المحاضر الموريتانية تشهد إقبالا متزايدًا من الطلاب الباحثين عن علوم القرآن والفقه
آخر تحديث 19:45:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

رغم قيامها على الجهود الذاتية وزحف الحضارة وانتشار المدارس العصرية

المحاضر الموريتانية تشهد إقبالا متزايدًا من الطلاب الباحثين عن علوم القرآن والفقه

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المحاضر الموريتانية تشهد إقبالا متزايدًا من الطلاب الباحثين عن علوم القرآن والفقه

الطلاب من الدول الأفريقية الإسلامية الباحثين عن علوم القرآن
نواكشوط – محمد شينا

نواكشوط – محمد شينا تشهد المحاضر الموريتانية إقبالا متزايدًا، رغم زحف الحضارة وانتشار المدارس العصرية، بحيث يفد إلى المحاضر الموريتانية مئات الطلاب من الدول الأفريقية الإسلامية الباحثين عن علوم القرآن والفقه. وإذا كانت البادية ربيبة الجهل والتخلف ونقيض الحضارة والمدنية، فإن ظاهرة المحضرة الموريتانية (التعليم الأصلي) عرفت ازدهارًا لم يسبق له مثيل، امتد إشعاعه إلى معظم دول القارة الأفريقية وبعض الدول العربية مثل السودان ومصر والجزيرة العربية .
وينظر الموريتانيون إلى "المحضرة" باعتبارها المظهر المؤسسي البارز للحضارة العربية الإسلامية في المنطقة، وهي التي مكنتها من حفظ العلوم الشرعية والذخيرة اللغوية والأدبية وسمحت لها بتكريس نمط تقاليد منتظمة يلاءم الوسط الطبيعي في صحراء مترامية الأطراف شديدة الحر، وأهلتها للاضطلاع بالدور الدعوي الذي شكل الإسهام الأساسي للعلماء والدعاة الشناقطة عبر العصور، وفي مناطق عدة من القارة السمراء.
ويرجع الباحثون نشأة المحضرة في موريتانيا إلى دولة المرابطين، وذلك عندما آلت زعامة قبيلة "صنهاجة" البربرية إلى يحيى بن إبراهيم الجدالي، ففي عودته من رحلة الحج في العام 429 هجريًا، نزل في مدينة القيروان والتقى العالم الفقيه عبد الله بن ياسين، الذي اتفق معه على أن يصحبه إلى بلاده ليعلم قومه، بعدما استشرى فيهم الجهل، وأفسدت عقائدهم الخرافات الوثنية المتوارثة، وهو ما يعني أن "المحظرة الشنقيطية" وثيقة الصلة بتشكل الثقافة العربية الإسلامية في موريتانيا.
ويؤكد بعض الدارسين لتاريخ المحضرة في موريتانيا، أن هذا الصنف من المدارس العلمية تأسس مع بداية دخول الإسلام إلى هذه المنطقة (أواسط القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي)، ويفترضون أن يكون التجار قد اضطلعوا بدور بارز في هذا الصدد حيث تمكنوا من ترسيخ الاهتمام بالقراءة والكتابة وبث الوعي الديني والخلقي.
ويصف الباحثون التعليم المحضري بأنه ذلك النمط من التعليم الذي يتم في مدارس أهلية طوعية قرآنية أو فقهية، مقسمة إلى: محاضر جامعة ومحاضر متخصصة ومحاضر قرآنية.
وظلت هذه المؤسسات ذات الوظائف المتعددة (الاجتماعية والثقافية والتربوية) تنشر المعارف العربية والإسلامية بمختلف فنونها في ربوع الصحراء.
ولا تعتمد "المحضرة" على نظام المقاعد الدراسية، بل يفترش الطلاب الأرض  ويستظلون بظلال الأشجار، كما لا تراعي في الطالب أي سن، ولا تراعي كذلك في الدراسة فترة زمنية معينة، فالجميع حر في أن يلج تلك المؤسسة التعليمية في أي سن وفي أي وقت حسب الجهد والإمكان.
ويعتبر شيخ المحضرة هو المسؤول الأول، فيقوم بالتدريس والإشراف على كل شؤون المحضرة مجانًا دون مقابل، مع أن يد الخيرين تجود عليه الكثير كل صباح.
وقد تميز أبناء المحضرة بالقدرة الفائقة على الحفظ والتذكر إذ لا يخرج الطالب المحضري إلا بعد حفظ أمهات المتون المعروفة في الثقافة العربية والإسلامية، ويدل الإنتاج الثقافي الضخم الذي خلفه علماء شنقيط، والذي شمل كافة مناحي الثقافة العربية والإسلامية وحتى العلوم البحتة من طب، وفلك، وحساب، وجغرافيا على مدى الازدهار الذي وصلت إليه المحضرة الشنقيطية.
ومن أبرز العلوم المدرسة في المحاضر الموريتانية: علوم القرآن تجويدًا وتفسيرًا، والحديث الشريف، والفقه أصولا وقواعد، واللغة العربية وآدابًا وقواعد من صرف ونحو وبلاغة وعروض، والتاريخ الإسلامي، وعلم المنطق وأسرار الحروف.
ومع زحف الحضارة الوافدة دق شيوخ المحاضر ناقوس الخطر، معتبرين أن أوضاع الكثير من المحاضر في البلاد  "صعبة"، مؤكدين أن "المحاضر في حاجة إلى الدعم، لكن من يقوم عليها يحتسب الأجر ولا ينتظر دعمًا من أحد، إذا وجده فيها ونعمت، وإلا فهو لن ينتظر وعودًا سمعها أكثر من مرة".
وقال شيخ محضرة في محافظة الحوض الغربي شرق البلاد الشيخ أحمد، في حديث لـ "مصر اليوم": يجاهد شيوخ المحاضر بما يملكون، ويبذلون جهدهم الخاص للحفاظ عليها احتسابًا للأجر عند الله تعالى. مؤكدًا أن "المحاضر في موريتانيا لا تزال تحافظ على أسلوبها في التدريس، رغم المتغيرات الحاصلة التي فرضتها المدارس العصرية وانتشار التكنولوجيا"، مضيفًا أنهم "لم يغيروا لحد الساعة سوى طريقة الإضاءة، حيث كانوا قديمًا يستخدمون الخشب للإضاءة أما اليوم فالطلاب يستخدمون وسائل أخرى للإضاءة"، مضيفًا أنه "يرى أنه كانت هناك بركة في الإضاءة، التي كانت موجودة آنذاك وفي الوسائل المستخدمة في تلك الحقب".
ومن ناحيته يقول شيخ محضرة الإمام مالك باب ولد ألف: "لقد درسنا في محاضر في المنطقة، وتخرجنا منها وحافظنا على نفس النمط الذي كان موجودًا في هذه المحاضر"، لكنه يستدرك قائلا "في الماضي كانت الرغبة أكثر آنذاك والمشاغل أقل، لكن المراجع أكثر الآن والعلم أكثر انتشارًا".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحاضر الموريتانية تشهد إقبالا متزايدًا من الطلاب الباحثين عن علوم القرآن والفقه المحاضر الموريتانية تشهد إقبالا متزايدًا من الطلاب الباحثين عن علوم القرآن والفقه



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates