سجلت الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، بلاغاً ضد أبوين من الجنسية الإفريقية، تعنيف أم لطفلتها البالغة من العمر 6 سنوات، بالحرق على ذراعيها للتأديب وإجبارها على عدم إيذاء شقيقتها الصغرى.
وحصلت الإدارة على تعهد من والدين آخرين من الجنسية العربية بعدم تكرار ضرب ابنهما البالغ من العمر 10 سنوات، بحجة أنه لا ينصاع لكلامهما
وأكد العميد الدكتور محمد عبدالله المر، مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان، أن الإدارة تابعت حالتي الطفلين، بعد تلقي اتصالات من إدارة مدرستين بشأن الطفل والطفلة، حيث تم انتقال مدير إدارة حقوق المرأة والطفل، بمرافقة الأختصاصية الاجتماعية للتحقق من الأمر، والاطلاع على آثار العنف الظاهر على الطفلين في الواقعتين .
وأكد الدكتور المر أن هناك مادة في قانون الطفل الجديد المزمع إصداره قريباً، تلزم بالإبلاغ الفوري عن حالات العنف ضد الأطفال سواء من المدارس، أو من الأقارب أو غيرهم، مشيراً إلى أنه في حال ما تبين أن هناك أشخاصاً يعلمون بتعنيف الطفل، ولم يقوموا بالإبلاغ، سيتم تسجيل بلاغات ضد هؤلاء الأشخاص، مؤكداً أن العنف ضد الأطفال مرفوض على كل المستويات، فهناك أسلوب تربية صحيح لابد أن يستخدمه الأبوان مع أطفالهم، ولكن بعيداً عن الضرب المبرح، أو الحرق، أو غيرها من الأمور التي يكون فيها إيذاء جسدي واضح .
وطالب الدكتور المر الأسر أن يكونوا أكثر حكمة مع أطفالهم، خاصة مع تزايد ورود حالات العنف ضد الأطفال الواردة للإدارة، ولابد للآباء أن يتحملوا مسؤولياتهم في تنشئة أبنائهم بعيداً عن العناد، مؤكدا أن العنف لن ينشئ طفلاً سوياً، ولكنه بالتأكيد سيكون أكثر عنفاً في الكبر .
من جانبه قال الرائد شاهين المازمي مدير إدارة حماية حقوق المرأة والطفل بالإدارة العامة لحقوق الإنسان إن الإدارة تلقت اتصالاً من إدارة إحدى المدارس عن وجود طفلة في الصف الأول من الجنسية الإفريقية، تظهر على ذراعيها آثار حروق، حيث تم الانتقال للمدرسة مع الاختصاصية الاجتماعية بالإدارة، وبمعاينة الطفلة تبين وجود حروق على كلتا الذراعين، وعلى ظهر يد الطفلة، وبسؤالها أقرت أن والدتها تقوم بحرقها، فتم الاتصال بالأب والأم، واستدعائهما للإدارة، وإحالة الطفلة على الطب الشرعي، لاستصدار تقرير بالحروق الموجودة على جسد الطفلة .
وأشار شاهين إلى أن الأم ادعت أن الطفلة تقوم بحرق أختها الصغرى، فأرادت أن تعاقبها على فعلتها من الفعل ذاته، فقامت بتسخين ملعقة، وبدأت في وضعها في أماكن متفرقة من ذراعيها، مؤكدة أنها أرادت أن تخيفها، حتى لا تقوم بحرق شقيقتها مجدداً .
وأكد شاهين أن العقاب للطفلة غير معتاد بهذه الطريقة، وعلى الفور تم تسجيل بلاغ ضد الوالدين، وإحالته إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية بشأنهما .
وأضاف المازمي إن الواقعة الأخرى وردت أيضاً من الاختصاصية الاجتماعية بإحدى المدارس، التي أبلغت أن طفلاً عربياً عمره 10 سنوات، لوحظ أن عليه اعتداء بالضرب على الوجه، وأجزاء متفرقة من جسده، حيث تم الانتقال للمدرسة، ومقابلة الطفل وتبين أن آثار الضرب واضحة على وجهه ، وتم استدعاء الأب والأم للإدارة، حيث أقرا أنهما يقومان بضرب الطفل لأنه لا يسمع كلامهما، ولا يستجيب لطلباتهما، ولا يقوم باستذكار دروسه .
وأشار المازمي إلى أنه في هذه الحالة لم يتم تسجيل بلاغ ضد الأبوين، واكتفت الإدارة بأخذ تعهد عليهما، بألا يتعرضا للطفل بأي نوع من أنواع العنف مجدداً، لافتاً إلى أن الإدارة رغبت تجاه هذه المشكلة، بحل الأمر ودياً واجتماعياً في محيط الأسرة خاصة، أن هناك عائلة، وإخوة آخرين للطفل، كي لا ينالوا من والديهما العقاب نفسه .
وطالب المازمي إدارات المدارس بسرعة الإبلاغ عن أي حالات عنف تظهر على الأطفال لديهم، لسرعة التحرك وحماية هؤلاء الأطفال من أي مخاطر قد تقع عليهم، سواء من جانب أسرهم أو آخرين .
وناشد الآباء أن يتعاملوا مع أطفالهم بالحنان، لكسبهم وعدم النفور منهم، وطالبهم بمصادقة أبنائهم، وأن يكونوا قريبين منهم بالود وليس العنف .
أرسل تعليقك