أبوظبي – صوت الإمارات
ترتكز مبادرة المدرسة الإماراتية لوزارة التربية والتعليم على إحداث تحول جذري في مقومات وشكل التعليم في الدولة، حيث تستند المبادرة إلى مناهج علمية حديثة ومطورة تهدف إلى إكساب الطلبة مهارات التفكير العليا، وتعزيز كفاءة وفعالية عمليات التعليم والتعلم والتقييم، لتطوير قدرة الخريجين على المنافسة في سوق العمل في القطاعين العام والخاص، ومواكبة تغيرات سوق العمل العالمي، إذ إنها تجمع بين المنجز التعليمي، والآمال والطموحات المستقبلية، وتكرس لمرحلة تشاركية مهمة مع كل عناصر المجتمع المدرسي، تمهيداً للانتقال إلى اقتصاد المعرفة، وتحقيق أجندة الدولة 2021، وتشمل المبادرة هذا العام 70% من مدارس إمارة أبوظبي، فيما بلغ عدد مدارس النخبة التي تندرج ضمن مشروع المدرسة الإماراتية 23 مدرسة من الصف السادس حتى التاسع، إضافة إلى خمس مدارس في دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي تشمل طلبة الصفين السادس والسابع، ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد طلبة مدارس النخبة إلى 4500 طالب بعد توحيد المنظومتين بعد أن كان عددهم 1500 طالب في العام الدراسي الماضي.
وتفعّل الوزارة دور الأنشطة ممثلة بقطاع الرعاية والأنشطة، لتشكل 50% من أوجه تطوير التعليم في المدرسة الإماراتية مستقبلاً، نظرا لأهمية تلك الأنشطة في صقل شخصية الطلبة وتطوير مهاراتهم.
ويتميز خريجو المدرسة الإماراتية بتسع سمات رئيسية، بينها أربع على مستوى شخصية الخريج، إذ يجب أن يتسم بالأصالة والقدرة على القيادة والثقة بالنفس والشغف للمعرفة، كما يتميز الخريج بأربع سمات على مستوى المهارات، تبدأ بالقدرة على الإبداع والتفكير، وأن يكون متعاوناً، وأن يصبح ثنائي اللغة، إلى جانب التمكن من مواكبة التطور التكنولوجي، فيما تتمثل آخر السمات الرئيسية لخريج المدرسة الإماراتية في أن يكون فعالاً بمجتمع المعرفة بأبعادها التقليدية والمعاصرة والمفاهيمية.
واستحدثت المدرسة الإماراتية هذا العام سبع مواد دراسية جديدة، هي إدارة الأعمال، العلوم الصحية، علوم الكمبيوتر، التصميم الإبداعي والابتكار، التصميم والتكنولوجيا، التربية الأخلاقية، مهارات الحياة، فيما تطوّر خمس مواد دراسية أخرى، هي التربية الإسلامية، اللغة العربية، الدراسات الاجتماعية، التربية البدنية والصحية، الفنون البصرية والموسيقية، كما تهتم بالأنشطة اللاصفية والشراكة المجتمعية.
والقيادة المميزة وتوفير البيئة المدرسية الجاذبة، فضلاً عن العمل على تطوير منظومة التوجيه والإرشاد، بحيث يتمكن الطلبة وأولياء أمورهم من التعرف إلى الخيارات التي تقدمها المنظومة التعليمية الجديدة، إلى جانب المناهج التي تهتم بالتقييم والتعليم وتوفير معلمين ذوي كفاءة عالية، وإخضاعهم لعمليات التدريب المستمر، لتلبية متطلبات المدرسة الإماراتية وتزويد الطالب بالمعارف وتمكينه من المهارات.
ويتم تطبيق المدرسة الإماراتية في المسارين العام والمتقدم الذي يبدأ من الصف العاشر وحتى الثاني عشر، حيث يحق للطالب اختيار الالتحاق بأحدهما وفق ضوابط معينة، بما يحقق العدالة التعليمية لجميع الطلبة في إكسابهم قدر متكافئ من المعارف والمهارات والقيم التي تمكنهم من الالتحاق بجميع التخصصات العلمية والإنسانية في التعليم العالي، ويكمن الفارق الأساسي بين المسارين في كثافة المواد العلمية التي يدرسها الطلبة، فطلبة المسار العام يحصلون على مواد علمية أقل كثافة، لكنها تمكنهم أيضاً من الدخول إلى تخصصات علمية تطبيقية في المرحلة الجامعية. ويضم برنامج العلوم المتقدم لهذا المسار الطلبة المتفوقين أكاديمياً من الصف السادس إلى الثاني عشر.
وتطبق هذه المبادرة من خلال مرحلة التعليم الثانوي للمسارين التقني والمهني، حيث يشمل المسار التقني ثانويات التكنولوجيا التطبيقية التي تطبق المعارف الأساسية، في الهندسة التطبيقية (الكهربائية والميكانيكية )، وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، والتكنولوجيا الصحية، والعلوم الهندسية التي تشمل العلوم العامة وعلوم الطاقة، فيما يشمل المسار الفني المعارف الأساسية في: الصيانة الكهربائية، الميكانيكية، الطائرات، الخدمات اللوجستية وإدارة الإمداد، إدارة المرافق، الإدارة المالية والمحاسبة، الإنتاج الإعلامي الابداعي وعلوم الصحة، ليصبح الطلبة جاهزون للتوظيف أو استكمال دراستهم المتقدمة للحصول على المؤهلات التي توافق احتياجاتهم في سوق العمل.
ومن أبرز ملامح المواد المستحدثة ملامح منهاج علوم الكمبيوتر الذي يركز على إعداد الطلبة للمشاركة في المسابقات المحلية والعالمية، وتزويدهم بمهارات تكنولوجية تأهلهم للدراسات العليا وسوق العمل، وتركز على مفاهيم الإبداع والابتكار والتفكير الناقد والتحليل العلمي والمنطقي للمفاهيم والأشياء التي تحيط بحياتهم، كما يركز منهاج التربية الأخلاقية، الذي يطبق بدءاً من العام الحالي في مدارس الدولة الحكومية والخاصة على أربع ركائز ووحدات تشمل الشخصية والأخلاق، الفرد والمجتمع، الدراسات المدنية التي تشمل المعرفة عن الحياة في الدولة، والدراسات الثقافية لدولة الإمارات والثقافة العالمية.
وأكدت وزارة التربية والتعليم ضرورة الثنائية اللغوية الوظيفية للطالب ليكون قادراً على التعلم والتعبير عن احتياجاته الأساسية وأفكاره ومشاعره باللغتين العربية والانجليزية.
ويتعلم الطالب في المسارين العام والمتقدم في المرحلة الثانوية منهاج التربية الوطنية الذي يشمل مواد التاريخ والجغرافية والاقتصاد، إضافة إلى بقية المواد الدراسية التي تعزز وترسخ قيم الهوية والانتماء. وتركز مناهج المدرسة الإماراتية على الابتكار والتفكير الناقد وحل المشكلات. وتمكن دراسة مادة مهارات الحياة وريادة الأعمال الطلبة بعد التخرج من التعامل بمسؤولية وثقة، متمتعين بقيم واضحة من المسؤولية والنزاهة والشفافية والعمل الجاد، يظهرون سلوكاً مسؤولاً حيال اختيار مسارهم المهني الملائم والمتوافق مع قدراتهم الشخصية واحتياجاتهم الوطنية، وقادرين على دراسة السوق لتنفيذ مشاريعهم المستقبلية.
أرسل تعليقك