القاهرة ـ علي رجب
دعا شيخ الأزهر الشريف الطلاب الوافدين إلى ضرورة أنْ يصارحوه بأحوالهم ويُفضوا إليه بمتاعبِهم، ولا يتردَّدوا في ذِكر أيِّ مُشكلةٍ من مشاكلهم، وقال لهم ،خلال المؤتمر السنوي الأول للوافدين والذي تنظمه الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالتعاون مع برلمان الطلاب الوافدين، وعُقد في قاعة مؤتمرات الأزهر في مدينة نصر ظهر الأربعاء "نحن لكم هنا آباء،
وأنتم لدينا وَدِيعةٌ غالية، ونَعِدُكم أن نزيل من طريقكم العقبات، ما أمكَنَنا ذلك، لتتفرَّغوا لغايتِكم التي جِئتُم من أجلها؛ وهي استِيعابُ العلمِ والمعرفة، وإحكام أدَواتِهما من اللغة والمنطق وحُسن الفهم والنظَر، واللهُ بعد ذلك وقبلَه هو الفتَّاح العليم؛ولا يُنال العلم - كما يقولُ الإمام الغزالي - إلا بالتواضُع وإلقاء السَّمع".
وشدد على أن الطلبة الوافدين هم كنز الأزهر الحقيقي الذي يفتخر به قائلاً "قلقي ليلاً ونهاراً هو الطلبة الوافدين، لأني اعتبرهم كنز الأزهر الحقيقي الذي يزداد يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام هو كنز لا ينقص بل في ازدياد".
وأكد أن الأزهر الشريف يستقبل أكثر من 110 دول، يدرس أبناؤها العلم ويتأثرون به ثم يعودون إلى بلادهم ليكونوا رسلاً وسفراء أمناء للأزهر الشريف، مضيفاً أن الاهتمام بالطلاب الوافدين يمكن عن طريقهم أن يغير العالم وينشروا ثقافة الإسلام السمحة التي تدعو إلى السلام."
واستجاب شيخ الأزهر إلى العديد من مطالب الطلبة الوافدين التي قدمها رئيس برلمان الوافدين عبد اونيلا، وفي مقدمتها رفع المنحة المالية التي يقدمها شيخ الأزهر بزيادة 100 جنيه للطلبة الوافدين شهرياً، لافتاً إلى أنه سيكون هناك تفكير في قصر تمهدي الماجستير على عام واحد.
وكشف شيخ الأزهر الشريف إنشاء مجلس أعلى لشؤون الطلبة الوافدين برئاسته من أجل رعاية الطلبة الوافدين.
وأكد رئيس لجنة الإعلام لبرلمان الوافدين في الأزهر محمد سالم القسم، أن أهداف المؤتمر هي فتح باب الحوار بين الوافدين وقيادات شيخ الأزهر الشريف مباشرة لمعرفة مشاكل والصعوبات التي تواجه الطلبة الوافدين في الأزهر، مضيفا أن الوافدين يواجهون مشاكل عديدة ومختلفة سواء في أعداد المنح التي يطلبونها، بالإضافة إلى وضع رؤيتهم المستقبلية للدراسة في الأزهر الشريف.
وأوضح في تصريح لـ"مصر اليوم" أن المؤتمر يهدف إلى مد جسر التواصل بين الطلبة الوافدين والمسؤولين في الأزهر الشريف، لافتا إلى أن عدد أعضاء البرلمان 130 عضواً يمثلون 45 دولة مسجلين بشكل رسمي في الرابطة ضمن أكثر من 100 دولة لها طلبة في الأزهر الشريف، مضيفاً أن أهم مشاكل الطلبة هي ضرورة استخدام اللغة الفصحى في قاعات الدراسة بدلاً من اللغة العامية وتطوير نظم الدراسة والمناهج في الأزهر الشريف
وتحدث الدكتور عبد الفضيل القوصي مُركّزًا على ثلاث ركائز، هي القرآن، والأزهر، والوافدين؛ حيث ذكر أن القرآن هو الأساس الذي ينبني عليه كل شيء في حياتنا, وأن الأزهر هو الحارس الأمين على علوم القرآن الكريم, وأن الطلاب الوافدين ليسوا غرباء على مصر؛ وإنما هي بلدهم، ثم وجّه التحية إلى الطلبة الوافدين.
أما الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الشيخ علي عبد الباقي، فقد تطرق إلى أن عدد الوافدين الذين يدرسون في الأزهر أربعون ألف طالب، يمثّل طلاب المنح منهم ما لا يزيد عن خمسة آلاف طالب، والباقي يدرس على نفقته الخاصة، وأتوا إلى مصر بتأشيرة سياحية وليس بتأشيرة دراسة، وقام الأزهر بتغيير التأشيرات للدراسة، مما يدلل على مدى رغبة الآلاف من الطلاب الوافدين في الإقبال على الأزهر حتى ولو كان ذلك على نفقتهم الخاصة، منتقدًا بعض الطلاب الوافدين الذين ينشغلون بالعمل ويهملون الدراسة، وكذلك من يتركون الدراسة بالأزهر ليدرسوا دراسة أخرى غير وسطية.
كما نبّه إلى أن هناك توجيهات من فضيلة الإمام الأكبر بضرورة استعمال العربية الفصحى داخل قاعات الدراسة، وخصوصًا مع الطلاب الوافدين.
وأكد الدكتور عبد الباقي أن الأزهر يعلب دائماً دور جسر التواصل بين مصر ومختلف شعوب العالم ،ومنذ آلاف السنين وهناك الآلاف من الطلبة الذي يأتون إلى الأزهر الشريف سنوياً من أجل الدراسة ، ووصل من هؤلاء الطلبة إلى مستوى رؤساء دول ورؤساء حكومات وزراء وغيرها كقيادات عليا في هذه الدول، ولكن اليوم أصبح العبء ثقيلا على الأزهر في ظل تزايد أعداد الطلبة الوافدين وأعداد الدول التي تطلب زيادة المنح إلى لأبنائها للاتحاق بالأزهر الشريف القيمة والقامة.
وأوضح عبد الباقي لـ"مصر اليوم"أن عدد طلاب الأزهر الشريف أكثر من 40 ألف طالب وافد على الأزهر وهو يشكل عبءاً على الأزهر الشريف ولكن الأزهر قادر على استيعاب هؤلاء رغم تزايد أعداد الطلبة الوافدين بالإضافة إلى أعداد الطلبة المصريين.
وعن المؤتمر قال عبد الباقي إنه يهدف إلى مزيد من التواصل مع الطلبة الوافدين من أجل إزالة المشاكل والسلبيات التي يواجها الطلبة، نحن كمسؤولين نحرص على هذه اللقاءات حتى يطمئنوا ويسعدوا بالتعليم في الأزهر لأن هؤلاء الطلبة هم سفراء مصر الحقيقيين لأوطانهم، مضيفاً "أن الأزهر يمثل القوة الناعمة لمصر في الخارج".
وشدد على أن سر نجاح الأزهر الشريف وبقائه وقوته هو عدم تدخله في السياسة في أي من الدول بل يهدف إلى تقديم العلوم الشريعية.
وتحدث الطالب الوافد عبد الرحمن، من الفلبين، حيث وجّه التحية لفضيلة الإمام الأكبر، وسأل الله أن يجعله ذخراً للأزهر، وذكر أن من أراد الدنيا والآخرة معاً فعليه بالأزهر الشريف، وفي ختام كلمته شكر الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية، وذكر أن ما يحدث على أرض مصر يحزنه؛ مضيفاً "إن كان جسدي قد ربّته أوطاني، فروحي قد ربّتها مصر
حضر المؤتمر لفيفٌ من عمداء الكليات الأزهرية، وأساتذة جامعة الأزهر، وكان في مقدمة الحضور رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر الأستاذ الدكتورحسن الشافعي، ورئيس مجمع اللغة العربية، وعضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتورعبد الفضيل القوصي، والرئيس العام للرابطة العالمية لخريجي الأزهر الأستاذ الدكتورعبد الدايم نصير، وعميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين الدكتور محيي الدين عفيفي.
أرسل تعليقك