نيودلهي ـ عدنان الشامي
وضعت محكمة هندية، السبت، نهاية لقصة سقوط المهراجا الهندي الذي تُوّج على عرش البلاد عندما كان طفلاً وأصبحت ثروته تفوق الخيال فريسة لمرض الاكتئاب العميق في سن الشيخوخة، بعد أن خسر ابنه الوحيد، في قصة لديها كل المقومات التي تجعل منها الرواية الأكثر مبيعًا في العالم، وخلصت إلى أن وصية المهراجا هريندير سينغ برار مهراجا
فريدكوت كانت مزورة، وسوف ترث بناته الآن ثروة مقدارها 2.6 مليار جنيه إسترليني، بدلاً من ولاية خدّامه السابقين ومسؤولين في القصر.
ولم تحصل بناته الأميرات بعد وفاته ببضعة أشهر على القصور والأراضي الشاسعة والذهب الخاص بهم، الذي يدعين أنه حق مكتسب لهن. بدلاً من ذلك يتم إعطاؤهن بضعة دولارات شهريًا من مسؤولي القصر الذين يتهمونهم بالتآمر لاغتصاب مليارات الملك من خلال تزوير وصيته. واستمرت الحرب بينهما لعقود.
وقال مسؤول قضائي، الإثنين، قاضي المحكمة راجنيش كومار شارما، في شمال مدينة شانديغار، قال حكمه في نهاية القضية المرفوعة من قبل الابنة الكبرى للمهراجا، عمريت كاور، في العام 1992.
وتحدّث مسؤول قضائي طلب عدم ذكر اسمه، لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وكانت ثروات فريدكوت أسطورة يتحدث عنها الجميع في ولاية البنجاب في الهند، وهي ثروة تضمن حصنًا يرجع تاريخه إلى 350 عامًا، وقصورًا وغابات وأراضي في فريدكوت، وهو عبارة عن قصر محاط بأفدنة من الأراضي في قلب العاصمة الهندية نيودلهي وعقارات منتشرة في أربعة ولايات.
ويوجد مرأب يحتوي على 18 سيارة بما في ذلك "رولز رويس"، "بنتلي" و"دايملر"، وكلها في حالة جيّدة وقابلة للتشغيل.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك مطار في فريدكوت يمتد على مساحة 200 فدان، ويتم استخدامه من قبل إدارة ولاية البنجاب والجيش.
هناك أيضًا أكثر من 10 مليون روبية، أي ما يعادل 110 مليون جنيه إسترليني بقيمة الذهب، والمجوهرات المرصعة بالماس والياقوت والزمرد.
كان برار نفسه ملكًا صغيرًا في السن، ونشأ وسط آخر الأسر المالكة في الهند، وتم تتويجه مهراجا لمملكة فريدكوت الصغيرة في غرب البنجاب - وأصبح آخر مهراجا في سن الثالثة بعد وفاة والده.
بعد فوز الهند باستقلالها من بريطانيا في العام 1947، تم استيعاب فريدكوت ومئات من الممالك الصغيرة الأخرى في البلاد، وألغيت الألقاب الملكية والسلطة ، وأُعطيت الأسر الحاكمة راتبًا ثابتًا من الحكومة الهندية، وتم إلغاء هذه المبالغ في العام 1971.
وتراجع بعض أفراد العائلة المالكة إلى حالة الفقر المدقع بينما تحولت بعض القصور الخاصة بهم سابقًا إلى فندق فاخر في المدينة لتوفر لهم دخلاً.
ويوجد عدد قليل مثل برار، الذين تمسكوا بالعقارات المربحة الخاصة بهم بشكل كبير، واستمروا في العيش بشكل جيّد.
ولكن قتل في العام 1981، ابن برار الوحيد تكا هارموهيندر سينغ، في حادث سير ودخل في حالة من الاكتئاب العميق. ثم قالت بناته الثلاث، أن مساعديه تواطؤوا لحرمانهن من نصيبهن.
فقد قامو بإنشاء صندوق Meharawal Khewaji الاستئماني، باسم جميع خدام المهراجا والمسؤولين والمحامين والأمناء.
بعد وقت قصير من وفاة برار في العام 1989، انتشر خبر انه ترك كل ثروته إلى الصندوق. وأصبح يتم إعطاء الأميرات الأصغر سنا رواتب شهرية من 20 دولارًا و 18 دولارًا على التوالي.
ولم يتم إعطاء زوجة برار ولا أمه وابنتة الكبرى - الورث المفترض. وقال الأمناء للمحكمة إن عمريت كاور كان يقاطعها والدها لزواجها ضد رغباته. وقالت كاور للمحكمة ان والدها لم يقاطعها ولم يكتب تلك الوصية قط، وأنها بقيت معه حتى وفاته.
واستمرت القضية عقدين من الزمان وتغيرت قيمة العقارات وزادت بشكل كبير ، حيث تبلغ قيمة املاكهم في نيو دلهي فقط 230 مليون جنيه إسترليني، ويذكر أن واحدة من بناته توفيت، بينما بلغت كل من الشقيقتين الثمانين من العمر.
وقال محامي العائلة فيكاس جاين لصحيفة "إنديا فاينانشيال إكسبريس": إن بعضًا من ثروة قد بُددت أثناء هذه المدة الطويلة.
وذكرت تقارير إخبارية، الإثنين، أن لجنة أمناء الصندوق سوف تنقل أمر محكمة شانديغار إلى محكمة أعلى.
ونقلت الصحيفة عن رانجيت سينغ، وهو محام الصندوق قوله لصحيفة "تايمز أوف إنديا": "إن الوصية كانت حقيقية وليست مزوّرة. وذلك ما سنثبته في المحكمة العليا".
أرسل تعليقك