دبي -صوت الإمارات
رغم إصابتها بالشلل الدماغي الذي يعيق حركتها، تمكنت الطالبة المواطنة، شماء خالد المهيري، من التفوق على الكثير من الأسوياء في مشروع "تحدي القراءة العربي"، المبادرة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، محققة المركز الثاني على مستوى الدولة، والمركز الأول في منطقة دبي التعليمية.
وكُرمت الطالبة الإماراتية، الخميس، إلى جانب الفائزين والمشاركين، في الحفل الختامي للمبادرة، الذي أقيم في كلية التقنية العليا، في مدينة "دبي الاكاديمية". تبلغ المهيري 17 عاماً، وهي في الصف 12 علمي في مدرسة "الواحة للتعليم الأساسي والثانوي".
وذكرت المهيري عن مشاركتها "قرأت 50 كتاباً خلال التحدي، وكانت كتب التنمية البشرية من أكثر الكتب التي قرأتها، إذ كنت أقرأ يومياً وقتاً طويلاً، وحب القراءة عندي منذ زمن طويل، واعتبرها طريق المعرفة والاستفادة". أما اختيار الكتب التي شاركت من خلالها في التحدي، فأوضحت أنها كانت بمساعدة أمها، وشقيقتها الصغرى التي كانت الداعمة الأولى لها في المنزل، بينما كان لمشرفتها في المدرسة دور متميز في كيفية انتقاء وفهم الكتب.
ورأت المهيري أن التحديات التي واجهتها تكمن في تنظيم الجدول الدراسي، فكونها طالبة علمي، ومنهجها الدراسي كبير وصعب، لم يكن من اليسيرعليها ايجاد الوقت الكافي للقراءة، لكنها تمكنت من ذلك بفعل الكثير من الإصرار والتنظيم.
وحول الكتاب الذي أثر فيها، أكدت أنه كتاب "أغنى رجل في بابل"، للكاتب جورج كلاسون، إذ يتميز بسلاسة الطرح، كما أنه يستعرض أسرار الثراء في العالم، مبتسمة ومعلنة عن أنه ليس هناك من لا يتمنى الثراء. وأكدت أن توجهها في اختيار الكتب كان متنوعاً، فقرأت الكتب الدينية والاجتماعية والتنمية البشرية، والروايات، بينما كانت الحصة الأكبر من الروايات التي قرأتها للكاتب الإيطالي ايتالو كالفينو.
وصفت المهيري القراءة بأنها السلاح المهم في وجه تحديات العصر، موجهة رسالة للطلاب الذين لم يشاركوا في التحدي، والذين لا يعتبرون القراءة جزءاً من حياتهم، قائلة، "يا من لا تقرأ، اقرأ كي تكون من المتقدمين في العالم". أما ما اكتسبته من التحدي، فشددت على أنه يكمن في كونها نافست على مستوى الدولة، وقرأت أكثر من العادة، وتعرفت إلى أشخاص جدد وثقافات مختلفة، منوهة إلى أن المركز الثاني يعني لها الكثير وستواصل في إصرارها. أما طموحها في الدراسة، فلفتت إلى أنها تخطط للتخصص في هندسة الجينات، بعد أن تنهي المرحلة الثانوية، لتعالج الأمراض الجينية النادرة في الدولة، مشيرة الى أن ما حققته في التحدي اليوم هو بفضل دعم أهلها، إذ ترى أنها لولاهم لما وصلت إلى الختام.
وذكرت شيخة زيودي والدة شماء إن "شمة منذ صغرها تحب القراءة والكتابة كثيراً، وتحب الاطلاع على كل جديد، وتواظب على زيارة المكتبات بشكل كبير، وتشتري الكثير من الكتب". وشددت على أن مشكلتها عبارة عن شلل دماغي، وهي لا تعيق قدرتها على القراءة إطلاقاً، كما أن قدراتها الاستيعابية عادية وطبيعية، منوهة إلى أنهم دعموها بشكل كبير، وشجعوها على قراءة الكتب المفيدة التي تعود عليها بالفائدة، من حيث المعلومات وكذلك الشخصية. واعتبرت والدة شمة أن المركز الثاني الذي حققته ابنتها في التحدي ليس بالمفاجأة، فهي معتادة على تحقيق المراكز الأولى والثانية في التحديات والمسابقات المتنوعة في مجال الثقافة والمعرفة، وقد حازت أخيراً المركز الأول في مسابقة "قطار المعرفة" على مستوى الدولة، كما أنها متفوقة جداً في دراستها، وفي جميع المواد.
أرسل تعليقك