًا.
وتشمل لائحة بعض المجالات البحثية التي يسعى البرنامج للعمل عليها، مع الإشارة إلى أنَّ مجالات البحوث لا تقتصر فقط على كل ما يلي، المفهوم الأساسي لعملية زيادة كميات الأمطار، والفيزياء الدقيقة للغيوم، يتضمن ذلك العمليات الأساسية التي تساهم في تكون القطرات المائية والبلورات الثلجية، وعمليات الهطول، بالإضافة إلى الديناميكية والديناميكية الحرارية للسحب، بما في ذلك ربط مفاهيم الفيزياء الدقيقة والمفاهيم الديناميكية لتوصيف سلسلة من الأحداث الفيزيائية.
ويضم البرنامج أيضًا التفاعلات ما بين الهواء الجوي والسحب، ووصف طبيعة الهواء الجوي في البيئات المختلفة، وآليات الهطول وطرق تنوعه، وبحث خصائص مواد استمطار السحب من أجل تحقيق مفاهيم أساسية لكيفية عمل استمطار السحب من الناحية الكيميائية والفيزيائية وكذلك من الناحية الديناميكية الحرارية، وتأثير طرق الاستمطار على الصفة الكيميائية والفيزيائية والديناميكية للسحب، و تنبؤ جوي قصير المدة وكذلك التنبؤ بالحالة الجوية وأخذ القياسات من أجل تحديد الوقت المناسب لعمليات الاستمطار.
ويوجد أربعة مسارات رئيسية لتحقيق أهداف برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار وهي الارتقاء بمستوى البحث والابتكار في هذا المجال، وتعميق الفهم العلمي لعملية الاستمطار، وتطوير الأساليب الحديثة المستخدمة في عمليات الاستمطار، و تحسين وتطوير القدرات المحلية والعالمية في هذا المجال.
أرسل تعليقك