أثار النظام الحكومي الجديد لتصنيف التعليم الجامعي "إطار التميز في التدريس"، Tef، بعض الغضب داخل قطاع التعليم، ومن المتوقع ظهور نتائج التصنيف في يونيو/ حزيزان، وليس هناك شك أن التصنيف الجديد يمكن أن يهز التسلسلات الهرمية التقليدية، حيث تمنح الحالة الذهبية أو الفضية أو البرونية لكل مؤسسة تعليمية.
وتشير النمذجة المبكرة، إلى أن الجامعات الحديثة مثل أستون ودي مونتفورت وكوفنتري، ربما تأتي في أعلى جدول التصنيف، أما جامعات راسل الشهيرة بما في ذلك كلية لندن للاقتصاد وبريستول وكلية كينغز لندن، ربما تجد نفسها في القاع.ويصبح السؤال ما تأثير ذلك على الكفاءات المؤسسة والطلاب، وهل يمكن الوثوق في تلك الطريقة في تقييم التدريس؟، وتحدث كل من السير ستيف سميث نائب رئيس جامعة إكستر، والبروفسور تيم بلكمان نائب رئيس جامعة ميدلسكس عن الأمر، حيث تحتل جامعة إكستر حاليًا المرتبة العليا في جميع جامعات مجموعة "راسل"، من حيث "رضا الطلاب بشكل عام" في المسح الوطني للطلاب.
وأوضح ستيف سميث منذ أعوام، أن الجامعات ذات الأبحاث الكثيفة يجب أن تسعى للتميز ليس فقط من خلال الأبحاث، ولكن من خلال التدريس والتجربة التي تقدمها للطلاب، بينما تعد جامعة ميدليزكس نوع مختلف عن الجامعات في مجموعة "راسل"، حيث تفتخر بإعداد الطلاب للحصول على وظائف جيدة عند التخرج، وعلى عكس جامعة إكستر، تجذب جامعة ميدليزكس طلاب المنطقة المحلية ويعيش ثلاثة أرباع طلابها في منزلهم.
والسؤال هنا هل يجب على الحكومة أن تصنف الجامعات؟، لدى بلاكمان بعض التحفظات، فهو يخشى الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية كنوع من التعديل السياسي الذي ظهر بعد انتهاء الألعاب الأوليمبية من شاشات التليفزيون، وأضاف "سيكون لتلك الميداليات أثرًا كبيرًا بشأن كيفية رؤية ذلك القطاع على الصعيد الدولي، لكنه تقييم صارم وجاهز، نحن نتحدث عن 3 فئات مع حافة صارمة بين كل جائزة وفقًا للمعايير والمقايسس، ولدي تساؤلات بشأن المخاطر الحقيقية على القطاع".
وكان سميث أكثر دبلوماسية، مشيرًا إلى أن الحكومات صنفت الجامعات بناءً على جودة أبحاثها على مدى 31 عامًا من خلال إطار التميز البحثي "Ref"، ما ساعد المملكة المتحدة في قيادة العالم في مجال المنشورات العلمية والاستشهادات، مضيفًا "أعتقد أن إطار التميز في التدريس محاولة من الحكومة للتعبير عن أهمية التدريس، وهناك قصص حقيقية عن الجامعات التي لا تأخذ التعليم بجدية، ولا يحدث هذا فقط في عهد تلك الحكومة لكن ذلك يعود إلى عقد على الأقل من خلال تجربتي، ولذلك أرى أن الحكومة تحاول إعادة التوازن في تركيز المؤسسات نحو التعليم".
وبشأن تقييم تلك المقاييس، أبدى كل من بلاكمان وسميث القلق نفسه، بشأن ما اعتبروه مقاييس بسيطة، ويعد التقييم من القضايا المثيرة للجدل، حيث يتم تقييم الجامعات بناءً على نوع الطلاب، مع مراعاة مؤهلات دخولهم وخلفيتهم وعمرهم وعرقهم وتخصصهم الدراسي، وقال سميث: "أشعر بالقلق لأن ذلك يقيد التقييم بدلًا من النظر إلى الأداء المطلق، وأعتقد أنه سيكون هناك بعض النتائج غير المقصودة في تلك النقطة".وأعطى سميث مثال على جامعتين افتراضيتين، الأولى واحدة من جامعات راسل الشهيرة والثانية جامعة حديثة قوية، والجامعة الحديثة حصلت على علامات جيدة في Tef، لأنها تخطت مقاييسها إلا أن حصلت على درجات 60 و70 و80، وحصلت على التصنيف الذهبي، أما إحدى جامعات راسل لم تتخط المقاييس ولم تحصل على التصنيف الذهبي، ولكن درجاتها هي 80 و90
وبيَّن سميث: "ربما ينظر الطالب إلى ذلك ويفكر أنه من الأفضل له الذهاب إلى الجامعة الثانية، ولكن عند النظر إلى بيانات الأرباح مدى الحياة ستعتقد أنه من الأفضل لك الذهاب إلى الجامعة الأولى التي لم تتجاوز المقاييس".
فيما يعتقد بلاكمان أن العلامات ليست الفيصل هنا، لأن جامعات راسل تبدأ من تلك الميزة الكبيرة، حيث تختار طلابها من أعلى الطلاب الذين غادروا المدرسة، مضيفًا "بالطبع يحصل الطلاب خريجي جامعات راسل على وظائف عالية الأجور لأنها مؤسسات انتقائية"، أما جامعة ميدليزكس لديها أمر مختلف "فالجامعة تأخذ الطلاب الذين يكونوا الجيل الأول للذهاب إلى الجامعة، وتضعهم وتؤهلهم لوظائف لم يحلم بها أبائهم، وتلك النتيجة التي يجب أن يعكسها أي نظام تقييم عادل، ولكن هذا هو عكس طريقة المقياس المطلق تمامًا، القطاع يختلف عن طريق الانتقائية وأي تقييم عادل يجب أن يعكس ذلك".
وأكد بلاكمان: "لا أعتقد أنه هناك مقارنة صحيحة مع نظام Ref، لأنه هناك بالفعل بيانات على موقع Unistats يمكن للطلاب استخدامها لتقييم الأداء وفقًا لفرص العمل ورضا الطلاب، ويعد تقيم Ref مجموعة متطورة من التدابير، ولكن Tef هو أداة حادة"، وتابع سميث "أشعر بالقلق على الطلاب الذين ليس لديهم رأس مال اجتماعي، فضلًا عن أثر الوالدين وبيئة المدرسة، وربما يقول شخص ما: حسنًا أعلم أنك تفكر في الذهاب إلى تلك المؤسسة بسبب علاماتها الإيجابية، ولكن يجب عليك أن تنظر إلى الأداء العام".وبشأن إعطاء الطلاب تجربة أفضل، حرصت الجامعات كافة بعد زيادة الرسوم الدراسية على تقديمها تجربة رائعة للطلاب، وواصل بلاكمان "نحن نقدم نظام الإنجاز العالي لطلاب العام الثالث المتفوقين كنوع من مساعدة الطلاب على التعلم، حيث يعملون جنبًا إلى جنب مع المحاضرين في فصول العام الأول لمساعدة الطلاب الذين يناضلون، إنه نظام رائع لأنه يضيف شئ إيجابي على السيرة الذاتية للمساعدين".
وكشف سميث، أن جامعته تحصل على أعلى الدرجات في المسح الوطني للطلاب سنويًا، لأن موظفيه يرغبون في تعليم الطلاب حقًا بدلًا من دفن رؤوسهم في أبحاثهم، مشيرًا إلى أن الطلاب يحبون دمجهم في عملية إدارة المكان، مردفًا " في كل اجتماع من اجتماعات المجلس التنفيذي يشارك الطلاب على الرغم من أننا لا نوافقهم دائمًا على كل شئ"، وعندما تضاعف الرسوم الدراسية 3 مرات عام 2012، أنشأ سميث مجموعة خاصة لفحص الميزانية مع عقد اجتماعات يرأسها رئيس نقابة الطلاب للاتفاق على كيفية إنفاق هذا الدخل الإضافي.
فيما يذكر أن خطة الحكومة، تسمح للمؤسسة التي تحصل على درجات جيدة في تقييم Tef بزيادة الرسوم، وأوضح نواب المستشارين في الجامعات، أن هذا هو السبب الرئيسي وراء وجود سلسلة طويلة من الجامعات التي رفضت التسجيل في Tef في بداية العام، ولكن أصبح هذا الربط حاليًا مشكوكًا فيه، بعد أن أصدر مجلس اللوردات تعديل يوضح أن تصنيف Tef لا يمكن استخدامه لتحديد مستوى تغير الرسوم.
وذكر سميث: "أعتقد إذا تم ربط التقييم بالتمويل سيكون هناك اتجاهات مختلفة نحو Tef، ويشير السماح برفع الرسوم إلى تحقيق نحو 1.6 مليار أسترليني في العام للجامعات العقد المقبل، ومن خلال المحادثات التي أجريناها مع الحكومة أن ذلك سيكون شئ من أجل شئ آخر، والأمر بالنسبة لهم يتعلق بإعادة التوازن في الاهتمام بالتعليم، وبالنسبة لنا يتمل في الحياة في نهاية نفق التمويل".
ويصر بلاكمان على أن ربط Tef بالرسوم أمر خاطئ، مضيفًا "ينبغي معالجة المشاكل المالية التي يواجهها القطاع حيث تزداد التكاليف بوتيرة أسرع من الدخل"، ويتفق مع سميث على أن تلك الممارسة ستؤدي إلى تركيز الاهتمام على التدريس، مردفًا "ليس هناك شك أنه إذا اعتقدت المؤسسة أنه عليها الحصول على المستوى الذهبي أو الفضي فإنها ستدير العمل، ولكن هناك طرق أفضل لقياس جودة التدريس".
وواصل بلاكمان: "ويمكن للحكومة إيلاء مزيدًا من الاهتمام بالتعلم مرة أخرى، حيث تؤدي المسافة التي يمر بها طلابي من مستوى A-level إلى BTec إلى أن يصبح محامي أو محاسب، وتلك قيمة مضافة نتوقع تقييمها حاليًا، ستكون هناك كل أنواع الحجج بشأن عدالة ذلك، ولا النقطة الأساسية هي أن تقييم Tef لا يقيس أي شئ ذات مغزى في الوقت الراهن".
وكان حصل ستيف سميث على بكالوريوس العلوم والسياسة الدولية من جامعة ساوثهامبتون، وبشأن جامعة إكستر فهو يحب الحرم الجامعي المثالي ومجلس المدينة الداعم والكاتدرائية الجميلة، ومن الكتب التي يحرص سميث على وجودها بجانبه كتاب Tim Shipman’s All Out War، ويعتقد أن الطريقة الأفضل لقضاء عطلة الأحد هي تناول القهوة وقراءة الصحف ومشاهدة مباريات كرة القدم. بينما حصل تيم بلاكمان على بكالوريوس الجغرافيا من جامعة دورهام، ويحب في لندن المشي وقاعة المهرجان الملكي، ويستقر كتاب Jasmin Alibhai-Brown’s Exotic England: The Making of a Curious Nation على طاولته الجانبيه، ويعتقد أن أفضل الطرق لقضاء عطلة الأحد تناول الغداء مع الأصدقاء أو العائلة.
أرسل تعليقك