أبوظبي ـ مصر
اليوميعتزم فرع مؤسسة مواصلات رأس الخيمة استحداث بطاقات ممغنطة، وتسيير حافلات ذكية لنقل طلبة المدارس، في خطوة من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في نظام الرحلات المدرسية، بحسب عبيد البريكي مدير الفرع.
وأبلغ البريكي “الاتحاد” بأن العام الدراسي المقبل سيشهد اعتماد برامج وأنظمة أمن وسلامة مقنّنة تهدف إلى خلق بيئة ومناخ آمن للطلاب في مختلف المراحل السنية، ومن دون استثناء.
وقال إن هذه الأنظمة ستتيح للأسرة والمدرسة والفرع متابعة ومراقبة الحافلة المدرسية طوال خط سيرها.
وأوضح أن البطاقات الممغنطة التي سيحملها الطالب خلال الرحلة المدرسية من وإلى المدرسة ، تهدف إلى تأكيد انصرافه وحضوره وصعوده ونزوله من الحافلة بشكل يومي، حيث يقوم بتمرير البطاقة على جهاز في مدخل الحافلة، فيما يتوافر بالبطاقة قراءة خاصة بكل طالب، مرتبطة بأجهزة الحواسيب في إدارات المدارس، ورسائل نصية لأولياء الأمور، معتبراً أن هذه الفكرة مميزة وتخدم ولي الأمر والسائق والمدرسة في آن واحد.
وأكد فاعلية البطاقة الذكية في معرفة ما إذا كان أحد الطلاب لم ينزل من الحافلة بعد، في إشارة إلى ظاهرة نوم بعض الطلاب داخل الحافلات المدرسية، ومن ثمّ نسيانه وتعرضه لمكروه.
وأضاف: يصدر الجهاز صفارة إنذار للسائق، تفيد بأن أحد الطلاب لم يقم بتمرير بطاقته عليه، الأمر الذي ينبّهه إلى وجود طفل داخل الحافلة.
وعن الحافلات الذكية، أوضح البريكي، أنها تخدم عملية النقل بشكل إيجابي جداً، حيث ستكون الحافلة مربوطة بأجهزة تعقّب وحواسيب آلية تمّ توفيرها في فرع الإمارة، سيتم التعرف من خلالها على مخالفات السائق، وسرعته التي يقود بها وأماكن الوقوف الممنوعة، إضافة إلى الكاميرات الخلفية التي تساعد سائق الحافلة وتنبّهه بوجود طلاب خلف الحافلة، إضافة إلى وجود حسّاسات جانبية، وأبواب طوارئ، فيما تتميز الحافلة الذكية بوجود أجهزة تتبع تربط ولي أمر الطالب بالوقت الذي تصل فيه الحافلة عبر رسائل ترسل لولي الأمر.
وأسهب مدير الفرع في ذكر مزايا النظم الجديدة التي تعتزم المؤسسة طرحها العام الدراسي المقبل، موضحاً أنها ستقلل من معاناة المشرفات والمرافقات خلال نقل الطفل، حيث كانت المشرفة وسائق الحافلة يضطران في الكثير من الأحيان للانتظار طويلاً، حتى يتم تسلم الطفل منها أو تسليمه؛ ويضيع الوقت على أطفال آخرين ينتظرهم أولياء أمورهم، ويجعل المشرفات يواصلن الاتصال بأولياء الأمور، وإدارة المدرسة، إلى غير ذلك، بينما سيشرك النظام الجديد ولي أمر الطالب في متابعة ومراقبة وقت وصول أبنائه إلى المنزل.
وأشار البريكي إلى أن من شأن وجود تلك الأنظمة الأمنية الجديدة في الحافلات المدرسية المساهمة في التقليل من الحوادث المرورية وحوادث نقل الطلاب خلال يومهم الدراسي من المنزل إلى المدرسة وبالعكس، بنسبة قدرها بـ 50 في المائة، مشيراً إلى أن أكثر المشاكل التي يعانيها سائقو الحافلات المدرسية تتمثل في عدم احترام البعض من مستخدمي الطريق للحافلات المدرسية، والاستهتار بها، رغم وجود أنظمة وقوانين تضبط التعامل معها على الطريق.
