شكلت مبادرة "السلامة الرقمية للطفل" التي أطلقها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة إحدى أهم مبادرات الارتقاء بجودة الحياة الرقمية في مجتمع دولة الإمارات.
واختتم البرنامج في إطار هذه المبادرة "المخيمات التفاعلية لطلاب مدارسالإمارات" التي ركزت على تعزيز السلامة الرقمية للأطفال، وترسيخ أسس الاستخدام الآمن والسليم لشبكة الإنترنت وتطبيقات العالم الرقمي وجاءت ضمن جهود ترجمة محاور وأهداف الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، التي اعتمدها مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" فيما حظيت المبادرة بدعم ورعاية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وتهدف مبادرة "السلامة الرقمية للطفل" إلى مساعدة الآباء والأمهات في إدارة الحياة الرقمية لأطفالهم ومواجهة ما يتعرضون له عبر المواقع الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، وتوعيتهم بسبل استخدامها بشكل سليم، بما يضمن الوصول إلى عالم رقمي صديق للأطفال، تحقيقاً لأهداف الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 بترسيخ أسس مجتمع رقمي إيجابي وآمن، من خلال أربعة مكونات رئيسية، هي: المخيمات التفاعلية للأطفال، والبوابة الإلكترونية المعرفية، والورش التدريبية للآباء والأمهات، إضافة إلى خط دعم السلامة الرقمية.
وشكَّلت المخيمات التفاعلية التي نظمها البرنامج بالشراكة مع عدة جهات حكومية من بينها وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم أحد أبرز المبادرات الداعمة لمبادرة السلامة الرقمية للطفل وهدفت إلى تعزيز جودة الحياة الرقمية للطلاب في مدارس دولة الإمارات، وبناء قدراتهم لمواجهة تحديات العالم الرقمي وتشجيعهم على استخدام الإنترنت بشكل إيجابي وآمن، وتوعية وتأهيل المعلمين والأهالي بسبل مواجهة هذه التحديات.
واستهدفت المخيمات التفاعلية، التي تدعم جهود حكومة الإمارات في تعزيز السلامة الرقمية للطفل والارتقاء بجودة حياته الرقمية، توعية الطلاب باسلوب تعليمي جاذب يضمن تزويدهم بمهارات وأسس إدارة الحياة الرقمية بشكل هادف وواع، وتعريفهم بالقوانين الإماراتية التي تضمن الحد من آثار العالم الرقمي السلبية، وكيفية التعامل مع التحديات التي تواجههم، وترك بصمة رقمية إيجابية تسهم في تشكيل قدوة حسنة وتشجع المجتمعات الرقمية الهادفة.
وأكدت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء، أن تعزيز جودة الحياة الرقمية يشكل جزءاً مهماً من المنظومة المتكاملة لجودة الحياة في دولة الإمارات، وأحد أهداف الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، مشيرة إلى أهمية تعزيز جودة الحياة الرقمية للأطفال وتزويدهم بالمهارات الكفيلة بتمكينهم من الحفاظ على سلامتهم الرقمية، ومساعدة الأهالي ودعمهم في فهم مخاطر العالم الرقمي وسبل مواجهتها، وآليات إدارة الحياة الرقمية لأطفالهم.
وقالت الرومي، "يقضي الأطفال وقتاً طويلاً في الفضاء الرقمي ما يجعل من حمايتهم من التعرض لمحتوى مسيء أو عدواني أو سلبي، ضرورة ومسؤولية عامة تتطلب توفير أدوات وحلول تساعد الآباء والأمهات على حماية أطفالهم وضمان سلامتهم في العالم الرقمي بما يعزز جودة الحياة الرقمية للأطفال".
وأشادت بجهود الجهات المشاركة في تنظيم المخيمات التفاعلية، وفي مقدمتها وزارة الداخلية بتوجيه مباشر من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية و أثنت على دور الآباء والأمهات لتفاعلهم الإيجابي مع المبادرة، وثمنت جهود المدربين وحرصهم على تقديم معلومات قيمة ومفيدة لطلاب المدارس المشاركين وذويهم.
وأكدت وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة أهمية دور المخيمات التفاعلية في تعزيز مهارات الطلبة وقدرتهم على تحديد السلوكيات الرقمية الإيجابية، وتوجيههم نحو اتخاذ خيارات تضمن سلامتهم وتدعم توفير بيئة صديقة للأطفال تعزز مستويات السلامة الرقمية، مشيرة إلى أن المبادرة لاقت تجاوباً وتفاعلاً واسعاً من الطلاب والأهالي، وجاءت ضمن سلسلة مبادرات للبرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة للارتقاء بجودة الحياة الرقمية في مجتمع دولة الإمارات.
وأكدت جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام أن مبادرة السلامة الرقمية للطفل التي أطلقها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة أسهمت من خلال المخيمات التفاعلية في تنمية وعي الأطفال حول تحديات استخدام الإنترنت وأهمية السلامة الرقمية والممارسات الإيجابية والآمنة خلال التعامل مع الشبكة العنكبوتية.
