القاهرة ـ علي رجب
اعتذر رئيس جامعة "عين شمس" الدكتور حسين عيسى عن الإصابات التي نتجت عن الاشتباكات بين الطلاب وعدد من البلطجية، على خلفية شطب أسرة "نيوفيجن" في كلية الحقوق، لإتهام أعضائها بالقيام بأعمال الشغب والتخريب.يأتي هذا بالتزامن مع اشتباكات جديدة، الاثنين، جاءت عقب تصاعد الخلاف بين الطلاب المتظاهرين ضد الانفلات الأمني، وطلاب من أعضاء أسرة "نيوفيجن" في كلية الحقوق، وسط محاولة من الطلاب لتسليح أنفسهم، من خلال قطع الأخشاب، للدفاع عن أنفسهم، بعد تلويح "نيوفيجن" بالأسلحة البيضاء، وتبادل التراشق بالحجارة، فيما قام
أمن الجامعة، عقب اشتباكات استمرت طويلاً، بإلقاء القبض على أربعة بلطجية وتسلميهم إلى الشرطة.ووقعت الأحداث عقب إعلان طلاب الجامعة تنظيم مسيرة ضد البلطجة في الجامعة، اعتدى عليها (المسيرة) مجموعة كبيرة من البلطجية، على رأسهم "غريب" البلطجي، ووفقًا لـ"اتحاد طلاب حزب التحالف الشعبي الاشتراكي" في الجامعة فإن "غريب" كان تحت إمرة إدارة جامعة "عين شمس"، وقائد الحرس السابق في قمع أي نشاط أو تحرك طلابي داخل الجامعة قبل الثورة، وكان يُمثل حالة إرهاب حقيقية، برعاية إدارة الجامعة وقوات أمنها، للطلاب كافة، وهو قائد أحداث جامعة "عين شمس" لعامي 2006 و 2007، والتي كانت من أهم أحداث البلطجة والاعتداء على الطلاب في جامعات مصر منذ أكثر من 20 عامًا.وأضاف الاتحاد، في بيان له، أنه "بعد اعتداء غريب البلطجي وبطانته، الخميس الماضي، ثم، الأحد، على الطالبة أمنية حسين، عضوة اتحاد الطلاب عن اللجنة الثقافية في كلية آداب جامعة عين شمس، وكسر مقر الجوالة، وتسببه في إصابة أحد الطلاب، ما أدى إلى قطع ساقه، وبعد أن قالت الإدارة للطالبة (احمي نفسك، والأفضل ان تنهي السنة الدراسية في بيتك)، قرر طلاب جامعة عين الشمس، الاثنين، الخروج في تظاهرة كبيرة، تنديدًا بالاعتداء على الطلاب، وأعمال البلطجة التي تمارس داخل الحرم الجامعي، مطالبين إدارة الجامعة بتأمينهم من خلال التعاقد مع شركة أمن، أو خلافه"، وعلى الرغم من علم إدارة الجامعة المسبق بالتظاهرة وأسبابها ومطالبها، ولكنهم تركوا الطلاب من جديد فريسة تحت أيدي البلطجية، الذين قاموا، الاثنين، بقيادة "غريب" بالاعتداء على المسيرة والطلاب المشاركين فيها، ما أدى إلى إصابة العديد من الطلاب، وتسبب في حالة إرهاب عامة لكل طلاب الجامعة.وفي السياق ذاته، أكد رئيس اتحاد طلاب الجامعة كريم بلال، لـ"مصر اليوم"، أن "الاتحاد طالب الجامعة بتوفير شركة أمن لتأمين الطلاب، إلا أنها أوضحت أنه تم التعاقد بالفعل مع جهاز المخابرات، ولكن التنفيذ سيكون بعد 6 أشهر من بداية توقيع التعاقد في شباط/فبراير الماضي"، مضيفًا أن "الجامعة تواجه أسبوعيًا مشاجرات بين الطلاب، وأن الأمن الإداري يكتفي بتأمين المنشآت، ويتدخل في بعض المشاجرات لفضها في بعض الأحيان"، موجهًا رسالة واضحة وصريحة لرئيس الجامعة، قائلاً "إنه في حالة عدم توفير شركة أمن وحماية الطلاب، سوف يكون أول مطلب للطلاب هو إقالتك".وقال نائب رئيس اتحاد طلاب عين شمس محمد صلاح أن "ما شهدته الجامعة يعتبر وصمة في تاريخ إدارة الجامعة الحالية، فالجميع شاهد البلطجية في الجامعة دون تدخل من أفراد الأمن الجامعي، أو من قوات الشرطة، التي كانت خارج الجامعة"، مطالبًا إدارة الجامعة بـ"تأمينهم من خلال التعاقد مع شركة أمن أو خلافه، ورغم علم إدارة الجامعة المسبق بالتظاهرة وأسبابها، لكن إدارة الجامعة تركت الطلاب فريسة للبلطجية، والذين يقودهم شخص يدعى (غريب)، معروف بصورة كبيرة لإدارة الجامعة".من جانبه، أكد نائب رئيس جامعة "عين شمس" الدكتور محمد الطوخي أن "الجامعة كان لديها علم بالمسيرة، التي كانت ستنطلق من ميدان العباسية إلى الجامعة"، مشيرًا إلى أنه "حدث اشتباك بسيط بين طالبين في كلية الآداب، الأربعاء الماضي، وموضحًا أن "إدارة الجامعة إتخذت إجراءات عدة، حين قام أحد الطلاب باستدعاء إحدى الأسر في الكلية، منها شطب الأسرة التي يقوم أعضائها بالبلطجة، على الرغم من أن دورنا ليس فض المشاجرات، هذا واجب الأمن، وقد قمنا بتحويل بعض الطلاب إلى النيابة، لإجراء التحقيق معهم"، مؤكدًا أنه "لا يوجد في ميزانية الجامعة أي بند خاص بالأمن، منذ خروج قوات الأمن من الجامعة، ونقوم بتوفير ميزانية أفراد الأمن العاديين من خلال ميزانية الجامعة"، وأضاف "لقد تعاقدنا مع أحد الأجهزة السيادية، من أجل توفير كاميرات مراقبة توضع داخل الحرم الجامعي، وبوابات إلكترونية، للكشف عن المعادن، من أجل فرض الأمن والنظام داخل الجامعة، وكل ذلك تم استيراده، ومن المنتظر أن يتم تركيبه مع بداية العام الدراسي الجديد"، لافتًا إلى أنه "أعطى تعليمات لأفراد الأمن في الجامعة، الذين يصل عددهم لـ250 موظفًا، أنه بمجرد نشوب مشاجرة داخل الجامعة يتم إغلاق جميع بوابات الجامعة، كي لا يدخل البلطجية من الخارج، وأن الإصابات التي نجمت عن المشاجرات بسيطة، وقد ألقي القبض على بعض الطلاب، بعضهم ينتمى لكلية الحقوق، والآخر من الآداب"، موضحًا أن "مصدر القلق دائمًا ما يأتي من هاتين الكليتين، وقد فوضنا عميدي الكليتين لإتخاذ القرار المناسب بشأن تعليق الدراسة من عدمه فيهما".
فيما قدم رئيس جامعة "عين شمس" الدكتور حسين عيسى "اعتذارًا لطلاب جامعة عين شمس الذين أصيبوا في أحداث اشتباكات الإثنين، وعلى مدار الستة أشهر الماضية أيضًا، وكذلك لجميع الطلاب المتضررين من الصورة التي وجدوا عليها الجامعة"، موضحًا أنه "لا يتمنى أن تبقى تلك الصورة المأساوية في ذهن الطلاب وأولياء الأمور، وأن إدارة الجامعة تعمل على قدم وساق لاحتواء الملف الأمني، وأن الجامعة ستتخذ إجراءات رادعة ضد كل من يثير الشغب داخلها، ويعتدى على قدسية الحرم الجامعي"، مشيرًا إلى أنه "أصدر قرارًا لجعل إدارة الجامعة هي المسؤولة عن مجالس التأديب للطلاب، بدلاً عن الكليات".
في السياق ذاته، كثف الأمن الإداري من تواجده داخل الحرم الجامعي، وأغلق الباب الرئيسي لكلية الحقوق، واكتفى بفتح الباب الفرعي، والتأكد من هوية الطلاب قبل دخول الجامعة، في حين تلقى عشرات الطلاب في الجامعة، الذين تظاهروا، الأحد، داخل حرم الجامعة ضد البلطجة، تهديدات من "مثيري الشغب والبلطجة" بالاعتداء عليهم حال دخولهم الجامعة مرة أخرى، ومن بينهم عضو المكتب المركزي لطلاب حزب "الدستور" مصطفى فؤاد، وعضو طلاب "الدستور في عين شمس" أحمد عز، ومسؤول "الدستور" في عين شمس محمد سرحان، وأمين "اتحاد الطلاب" في الجامعة كريم بلال، والأمين المساعد للاتحاد ذاته محمد أبو صلاح، والمسؤول السابق لـ"الإخوان المسلمين" في الجامعة أسامة سالم.
ومن جانبه، قال المستشار القانوني لحركة "استقلال جامعة عين شمس" المحامي صالح حسب الله "هي صورة من الأحداث التي تشهدها مصر بصورة عامة، وأن أمن الجامعة مسؤولية رئيس الجامعة"، لافتًا إلى أن "تأمين الجامعات بالصورة الراهنة، وفي ضوء الوضع الأمني المرتبك، تحتاج إلى قرارت سريعة، حيث تنقص الجامعة التدابير اللازمة، والتدريبات اللازمة لأفراد الأمن، الذين يقومون بحمايتها"، موضحًا أنه "على الرغم من هذه الأحداث والبلطجة، فإن عودة الشرطة لتأدية دورها كحرس جامعي مرفوض، وفقًا للقانون والدستور، الذي يضمن استقلال الجامعات، التي نصت عليها المادة 59 من الدستور، وقضت المحكمة الإدارية العليا في هذا الشأن بطرد الحرس الجامعي"، مضيفًا أنه "يجب تأمين الجامعات بتدابير احترازية وقوية لمواجهة التعدي على الجامعات، والتي تتمثل في التعاقد مع شركة أمن لتأمين الجامعة، وتوفير بوابات دخول إلكترونية للكشف عن المعادن، وشطب الأسر المسؤولة عن أحداث البلطجة"، مشيرًا إلى أن "تجربة الأمن المدني في الجامعات الخاصة نجت بصورة كبيرة في جامعة الأهرام الكندية، حيث يعمل على بواباتها من الداخل، في حين يتمركز أفراد الشرطة خارجها، والهدف من هذا ألا يدخل للحرم الجامعي العناصر المتطرفة والإجرامية، التي قد تؤدي إلى مشاكل، كما حدث في جامعة عين شمس"، مبينًا أنه "في جامعة الأهرام الكندية لديهم رجال أمن من المدنيين، وعددهم 24 رجلاً من الأقوياء الأشداء، يقفون على أبواب الجامعة، يحرسونها من الداخل، ولكن عندما نشعر أن هناك بعض المشاكل خارج أسوار الجامعة، فإننا نستعين برجال الشرطة للتأمين خارج أسوار الجامعة، على أن تتحمل الجامعة رواتبهم، حفاظًا على الاستقرار خارج الجامعة، وعمومًا فإن الأمر يجب ألا يتسبب في حساسية لأحد"، مطالبًا وزير التعليم العالي ورئيس الوزراء بـ"محاسبة المسؤولين كافة عن الأحداث المفجعة ضد طلابنا، وتحمل الحكومة الفاشلة مسؤوليتها الحقيقية في تأمين الجامعة والطلاب، وإتخاذ كل ما يلزم من إجراءات ضد رئيس الجامعة، والمسؤولين كافة فيها، عن تعريض حياة الطلاب للخطر، وعدم القيام بمهمتهم في تأمين حياتهم ودراستهم داخل الحرم الجامعي".
ويذكر أن جامعة "عين شمس" شهدت، الاثنين، عزوفًا طلابيًا عن الحضور، بعد الأحداث التي وقعت، الأحد، بين طلاب الجامعة وأسرة "نيوفيجن"، والتي أدت إلى إصابة العشرات، وتحويل الحرم الجامعي لساحة "حرب شوارع"، ومن بعدها إلقاء القبض على 4 من مثيري الشغب، حيث لم تشهد كلية الحقوق، إعلان تعليق الدراسة فيها لمدة يومين، حضورًا من جانب الطلاب نهائيًا، وفي كلية العلوم، ترددت أنباء عن تعليق الدراسة لمدة 4 أيام، نظرًا لإمتداد الاشتباكات إلى ساحتها، إلا أن عميد الكلية الدكتور أحمد رفعت نفى ذلك، وأكد أن الدراسة تسير بصورة منتظمة، ولكن الطلاب عزفوا عن الحضور.
أرسل تعليقك