وأوضح البريكي أن أجهزة التعقب الإلكتروني المتصلة بالأقمار الصناعية وعبر شبكة إنترنت تتمتع بخطوط آمنة ومحمية، حيث تم الانتهاء من عملية تركيبها على 3200 حافلة مدرسية، تنقل 177 ألف طالب وطالبة إلى 695 مدرسة حكومية في الدولة، من حوالي 95 ألف نقطة تجمع تخضع للمتابعة الإلكترونية عبر شاشات المراقبة، وهي تقطع بشكل يومي 4800 خط منتظم، فيما تم تزويد جميع فروع مواصلات الإمارات والمحطات التابعة لكل فرع، بأجهزة الحواسيب المكتبية والأجهزة المحمولة واللوحية والشاشات الثابتة، بحيث تقوم كل محطة بالمراقبة التشغيلية لخطوط سير حافلاتها.
وبدوره يقوم كل فرع بمتابعة محطاته الواقعة تحت نطاقه، بحيث يتم التحديث الدوري في المعلومات والبيانات الواردة عن الحافلات المدرسية عبر الأقمار الصناعية كل 5 دقائق، على أن يتولى مركز المواصلات المدرسية في الإدارة العامة عملية الإشراف العام على أداء الفروع وتقييم الكفاءة التشغيلية لحافلاتها المدرسية.
وبيّن البريكي أن مبادرة نظام التتبع الإلكتروني للحافلات المدرسية تعد من النظم التعليمية التي تحتل المراكز الأولى عالمياً، معتبرها إضافة رائدة في مجال النقل والمواصلات؛ كونها تعزز من تطبيق الخطة الاستراتيجية لحكومة الإمارات 2011 -2013، والتي جعلت من أهم أولوياتها تحقيق نظام تعليمي رفيع المستوى، عبر عدة مشاريع ومبادرات طموحة تسعى لها مواصلات الإمارات.
وقال إن هذه المشاريع تضمنت تدريب وتأهيل الموظفين لاستخدام النظام، وأشرف عليها مدربون مؤهلون قاموا بتقديم برامج التدريب المختلفة في كيفية استخدام النظام بالشكل الصحيح والأمثل، إضافة إلى تدريب مجموعة من الموظفين للتعامل مع الأمور الفنية وأية أعطال قد تطرأ في أجهزة أو برامج النظام.
ونوه مدير الفرع بدور هذه المبادرات والأنظمة في تحقيق الراحة النفسية والاطمئنان لولي أمر الطالب، والتي يتواكب فرع مؤسسة مواصلات رأس الخيمة من خلالها مع باقي الأفرع في الدولة.
وأشاد البريكي بحرص المسؤولين على توفير البيئة الآمنة لطلاب المدارس والوصول بمرحلة النقل المدرسي إلى القمة، معتبرا أن الأفكار والمشاريع الذكية التي تم طرحها مؤخراً تعد من البرامج والأنظمة المميزة والقوية التي تساهم في حماية الطفل والطالب من مرحلة رياض الأطفال وحتى الثاني عشر، من أخطار الطريق الناجمة أو المشاكل التي قد تحدث خلال الرحلة المدرسية.
وأوضح أن العام المقبل سيشهد تفعيل خدمة إشارة قف والقاعدة الذهبية في الطريق، مشددا على ما وصفه بـ”قدسية” الحافلة المدرسية على الطريق، حيث يجب على الجميع احترامها والمساهمة في حماية الأرواح بداخلها.
وشدد على ضرورة إعطاء الحافلات المدرسية أولوية في الطريق وعناية خاصة، منوهاً بأن هناك تعاونا مشتركا مع إدارات المرور والدوريات بشأن توفير سبل الأمن والسلامة للطلاب خلال الرحلة المدرسية، من خلال قوانين صارمة مع كل من يعرض حياة الطلاب والأطفال في الحافلة للخطر.
واختتم حديثه بالقول: إن الفرع يقوم ضمن أعمال الصيانة والتجديد حالياً بصبغ الحافلات المدرسية باللون الأصفر الفسفوري ليكون مميزاً.
340 حافلة يومياً
أوضح عبيد البريكي مدير الفرع أن فرع مواصلات رأس الخيمة يحرك وبشكل يومي 340 حافلة مدرسية تسير على 550 خطاً وتنقل من خلالها 20 ألف طالب وطالبة من مرحلة رياض الأطفال حتى الثاني عشر بمختلف مناطق الإمارة.
وخصص الفرع 232 مشرفة موزعات على 4 محطات، هي: الرئيسية بالنخيل، والرمس، والظيت، وغليلة، زودت جميعها بحواسيب آلية وأجهزة تتبع.
"الاتحاد"
أرسل تعليقك