وأضافت أن المبادرة عززت الهوية الوطنية لدى الطلبة وبناء شخصيتهم في ظل التطورات الرقمية المتسارعة التي يشهدها العالم، مشيرة إلى ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية للطلبة ضمن العالم الافتراضي عبر صياغة أطر مؤسسية ومجتمعية من شأنها توحيد الرؤى لغرس القيم والعادات الأصيلة في أذهان النشء وهو دور تشاركي يتطلب المزيد من التعاون مع كافة الجهات.
وبينت المهيري أن وزارة التربية والتعليم حرصت منذ إطلاق منظومة التعليم المطورة تحت مظلة المدرسة الإماراتية على رفع كفاءة الطلبة في ما يتعلق باستخدام شبكة الإنترنت بما يتماشى مع خطط الوزارة وسياساتها الرامية لتكريس التعلم الذكي بين الطلبة وحمايتهم كذلك من نتائج استخدام الإنترنت بطريقة غير آمنة، إذ سعت الوزارة ومن خلال مناهجها وأنشطتها المتنوعة إلى بناء وعي الطلبة في هذا المجال للنأي بهم عن المخاطر التي قد تنتج بسبب الاستخدام غير الملائم للشبكة العنكبوتية.
ولفتت المهيري إلى أن جهود وزارة التربية والتعليم في مجال حماية الطلبة من تحديات العالم الافتراضي والتي أنتجتها الثورات المتتالية في المجال الرقمي والتقني تأتي في سياق تكاملي مع الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، والتي أفردت حيزاً لتعزيز مفهوم جودة الحياة الرقمية عبر تنفيذ مبادرات بالتعاون مع كافة الجهات والمؤسسات الحكومية والمجتمعية للحفاظ على وعي أبنائنا وطلبتنا.
وأطلق البرنامج بالتعاون مع وزارة الداخلية، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة تنمية المجتمع، والهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، والقيادة العامة لشرطة دبي، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، وبرنامج خليفة للتمكين "أقدر"، ونادي شباب الأهلي دبي، 9 مخيمات تفاعلية استهدفت أكثر من 2000 طالب على مستوى الدولة، وتم تنظيمها في مدرسة أسماء بنت النعمان في دبي، ومدرسة الثاني من ديسمبر للتعليم الأساسي في دبي، وأكاديمية الاتصالات في دبي، ومعهد التكنولوجيا التطبيقية في أبوظبي، ومدرسة حمدان بن زايد آل نهيان في أبوظبي، وكليات التقنية العليا – كلية دبي للطلاب، إضافة إلى مدارس جيمس.
وعملت المخيمات التفاعلية على توعية الأطفال وطلاب المدارس بمخاطر العالم الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، وسبل حمايتهم منها من خلال تزويدهم بمهارات وأسس التصفح الآمن والواعي للوسائط الرقمية، وحث الأطفال على استخدام ونشر المحتوى الهادف، إضافة إلى فتح قناة للتواصل المباشر مع الأطفال والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم، خلال فترة الإجازة الصيفية.
وأكد المستشار الدكتور إبراهيم الدبل رئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج خليفة للتمكين "أقدر" أن سلامة الأطفال وحمايتهم من المخاطر الرقمية والمشاركة المفرطة عبر الإنترنت وما ينتج عنها من تأثير سلبي على سلوكيات الأطفال يسهم في ترسيخ مفاهيم المواطنة الإيجابية وتعزيز جودة الحياة في المجتمع.
وأضاف أن المخيمات التفاعلية للسلامة الرقمية التي نظمها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة بالتعاون مع وزارة الداخلية تعتبر أداة لبناء أجيال قادرة على فهم العالم الرقمي والتعامل معه بإيجابية ووعي وتشكّل استمراراً لمسيرة مشاريع ريادية تطرحها الجهات الحكومية لتعزيز حماية الأطفال وترسيخ استقرار المجتمع.
وأشار الدبل إلى أن برنامج خليفة للتمكين "أقدر" قدّم خلال فعاليات المخيمات الصيفية التفاعلية 7 ورش في عدة محاور كالتنمر الإلكتروني واستخدام الإنترنت الآمن وكيفية التصرف مع أي إساءة أو خطر محتمل وذلك من خلال تدريب الأطفال على الاستخدام الآمن لمواقع الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية حسب الفئات العمرية موضحا أن المخيمات التفاعلية للسلامة الرقمية لاقت إقبالاً واسعاً من المشاركين تمثل في حجم المشاركة والحضور والتفاعل مع محتويات المادة التدريبية والأسئلة التي يتم طرحها باسلوب شيق وممتع.
وقال زاخر الشافعي اخصائي تدريب في برنامج خليفة للتمكين "أقدر"، "إن المخيمات التفاعلية تمثل خطوة أولى نحو مجتمع آمن ومستقر رقمياً وتهدف إلى توجيه الطلبة إلى استخدام التقنيات بصورة إيجابية وآمنة، من خلال تعريفهم بالقيم الأخلاقية التي ينبغي الالتزام بها واتباعها في العالم الرقمي، إضافة إلى تعريفهم بالوسائل التي يمكنهم اللجوء إليها للإبلاغ عن أي مصاعب قد تواجههم".
ولفت إلى أنه لم يعد هناك بيت يخلو من التقنيات الحديثة في الوقت الحالي، وينبغي على أولياء الأمور أن يكونوا قادرين على تحديد المخاطر التي قد تواجه أبنائهم وحمايتهم من مخاطر العالم الرقمي، مضيفاً أن أهمية المخيمات التفاعلية لا تقتصر على توعية الأطفال فحسب، بل تستهدف كذلك أولياء الأمور ليتعرفوا على المخاطر التي قد يواجهها الأبناء نتيجة لاستخدام هذه التقنيات وطرق التصدي لها.
وركزت المخيمات التفاعلية على 8 محاور أساسية شملت التنمر الإلكتروني، والبصمة الرقمية، والقيم الأخلاقية الرقمية، وإدارة الوقت على الإنترنت، والتعرض لمحتوى غير لائق، ووسائل التواصل الاجتماعي، والخصوصية الرقمية، إضافة إلى شرح المواد القانونية المتعلقة بالسلامة الرقمية في دولة الإمارات، وتزويدهم بالمعارف والعلوم اللازمة بما يضمن التصفح الآمن للإنترنت وتنمية قدراتهم الشخصية في التواصل مع الآخرين، ومعرفة المعلومات التي يمكن نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتناولت المخيمات التفاعلية في محور البصمة الرقمية موضوع الحفاظ على السمعة في العالم الرقمي، وعرفت الأطفال بأهمية السلوك على شبكة الإنترنت وضرورة الاهتمام بموضوع الخصوصية الرقمية عبر هذه الوسائط، ودور المحتوى الذي ينشره الأطفال ومعارفهم، في تشكيل بصمتهم الإلكترونية مثل الصور والتدوينات والتغريدات، وغيرها.
وفي محور إدارة الوقت والموازنة بين الحياة الواقعية والعالم الافتراضي، تناولت المخيمات التفاعلية مهارات تنظيم الوقت والحد من الإدمان على الإنترنت ومواقع التواصل، والتركيز على العلاقات الاجتماعية في محيط الأسرة والأقارب والأصدقاء، وعرفت المشاركين بالمخيم بتطبيقات تساعد على مراقبة وقت استخدام الأجهزة الذكية.
أما في محور القيم الأخلاقية الرقمية، فقدم المخيم التفاعلي للمشاركين شرحا حول القيم والسلوكيات الجيدة في العالم الرقمي، وأسس الاستخدام الإيجابي للمصادر الرقمية والمواطنة الرقمية الصالحة بما يسهم في تعزيز بنية المجتمع الرقمي الإيجابي.
واستعرضت المخيمات التفاعلية في محور التعامل مع الاستغلال والإساءة للأطفال عبر الإنترنت، مواضيع مثل المحتوى غير اللائق أو التعرض للإساءة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وسبل مواجهة هذه المواقف بطريقة سليمة، وتطرقت ضمن محور التنمر الإلكتروني آثار التنمر وكيفية التعامل معه، وعرفت الأطفال بأشكال التنمر الإلكتروني المختلفة.
وفي محور شبكة التواصل الاجتماعي، استعرضت المخيمات التفاعلية للأطفال أهمية وسائل التواصل الاجتماعي ودورها كأداة فعالة عند استخدامها على النحو الصحيح، والمخاطر التي تنطوي عليها، فيما تناولت المبادرة في محور الخصوصية الرقمية سبل حماية البيانات الشخصية وتبعات المشاركة غير المسؤولة في العالم الرقمي، وحماية الأطفال من المشاركة المفرطة عبر الإنترنت وما ينتج عنها من مخاطر انكشاف خصوصيات الأسر ما يعرضها للخطر.
أما المحور الأخير لمبادرة المخيمات التفاعلية للأطفال، فركز على الإطار القانوني والتشريعات الناظمة لموضوع السلامة الرقمية في دولة الإمارات، وموضوع حماية الطفل، وعرف الأطفال وطلاب المدارس بالعواقب القانونية للاستخدام غير السليم للإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وآليات مواجهة الجرائم الإلكترونية والإبلاغ عنها للجهات المختصة.
قد يهمك ايضا
مدارس خاصة في أبوظبي تطرح خصومات على الرسوم الدراسية تصل إلى 60%
"توتو" تستعد للكشف عن ملامحها في متحف مابي -جيرير الأميركي أيلول المُقبل
أرسل تعليقك