عراقي ينتزع مقعدًا في جامعة كامبريدج ويُسطر قصة نجاح أبهرت البريطانيين
آخر تحديث 16:03:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أثبت قدرة اللاجئين في تحقيق مسارات علمية مميزة

عراقي ينتزع مقعدًا في جامعة "كامبريدج" ويُسطر قصة نجاح أبهرت البريطانيين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - عراقي ينتزع مقعدًا في جامعة "كامبريدج" ويُسطر قصة نجاح أبهرت البريطانيين

المملكة المتحدة
لندن - صوت الإمارات

لم تمنع الظروف الصحية الصعبة التي مر بها الطفل العراقي أحمد براق المقيم في المملكة المتحدة من تسطير قصة نجاح أبهرت البريطانيين، بقدرته على انتزاع مقعد في جامعة كامبريدج البريطانية العريقة، وفي تخصص الطب، حيث إن الدراسة في هذه الجامعة لا ينالها إلا الطلبة الذين بلغوا درجة عالية من النبوغ العلمي والتحصيل العلمي المتفرد.
وكان اسم أحمد براق سيمر مرور الكرام، كعشرات الطلبة الذين تمكنوا من نيل مقعد بجامعة كامبريدج، لولا أن الطفل العراقي يجر خلفه قصة يجوز وصفها بالملحمة الإنسانية، بداية من ظروفه الصحية الصعبة التي كانت السبب في تركه العراق والسفر لبريطانيا وعمره 3 سنوات، مرورا بعدم قدرته على مقابلة والديه 10 أعوام، وصولا لتحقيقه العلامة الكاملة في الاختبارات النهائية للمرحلة الثانوية.واحتفت الأوساط التعليمية والمدنية في مدينة كارديف عاصمة ويلز بإنجاز الطفل العراقي، باعتباره من الطلبة القلائل جدا في ويلز الذين حازوا على مقعد في جامعة كامبريدج، التي تعد من بين 3 أفضل جامعات في العالم، فضلا عن كونه يقدم صورة عن قدرة اللاجئين على تحقيق مسارات مميزة علميا وأكاديميا.
طفولة صعبة
ولد أحمد براق في العراق بالتزامن مع الغزو الأميركي لبلاد الرافدين، ومنذ أول أيامه كان يعاني من مرض في العظام يدعى "خلل التنسج الوركي"، الذي يعيق الحركة ويمنع صاحبه من المشي، ويحتاج لرعاية صحية خاصة، وبالنظر للظروف التي كانت تعصف بالعراق قرر والدا أحمد أن يبيعا منزلهما الوحيد، من أجل توفير مصاريف العلاج لابنهما وسفره إلى بريطانيا، لإجراء العمليات الجراحية اللازمة.
اعلان
وصل أحمد المملكة المتحدة وهو ابن 3 سنوات، مع جدته التي لم تكن تتقن الإنجليزية، وذلك بهدف إجراء عمليات جراحية مستعجلة، وبعد مسار شاق من العلاج والعمليات الجراحية المعقدة، وجدت جدته -ذات 7 عقود- نفسها أمام خيار تقديم طلب اللجوء لها ولحفيدها بعد أن ساءت الأوضاع في العراق، وبالفعل حصلا عليه.
نقطة التحول
ولعل هذه المرحلة هي التي شكلت نقطة التحول في حياة أحمد، بعد اقتناعه أن المملكة المتحدة لم تعد مكانا للاستشفاء فقط، وإنما موطن للاستقرار، ورغم قسوة هذا الخيار لأنه سيمنعه من لقاء والديه عقدا من الزمن، فإن الطفل العراقي استغل الفرصة التي أتيحت له على أكمل وجه.
وبمساندة جدته، قرر أحمد تحويل كل العقبات التي تواجهه إلى وقود للاجتهاد العلمي، ورغم أنه كان يضطر لقضاء وقت طويل جدا بين المستشفيات من أجل العلاج، فإن هذا لم يمنعه من تحقيق أعلى العلامات الدراسية، بل كان دائما عضوا نشطا في العديد من الفعاليات المدرسية، حيث درس بمدرسة "كارديف سيكث فورم كوليدج" لدرجة أن تميزه مكنه من المشاركة في مسابقات المناظرات (www.ccoex.com) التي تنظمها كل من جامعتي "أوكسفورد" و"كامبريدج"، وهي المناظرات التي تضم نخبة التلاميذ في المملكة المتحدة، وخضع براق أحمد لعمليات جراحية لتقويم الورك عام 2019، ومع ذلك ظل محافظا على تفوقه في المرحلة الثانوية في انتظار خضوعه لعملية جراحية ثانية تم تأجيلها بسبب وباء كورونا.
حلم يتحقق
لا يخفي أحمد براق سعادته الغامرة بالإنجاز الذي حققه، وهو شعور طبيعي باعتباره من الطلبة المحظوظين جدا الذين تمكنوا من ضمان مقعد في كلية الطب التابعة لجامعة كامبريدج، وهو الحلم الذي يراود عشرات الآلاف من التلاميذ في المملكة المتحدة.
ولم يكن هذا الإنجاز ليتحقق من دون المجهود الذي بذله أحمد في المرحلة الثانوية، ومكنه من تحقيق أعلى النقاط في المواد العلمية (الرياضيات، والفيزياء، والبيولوجيا، والاقتصاد)، ومن المفارقات أن أحمد نجح في تحقيق هذه العلامات العالية جدا، في ظرف استثنائي عرف تفعيل خيار التعليم عن بعد، وهو ما أدى إلى تراجع نتائج 40% من طلبة المرحلة الثانوية في بريطانيا.
ذكريات المستشفى
"لم أكن أحلم أن أحصل على هذه العلامات المرتفعة جدا في الامتحانات، فضلا عن الحصول على مقعد في جامعة كامبريدج". هذا ما قاله أحمد براق للجزيرة نت، ويفسر اختياره جامعة الطب بالظروف التي مر بها، والوقت الذي كان يقضيه في المستشفيات؛ "لدي الكثير من الذكريات في المستشفى، ففي مرة كنت غاضبا وحزينا، وأتذكر جيدا كيف أن ممرضة حملتني ووضعتني على ركبتيها حتى أهدأ، كل هذه المشاهد ظلت عالقة في ذهني ولا يمكن أن أنساها".
يؤكد أحمد أن المعاملة التي تلقاها في المستشفى ساعدته كثيرا من الناحية النفسية، "ولهذا كان حلمي أن أساعد الناس أيضا عندما أكبر، ولهذا اخترت تخصص الطب"، مضيفا أن وضعه الصحي كان يدفعه للبحث أكثر والتعمق في التخصص الطبي؛ "فأصبحت مهتما وبشكل أكبر بالطب".
وبكثير من الامتنان يتحدث أحمد عن جدته، التي كانت إلى جانبه رغم كبر سنها، وساعدته كثيرا في أيام طفولته، "وكانت هناك أيام لا أستطيع حتى الحركة فيها، والآن عندما كبرت بت أستوعب صعوبة الظروف التي مررت بها أنا وأسرتي التي بقيت في العراق قبل أن تحصل على اللجوء إلى بلجيكا".
مسار مميز
الإنجاز الذي حققه أحمد براق لم يكن مستغربا من وجهة نظر أستاذه كاريث كولييه، الذي يصف أحمد "بأنه ولد بقلب طيب وحيوية كبيرة، ولم يكن لدي أي شك في أنه سيحصل على مسار مميز، وكانت المسألة فقط مرتبطة بمدى ملاءمة ملف أحمد لمقعد في جامعة كامبريدج"، مؤكدًا أن قصة أحمد لها بعد إنساني كبير؛ "فهناك الكثير من الصور السلبية عن اللاجئين، لكن قصة أحمد تعد قصة نجاح كبير واستثنائي".


قد يهمك ايضا :

أكد الباحثون أن 2000 جامعي متخصص تركوا البلاد لاجئين

طلاب جامعة كامبريدج ينظمون حفلاً راقصًا للاحتفال بتخرجهم

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عراقي ينتزع مقعدًا في جامعة كامبريدج ويُسطر قصة نجاح أبهرت البريطانيين عراقي ينتزع مقعدًا في جامعة كامبريدج ويُسطر قصة نجاح أبهرت البريطانيين



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية
 صوت الإمارات - شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 21:52 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 16:04 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Dontnod تعمل على لعبة جديدة لأجهزة الكونسل

GMT 14:12 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

منتجع ماغازان رحلة في أعماق التراث المغربي

GMT 14:05 2017 الأحد ,28 أيار / مايو

لاستوفو في شبه الجزيرة الضيقة "مُنعزلة"

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"جامعة أبوظبي" تطلق برنامج ماجستير في إدارة الأعمال

GMT 15:31 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد 8 أشخاص بينهم فتاة في قرية حران في السويداء

GMT 15:40 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"قصائد أولى" لأمل دنقل يجمعها شقيقه ليصدرها في كتاب

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 10:36 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأماكن السياحية في مالطا خلال 2020 تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates